كشفت دراسة حديثة أن هناك أربعة عوامل تحدد ما إذا كان شخص ما معرضاً للموت المفاجئ بسبب مرض القلب أم لا؛ وهي: الانتماء العرقي، وضغط الدم، وكتلة الجسم، ومعدل نبضات القلب؛ مشيرة إلى أن هناك فروقاً جوهرية بين الأزمات القلبية التي تؤدي للوفاة فجأة، وبين الأزمات التي يتعايش معها المرضى. ونقلت مجلة (تايم) الأمريكية، التي نشرت نتائج الدراسة، عن فريق من الباحثين بمركز ويك فوريست الطبى، أن هناك مجموعة من العوامل التي تميز بين الإصابات التي تسبب الوفاة الفجائية، وبين الإصابات التي يمكن للمريض أن يتعايش معها؛ حيث تحدث الأولى نتيجة لتوقف القلب عن النبض فجأة وبالتالى يتوقف وصول الدم إلى المخ، وبعض الأعضاء المهمة الأخرى، مما يؤدي إلى الوفاة خلال دقائق معدودة، وهي تختلف بعض الشيء عن الأزمات القلبية التى تسبب منع وصول الدم لجزء من القلب. وكشفت المجلة عن السبب الذى دعا الباحثين لإجراء هذه الدراسة، حيث نقلت عن الدكتور السيد سليمان قوله: "بسبب حدوث العديد من حالات الوفاة المفاجئة لمن يعانون من النوبات القلبية، حتى قبل وصولهم للمستشفى، حينها لم يكن فى وسعنا أن نفعل شيئاً لإنقاذهم، لذا فإن التمييز بين المعرضين للموت المفاجئ نتيجة الأزمة القلبية وبين من يعانى من المرض لفترة دون وفاة هى الخطوة الأولى لعلاج هذه المشكلة". وأضاف الباحثون أن كلاً من الأزمات القلبية وأمراض القلب يمكن أن يسببا الموت المفاجئ، ولكن تمكن الباحثون الآن من معرفة خصائص وأعراض إضافية تساعد الأطباء فى تحديد من هو معرض لخطر الموت المفاجئ بنسبة أكبر ومن يمكن أن يتعايش مع المرض باستخدام بيانات 18 ألفاً و497 مشاركا في الدراسة المطولة التى تم إجراؤها. وقد كشفت الدراسة أن هناك عدداً من الخصائص التي يمكن عن طريقها التنبؤ بما إذا كان الشخص معرضا لأمراض القلب أم لا، ولأي نوع من النوعين المذكورين. وأوضحت الدراسة أنه على الرغم من ذلك، فإن وجود هذه العوامل لا يعني حتمية حدوث الموت المفاجئ، كما لا يعنى أن من لا يعانى من هذه الأعراض والعوامل ليس معرضاً للموت المفاجئ أيضاً نتيجة توقف عمل القلب، مما يعنى وجود عوامل خفية مؤشرة لعوامل أخرى خاصة بنمط الحياة العام ومدى الرعاية الصحية أو وجود مرض مزمن آخر. وهذه الخصائص هي: 1- العرق: فقد وجد الباحثون أن المرضى السود معرضون للموت المفاجئ نتيجة نوبة قلبية قبل وصولهم للمستشفى أكثر من غيرهم من المرضى البيض ولكنهم معرضون للإصابة بأمراض القلب الأخرى بنسبة أقل. 2- ضغط الدم: ارتفاع ضغط الدم وارتفاع ضغط الدم الشريانى مع زيادة معدل ضربات القلب يمثلان مؤشراً قوياُ للتعرض للموت المفاجئ. 3- كتلة الجسم: حيث وجد الأطباء أن السمنة المفرطة أو نقص الوزن هى عوامل ترتبط بشكل كبير بإمكانية التعرض للموت المفاجئ، ولكن لا تشكل تهديداً لخطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية. 4- معدل نبضات القلب ECG": والتى يكن قياسها باستخدام جهاز تخطيط كهربائية القلب "ECG" حيث اكتشف العلماء أن النتائج التى تتجاوز المعدل الطبيعى تعتبر مؤشراً قوياً للتعرض للموت المفاجئ. وما يدعو للطمأنينة، بحسب الدراسة، أن عوامل ضغط الدم والوزن "مؤشر كتلة الجسم"، ومعدل نبضات القلب عوامل متغيرة، أي يمكن للأطباء التحكم فيها عن طريق تقليل معدل ضغط دم المرضى أو إنقاص وزنهم وبذلك فهى عوامل وقائية.