الله على الشعب المصرى عندما يفرح، عندما يبحث عن الابتسامة وسط ركام الحزن الساكن فى الأعماق، ويحولها إلى ضحكة تجلجل وتعانق شماريخ الفرح فى ستاد القاهرة وشوارع العاصمة احتفالاً بتتويج فريق النادى الأهلى بلقب بطل الكونفيدرالية، ليضيف إلى خزائنه كأسًا جديدة يحصل عليها فريق مصرى لأول مرة فى تاريخه وتاريخ الأندية المصرية ليسعد جماهيره وجماهير الكرة المصرية والكرة العربية بعد تغلبه على فريق سيوى سبور الأفوارى فى المباراة التى جمعتهما فى ستاد القاهرة وفوزه بهدف مقابل لا شىء للمتعب عماد متعب. جمهور النادى الأهلى هو بطل المباراة، هو الذى كان يحرك أرجل لاعبى النادى الأهلى فى الملعب، وأشاع أجواء الفرحة فى كل مكان.. اتسم أداء الجماهير بالمسئولية والشعور بالوطنية، والبعد عن التصرفات التى تسىء إلى كرة القدم، وأعطى الجمهور انطباعًا للعالم بأن مصر فيها استقرار وأمن. شارك الرئيس السيسى المصريين الفرحة بهذا النصر الكروى، ولم تخل رسالته إلى النادى الأهلى بالتهنئة من السياسة وهى تتفق مع ما وصلت إليه كرة القدم التى أصبحت القوة الناعمة فى العالم يذهب الرؤساء وراءها إلى آخر الدنيا لحضور تتويج فرق بلادها، إنها الساحرة المستديرة المجنونة التى تؤدى إلى التقارب بين الشعوب والخصام اللذيذ اللحظى أحيانًا، الرئيس هنأ النادى الأهلى بالبطولة وبروح الفريق فى اللعب التى تعكس روح الاصرار والعزيمة للشعب المصرى، وهى روح الكفاح والعمل حتى آخر ثانية، فحصد الأهلى البطولة بالكفاح والجهد والعرق. كما أشاد الرئيس بجمهور الأهلى ووقوفه إلى جانب فريقه حتى تحقق الفوز، هذه مقدمة لعودة الجمهور إلى المدرجات فى مباريات الدورى العام لتشجيع فرقها، مطلوب من وزارة الداخلية بحث إنهاء هذه الأزمة التى طالت، وأن تستبشر بالتشجيع المثالى لجمهور النادى الأهلى. كل المسئولين كانت لديهم نفس مشاعر الجماهير، الجميع عبروا عن فرحتهم بالفوز العصيب، الذى جاء فى آخر ثانية الحكومة كانت فى ستاد القاهرة، دمها اتحرق مثل دم المشجعين، الجميع حبس أنفاسه إلى الدقيقة 95 من المباراة عندما جاء الفرج من كرة عبدالله السعيد التى أرسلها ناعمة إلى وليد سليمان فأهداها إلى متعب المتعب فأسكنها برأسه شباك حارس الفريق الأفوارى، شاهد المصريون الفرحة على وجه المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء والوزراء المرافقين له فى المقصورة الرئيسية، وشاهدوا القبلة التى طبعها المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة على خد رئيس الوزراء، إنه النصر حتى لو كان فى مباراة كرة قدم، انها الفرحة التى لا تفرق وسائل التعبير عنها بين كبير أو صغير، مسئول أو مواطن عادى، الكل كان يتنطط فوق الكراسى مع كل فرصة تضيع أو فرصة تقرب فريق الأهلى من الفوز . الله على جمهور الأهلى وهو يهتف: الثالثة شمال بتهز جبال وبأعلى صوت دايمًا نشجع الأبطال، فريق كبير، فريق عظيم، أديله عمرى وبرضه قليل. الأغنية الشعبية كانت حاضرة فى هذا الفرح: اتفرج على الحلاوة حلاوة.. لعيبتنا نقاوة نقاوة تعالى شوف فى بلدنا أهلى.. تعالى شوف كام نصر جابوه.. ياحلوة ياشايلة البلاص بلى الشربات واسقينا.. الأهلى جاب لنا الكاس خلى الدنيا تهنينا، لعيبة بتعلب باخلاص عشانها جينا وهنينا. ستاد القاهرة كان مكتظًا بالجماهير، التى كانت تتحرق شوقًا لترى الكرة تعانق شباك الأفوارى، لا ننتقد فريق الأهلى الذى حرق أعصاب جماهيره ونترك الجانب الفنى لجاريدو الذى طار كالعصفور فى أرض الملعب بعد ما عانقت كرة متعب الشباك فى الوقت القاتل.. متعب صاحب خبرات كبيرة، عاد بقوة، فرحنا وبكانا.. مبروك للأهلى ولجماهيره، ولجماهير الكرة المصرية، مبروك للشعب المصرى الفرحة التى عمت الشوارع، يارب كتر انتصاراتنا فى كل المجالات وأدخل الفرحة بيوتنا من أوسع الأبواب.