في البدء كانت الكلمة، وهى وسيلة التفاهم والتعبير عند كل الكائنات الحية، الحيوانات والطيور لها لغة خاصة بكل فصيل منها. أمانحن المصريين أصبحت الكلمات لدينا تحمل معاني غير ما تبدي؟ الكلمات أصبحت وسلة للكذب والتحايل والتآمر والخداع، فالتلاعب بالكلمات أياً كانت هى مايحتويه ضميرنا فنبدي ما لا نبطن؟ يقولون إن السياسة هي «فن الممكن لتحقيق الغاية» فالغاية تبرر الوسيلة. ولكننا كيف بعد ثورتين تحمل أصدق الكلمات من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة انسانية، ولكن للأسف كلمات جوفاء لأنه لم تكتمل الكلمات بالضمير الانساني في التطبيق فهى كلمات لا تحمل الا المداد الذي كتبت به ولكن للأسف دفع ثمنها دم شهداء مصريين، والآن مازال المصري مهانا مازلنا نحارب الفساد المتفشي في كل أجهزة الدولة؟ أنا لا أعرف قرارات تتخذها الدولة لتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية ولا تفعل على أرض الواقع ويضرب بها عرض الحائط. فأين العقاب للمخالفين فإن لم يكن ضميرنا هو الوازع فالقانون هو الرادع، فقانون مثل ما يخص الرعاية الصحية وحق المواطن في حالة الطوارئ الصحية الدخول أي مستشفى لتلقي العناية المركزية والاسعافات بلا مساءلة مالية لمدة 48 ساعة له في الوقت الذي نجد تجاوزات المستشفيات الحكومية والخاصة لأفضل تلك الحالات الا بعد دفع مبالغ مالية باهظة لعلاج الحالية والا نترك حتى الموت وهذا حدث بالفعل وما يحدث ليس بالجديد ولكن كيف لا يطبق القانون وكيف لا توجد جهات رقابية في المستشفيات من قبل الدولة لتنفيذ ذلك؟ كانت هناك حالة مريبة لسيدة تعاني ضيق تنفس وزوجها أراد اسعافها في مستشفي حكومي فرفضوا الحالة وتوجه لمستشفى عين شمس التابع للجامعة فطلبوا منه 5 آلاف جنيه ولم يكن معه تركت الحالة حتى توفت بعد ساعة ونصف وحالات أخرى وحالة السيدة التي وضعت طفلها في الشارع خارج المستشفى، لماذا لا يحاسب بالسجن مديرو تلك المستشفيات نحتاج لتفعيل القوانين حتى لا تصبح مجرد كلمات. إن حقوق الانسان في مصر توضع في سلة المهملات، فهل مات ضمير الكلمات إننا قبل أن نحتاج لأنظمة جديدة نحتاج للضمير الانساني ومهما قدم لنا الدستور من مواد غاية في الروعة دون أن تطبق على أرض الواقع، فانه لن يجدي نفعاً ان للكلمات تأثيرها الشهري لو كانت تحمل مفهوم ومضمون وفكر الكلمات المؤثر على العقول يختلف حسب طبيعة مستقبلية فمثلاً الفكر الاخواني المتطرف لجماعة بدأت مشروعها منذ 85 سنة، تخاطب عقول تريد أن يسلب منها ارادتها بالوازع الديني والحجة المغلوطة، ولكن للأسف ان المنهج التكفيري المسموم الذي يأخذ الدين ذريعة لابد أن يواجه بالفكر. لقد كرهت الكلمات المطمئنة والمتفائلة لأنها لا تترجم لفعل حقيقي يلتزم به الجميع وهذا واجبنا كشعب لابد أن يراعي ضميره في كل مجالات حياتنا اليومية والا لن نتقدم أبداً، فالثورة لن تكتمل الا بثورة على الأخلاق والضمير فياليتنا نحيي ضمير الكلمات.