أعطت إعادة افتتاح كنيسة مار يوسف للكلدان وسط مدينة كركوك الجمعة بعد 11 عاما من الإغلاق "الأمل" لمسيحيي العراق بعد موجات التهجير التي عانوا منها، لا سيما منذ توسع نفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف. وشارك في القداس الاحتفالي عشرات المسيحيين، بينهم نازحون من الموصل، كبرى مدن الشمال واولى المناطق التي سقطت إثر الهجوم الكاسح لتنظيم "الدولة الإسلامية" في العاشر من يونيو، الذي أدى إلى سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه. وقال اسقف كركوك والسليمانية للكلدان المطران يوسف توما إن إعادة افتتاح الكنيسة التي يعود تاريخها إلى العام 1949 "رسالة أمل بالمستقبل، وتشجع الكثير (من المسيحيين) على البقاء وعدم ترك أرضهم. اليوم هو بداية حياة". واعتبر أن "رسالتنا هي نحو الثبات والبناء والأمل بمشاركة مكونات كركوك"، آملا في ان يكون الافتتاح "بداية لنهاية مرحلة مرت علينا صعوبات طالت الجميع". وقالت لينا مرقص (39 عاما)، وهي مدرسة مسيحية نزحت من الموصل، لوكالة فرانس برس "حضرنا اليوم افتتاح الكنيسة لنقول للعالم اننا باقون رغم ما نتعرض له من تحديات واستهداف وسلب لحريتنا". ودفع هجوم تنظيم "الدولة الاسلامية" اكثر من مئة ألف مسيحي الى النزوح عن مناطقهم في شمال العراق، لا سيما من مدينة الموصل، ومدن عدة في سهل نينوى بينها قره قوش وتلكيف. وخير التنظيم المتطرف بعد سيطرته على هذه المناطق، المسيحيين بين اعتناق الاسلام او دفع الجزية او الموت. كما قام بمصادرة ممتلكاتهم ووضع حرف "ن" عليها، اشارة الى ان ملكيتها تعود الى "نصارى". رغم ذلك، بقيت بعض العائلات المسيحية في المدينة، تحت ستار الخوف وعدم القدرة على المغادرة، بحسب المطران توما الذي اشار الى ان "عشرات العوائل المسيحية ما زالت في الموصل، وهم من ذوي الحاجات الخاصة وكبار السن الذين لا يستطيعون التنقل او الحركة". كما اشار الى ان "50 مسيحيا في الموصل ما زال مصيرهم مجهولا". ويقارب عدد المسيحيين في كركوك 10 آلاف شخص، من اصل نحو 950 ألف نسمة بين عرب وأكراد وتركمان يقيمون في هذه المدينة الغنية بالنفط. وكنيسة مار يوسف هي واحدة من تسع كنائس في المدينة. وأقفلت أبواب كنيسة مار يوسف في العام 2003 بعد أسابيع على الغزو الاميركي للعراق، بسبب الظروف الأمنية والإهمال. وتزامنت إعادة افتتاحها مع الذكرى الرابعة لمقتل 46 مسيحيا على الأقل في هجوم مسلحين على كنيسة سيدة النجاة في بغداد، في 31 اكتوبر 2010. وتبنى الهجوم تنظيم "دولة العراق الإسلامية" الذي كان فرع تنظيم القاعدة في العراق، والذي شكل نواة تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي بات يسيطر على مساحات واسعة من سورياوالعراق.