المجاعة في الصومال تتفاقم يوميا بشكل مذهل إلي الحد الذي لا يستوعبه العالم، ولكن بالترجمة الرقمية يمكن إيضاح ذلك، حيث أعلن تقرير برنامج الغذاء العالمي (WFP) أن 30 ٪ من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، و 20 ٪ من السكان من دون طعام، والوفيات تقدر يوميا ب 2 لكل 10 آلاف من البالغين و 4 لكل 10 آلاف طفل. واستنكرت مجلة (إيكونوميست) البريطانية موقف الدول الكبري والمنظمات العالمية التي لا تقدر حجم الكارثة وتقف مكتوفة الأيدي أمام معاناة الصومال، فحتى الآن لم يتم إعلان المجاعة، وبعد ثمانية أشهر من توقعات برنامج الغذاء العالمي باندلاعها، ولم تعلن الأممالمتحدة دعواتها للتصدي لتلك الأزمة حتي ذلك الحين، ولم تعتبرها أولي قضاياها، كما تم رصد مبلغ صغير لتلك الأزمة لا يكافئ حجم المطلوب لإنقاذ الضحايا. وأشارت إلي أن استجابة الجهات المانحة للمساعدات غير ملائمة وليست علي قدر الموقف، بالرغم من علامات تنامي دورها العالمي المفترض، ففي الوقت الذي أعلنت فيه الأممالمتحدة احتياج الأزمة ل 2 مليار دولار، فإنها لم تحصل حتي الآن سوي علي نصف هذه المبلغ، إيطاليا مثلا لم تقدم أي شيء حتي الآن، والبرازيل عرضت مساعدات أكثر من التي قدمتها فرنسا وألمانيا مجتمعتين، في الوقت الذي توشك فيه النقدية المخصصة للأغذية في جنوب الصومال علي النفاد. وأضافت الدراسة الاستقصائية التي شهدها جنوب الصومال خلال يوليو الجاري أن ثلاث محافظات تعاني من سوء التغذية الحاد، وبشكل عام يعاني 38% من منطقة القرن الأفريقي -التي تضم جيبوتي والصومال وإريتريا ويجاورها كينيا وإثيوبيا- في مجملها من سوء التغذية الحاد، وهو ما أكدت الدراسة أنه تجاوز المعدل الكارثي، فضلا عن توقعات مؤكدة بانتشار الحالة في جميع أنحاء الجنوب في الأشهر القليلة المقبلة. وأشارت الدراسة إلي أن حوالي 3 ملايين مواطن يحتاجون بشكل فوري إلي مساعدات لإنقاذ حياتهم، بالرغم من هبوط أول طائرة للإسعافات الأولية في 27 يوليو الجاري في مقديشو عاصمة الصومال حاملة 10 أطنان من المعونات الغذائية، إلا أنها لا تكفي لإنقاذ سوي 3500 طفل فقط من سوء التغذية الحاد، كما أنها وصلت في وقت متأخر من اندلاع الكارثة.