الطبيعي والبديهي والمنطقي أن تكون آراء المسئولين في المؤسسة أو الكيان الواحد موحدة أمام الرأي العام، لكن أن تخرج تصريحات من كل مسئول تختلف عن الآخر، فهذا أمر عجيب، إلا في اتحاد الكرة! فوجئ عشاق كرة القدم بوجود أنباء عن اعتذار المغرب عن عدم استضافة أمم أفريقيا 2015، بالتزامن مع أخبار غير مؤكدة تفيد بنية مصر في أن تستضيف المسابقة، وإذا فشلت فإنها ترغب في استضافة بطولة 2017. في هذه الحالة فإن الإعلام بدوره يتوجه للمسئولين في الاتحاد للتحقق من صحة تلك الأنباء، وفي الوقت الذي يستبعد فيه أكثر من عضو مجلس إدارة استضافة مصر لأي من بطولتي 2015 أو 2017، يخرج علينا رئيس الاتحاد جمال علام في أحد البرامج التلفزيونية، ويُعلن انتظاره موافقة مجلس الوزراء ووزارة الصحة للتقدم رسميًا بطلب استضافة بطولة 2015. تصريحات رئيس الاتحاد تؤكد أن "الكوسة" تحكم الجبلاية، لأن البلد التي لا تحتمل ظروفها أن تستضيف بطولة مثل أمم أفريقيا، بحسب تصريحات عدد من أعضاء مجلس الإدارة، لا تختلف عن تلك التي أصبحت مرشحة لاستضافة إحدى البطولتين، شرط موافقة رئيس الوزراء أو وزير الصحة، وفقًا لما قاله رئيس الاتحاد!! موقف جمال علام يفتح الباب أمام موافقته وترحيبه بأن تستضيف مصر إحدى البطولتين، وهل الأمر نابع من فكره الشخصي، أم أنه جاء بناءً على تعليمات من هاني أبو ريدة، عضو المكتب التنفيذي في الاتحادين الأفريقي "الكاف" والدولي "الفيفا"، الذى يعتبره الكثيرون هو الآمر الناهي في الاتحاد لكن من خلف الكواليس. كما أشرنا في بداية الحديث، فإن اتحاد الكرة لا يعرف مجلس إدارته ما هو منطقي وطبيعي، لكن إذا رجعنا للمنطق، فلابد أن نتساءل: "هل مصر قادرة على استضافة بطولة الأمم 2015 أو حتى 2017 ونحن حتى الآن غير قادرين على أن نُعيد الجماهير للمدرجات بسبب "الألتراس" أو "الإخوان"؟ هل يمكن إقامة البطولة في أم الدنيا واستقبال جماهير المنتخبات المختلفة في الوقت الذى لا تُقام فيه مبارياتنا المحلية بحضور الجمهور ؟!" على السيد رئيس اتحاد الكرة أن يناقش باقي أعضاء المجلس في أي شيء، لأن تصريحات مسئولي الجبلاية حول استضافة أمم أفريقيا، تثبت أن علام "في وادٍ" وباقي المجلس في وادٍ آخر!!