صدقت الحكمة التي تقول "لا يمكن أن تخدع كل الناس كل الوقت"، فالشعب المصري لا يمكن خداعه حتي وإن كان الستار المستخدم هو الدين. كشف الإخوان عن وجههم الحقيقي سريعا بعد توليهم حكم البلاد، حيث تخلوا عن فكرة السلمية بعدما وجدوا أن هناك معارضة شعبية حقيقة تتشكل ضد حكمهم وأن الكرسي زائل لا محالة. الاخوان و خدعة نصرة سوريا : كان الحدث الأبرز الذي أظهر وجه الإخوان الإرهابي هو مؤتمر "نصرة سوريا" الذي عقد في 15 يونيو عام 2013، حيث كان هدفه الظاهر دعم المعارضة السورية وقطع العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ولكن كان الهدف الحقيقي كان إرهاب الشعب المصري المتمرد الذي كان يحتشد للنزول في ال30 من يونيو لإسقاط محمد مرسي وأعوانه الذين قاموا بالدعاء علي المصريين علي الهواء مباشرة وبحضور رئيسهم علي لسان الشيخ محمد عبد المقصود دون أي معارضة من جانب من يزعمون أنه "رئيس شرعي". وحشد الإخوان كل طاقاتهم لمنع نزول الجماهير في 30 يونيو، حيث هدد صفوت حجازي القيادي الإخواني علانية بأن من "يرش مرسي بالميه هنرشه بالدم", محذرا من غضبة الإسلاميين. بينما حذر عاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية الأقباط من المشاركة بتظاهرات 30 يونيو, ووجه رسالة إلي القائمين علي الكنائس المصرية بمنع نزول الأقباط, قائلا: "خافوا علي أولادكم". ووقف طارق الزمر رئيس حزب "البناء والتنمية" فوق منصة اعتصام رابعة العدوية الذي تم تنظيمه لمواجهة تظاهرات 30 يونيو، وهدد بسحق أي شخص يشارك بالتظاهرات ضد الإخوان. نجحت ثورة 30 يونيو رغم كل التهديدات، حيث لا يمكن إرهاب الشعب المصري إذا ما قرر التغيير وتم عزل محمد مرسي وهنا بدأ الإخوان في إلقاء تهديدات أكثر شراسة وعنف. بدأت بتهديد القيادي الإخواني محمد البلتاجي أن الفوضي وأعمال العنف التي ضربت سيناء سوف تتوقف في اللحظة التي يتراجع فيها عبدالفتاح السيسي عن "الانقلاب"، ويعود فيها محمد مرسي إلي الحكم. إلي جانب تهديدات صفوت حجازي بأن هناك خطوات تصعيدية سيتم اتخاذها لإعادة مرسي إلي الحكم، ولن يتخيلها أحد. ونشطت بؤرتا "رابعة والنهضة" كمقر للتصريحات المحرضة والعنف، حيث أكد محمد بديع مرشد تنظيم الإخوان من فوق منصة رابعة أنهم سيفدون مرسي بأرواحهم وسيعيدوه إلى الحكم على أكتافهم. كما هدد المتظاهرون من أعضاء تنظيم الإخوان المصريين خلال المسيرات التي كان يتم تنظيمها من داخل "رابعة والنهضة" بتفجير البلاد وحرقها وقتل الأقباط. اخوان طالبان جديدة : وصدق أحد أنصار تنظيم الإخوان الإرهابي عندما أكد أنه سيكون هناك "طالبان وقاعدة" جديدة في مصر بعد عزل مرسي، حيث بدأ الإخوان وأنصارهم من التيارات التكفيرية في استهداف قوات الجيش والشرطة في سيناء ومديريات الأمن بالمحافظات بشكل عنيف ومكثف. في شهر يوليو عام 2013 عقب عزل مرسي مباشرة هاجم مسلحون مبني مديرية أمن شمال سيناء حيث استخدموا صاروخا باليستيا أمريكي الصنع في هجومهم، مما أسفر عن إصابة ثلاثة ضباط بإصابات طفيفة، بالإضافة إلى حدوث تلفيات بالطابق الثالث للمديرية جراء إطلاق الصاروخ. كما نفذت جماعة "أنصار بيت المقدس" هجومًا مسلحًا في شهر سبتمبر من نفس العام علي مديرية أمن جنوبسيناء عبر انتحاري تجاوز بسيارته المفخخة ثلاثة حواجز أمنية ثم فجر نفسه أسفل المبنى نتج عنه إصابة ثلاثة أشخاص من قوات الأمن وإصابة العشرات. وأعلنت "أنصار بيت المقدس" مسؤليتها أيضا عن تفجير مبني المخابرات الحربية بأنشاص التابعة لمركز بلبيس، والذي أسفر عن إصابة 4 مجندين ومدني وانهيار بأجزاء من المبنى. ولم يقتصر الأمر عند استهداف الجنود في المديريات فقط ففي بداية عام 2014 قاموا برصد طائرة عسكرية في سيناء وإسقاطها بعد اشتباكات مع عناصر مسلحة في شمال سيناء ونتج عنها استشهاد ضابطين و2 من الطاقم الفني للطائرة . ثم كما قاموا بتوجيه ضربة مفجعة لوزارة الداخلية هزت العاصمة بأكملها حيث قاموا بتفجير مبني مديرية أمن القاهرة عن طريق سيارة مفخخة وإحداث حفرة بعمق 6 أمتار أمام المديرية مما أسفر عنها مقتل 4 وإصابة 76 آخرين. كما لجأوا أيضا للتخطيط لاستهداف أكبر عدد من المجندين حيث سقطت قذيفتي هاون على حي سكني ومعسكر لقوات الأمن بالعريش في شهر يوليو الماضي مما أدي إلي استشهاد 7 مجندين وأصيب 32 آخرون. وفي ذات الشهر قام مسلحون بهجوم جديد من نوعه بالأسلحة الثقيلة علي سرية بمنطقة الفرافرة بالوادي الجديد، مما أدى لمقتل 15 مجندًا، وكان نفس الكمين تعرض لهجوم من مسلحين في يونيو الماضي واستشهد 6 مجندين وقتها. المدنيين هدف الاخوان الجديد : ومؤخرا لجأ أنصار تنظيم الإخوان إلي زعزعة النظام ونشر الخوف والفزع بين المواطنين من خلال توجيه ضربات في قلب القاهرة المزدحمة. وكان من أبرزها التفجير التي هز محيط جامعة القاهرة حيث قام إرهابيون بزرع 3 قنابل ما أسفر عنه استشهاد 2 من رجال الشرطة وإصابة 6 آخرين. كما قام مجهولون أيضا بزرع عبوة ناسفة بمحيط وزارة الخارجية وسط القاهرة والتي تعد من أكثر المناطق حيوية ونتج عن التفجير إستشهاد المقدم محمد محمود أبو سريع والذى كان يشغل منصب رئيس مباحث ليمان 430، والذى يبعد حوالى 10 كيلو مترات عن سجن وادى النطرون. وإنفجرت أمس الثلاثاء عبوة ناسفة، أمام دار القضاء العالي بمنطقة الإسعاف كرد من الجماعات الإرهابية علي إحالة أوراق عادل حبارة و6 متهمين من خلية "الأنصار والمهاجرين" بالقضية المعروفة إعلاميًا ب"مذبحة رفح الثانية" للمفتي لأخذ رأيه الشرعي و نتج عنه إصابة 14 بينهما عميد شرطة.