حاولت العديد من الأحزاب الدينية خلال الفترة الأخيرة، الإيحاء بخوضها تحالفات مع بعض التيارات والأحزاب المدنية استعداداً للانتخابات البرلمانية القادمة، وقد أثارت تلك الإيحاءات جدلاً كبيراً فى الشارع المصرى. كان آخرها ما أشيع حول تحالف حزب النور مع حزب الوفد، وهو ما دفع بعض القوى السياسية لمهاجمة الوفد. فقد رأى البعض أن الأحزاب الدينية تحاول كسب أرضية لدى الشعب لإخفاء صبغتها الدينية من خلال التحالف مع القوى المدنية، متهمين الأحزاب المدنية بالبحث عن تكوين قائمة موحدة لحصد أكبر عدد من المقاعد. وعن شائعة تحالف الوفد مع حزب النور.. نفى طارق التهامى، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، هذه الشائعات، مشيراً إلى أن الوفد اعتاد على مثل هذه الافتراءات كلما اقتربت الاستحقاقات الانتخابية من جانب القوى المنافسة. وأكد استحالة تحالف الوفد مع السلفيين لأن الأيدولوجيات متناقضة رغم أنه كان شريكاً فى خارطة الطريق، مشيراً إلى أن الوفد حزب ليبرالي وهو مؤسس الحقبة الليبرالية منذ عام 1923 وحتى 1952. وأضاف التهامى، أن هذه القوى التى تطلق الشائعات تتعامل مع الوفد باعتباره منافساً قوياً، لافتاً إلى أن قيم الوفد تتعارض مع مفاهيم الدولة الدينية. وألمح إلى أن حزب النور لديه رغبة فى التحالف مع قوى مدنية ولكنه لن يستطيع، موضحاً أنه سيخوض الانتخابات مضطراً على المقاعد الفردية وليس بنظام القائمة. وأشار التهامى إلى أن نظام القائمة ورطة لحزب النور، لأنه وقتها سيكون ملزماً بوضع المرأة والأقباط على قوائمه فإن لم يفعل ذلك يكون حزبا دينيا وهو ما يتعارض مع الدستور، ومن ناحية أخرى أوضح أن النور يشير إلى قواعده وأتباعه إلى أن الأقباط «تابعين». واتفق المهندس صلاح عبدالمعبود، عضو الهيئة العليا لحزب النور، مع ما قاله طارق التهامى، فى انه لم تحدث اتصالات بين الوفد والنور للدخول فى تحالفات انتخابية، مؤكداً أن هناك مشاورات تتم مع أحزاب وقوى مدنية. ورفض عبدالمعبود، الكشف عن تلك الأحزاب بحجة انتظار قانون تقسيم الدوائر حتى يتسنى لجميع الأطراف تقدير الموقف تجاه تلك التحالفات، مؤكدا صعوبة خوض الحزب الانتخابات بالنظام الفردى. وأضاف أن «النور» سينافس بنظام القائمة، وأنه سيطرح على قائمته الانتخابية المرأة والأقباط، مضيفاً أنه إذا لم يحدث ذلك سترفض القائمة. واعتبر نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع، أن الانتخابات فرصة لتوحد وتحالف الأحزاب التى تناصر الدولة المدنية الحديثة والمناهضة لتجار الدين، مطالبا باستبعاد أى حزب دينى، مضيفا لم نعد فى حاجة إلى من يدعى أنه يمثل الإسلام ويحتكر الدين. وأشار إلى أنه على حزب النور إذا أراد إعادة تكييف أوضاعه من الناحية المدنية، مضيفاً «أى واحد بذقن لا يتمتع حاليا بثقة المواطن والأحزاب المدنية التى ستتحالف مع الإسلاميين ستكون نهايتها». من جانبها أكدت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، مستشار رئيس الجمهورية السابق، ضرورة التحالفات وتوحيد الصفوف وجمع القوى الوطنية، مضيفة «المشهد مرتبك ومن يعى المخاطر يدرك ضرورة تكاتف القوى للوصول لبرلمان يمثل الثورتين ولا يسمح باستنساخ قوى الماضى». وأضافت أن الصعوبات التى مرت بها الثورة كان وراءها الانقسامات، مشددة على أن تكون التحالفات متقاربة وان تضع فى المقدمة وأن تؤجل الخلافات. واعتبرت سكينة فؤاد أننا أمام مشهد سيحاسب مع من لا يصدق فى مواقفه، متمنية ألا تتكرر شعارات ثم يكذبها الواقع. وأكملت: «الأحزاب المدنية لا تحتاج وصاية ويجب عليها أخذ الضمانات الكافية عندما تتحالف مع حزب النور منعا لتكرار تجربة الإخوان المريرة».