تحت عنوان مفزع نشرت جريدة «الوطن» أمس الأول خبراً في صفحتها الأولي يقول نصاً: بعد تحليل الدم الفوري.. بالكشف الطبي - كل سائقي «مطروح- إسكندرية» ««حشاشين»!، وفي متن الخبر أن 100٪ من سائقي مطروح - الإسكندرية يتعاطون مخدر الحشيش!، وهذا ما أسفرت عنه حملة كشف طبي علي السائقين نظمتها مديرية أمن مطروح بالتعاون بين إدارة المرور ومديرية صحة مطروح صباحا بطريق مطروح - إسكندرية!، وذلك بعد أن تم سحب عينات دم من السائقين من مختلف السيارات بإجمالي 12 عينة، أثبتت نتائج تحليلها تعاطيهم الحشيش بنسبة 100٪ من العينة المسحوبة، وقد جاءت نتائج العينة التي تم سحبها من قائدي السيارات في الطريق «رايح جاي» نتائج ايجابية!، وقد تزامن نشر الخبر في «الوطن» مع تغطية واسعة للحادث المروع في ادفو مما أدي بسبب السرعة لوقوع ضحايا عددهم 27 مواطنا وإصابة 18 عند اصطدام 3 سيارات ميكروباص بطريق أسوان الصحراوي، ولم يكن الحادث ليقع لولا السرعة التي يندفع بها السائقون بعربات الركاب وسيارات النقل دونما أدني التزام بمعدلات السرعة المنصوص عليها في القانون. ولا يمكن لأي مواطن يلاحظ السيارات في الطرق السريعة إلا القطع بأن السائقين ليسوا في حالة تركيز تجعلهم يراعون قواعد السير ومعدلات السرعة القانونية، بحيث أصبحت حوادث السيارات وضحاياها تجعل مصر في مقدمة الدول التي تقع فيها حوادث الطرق فتودي بحياة الناس أو تسلمهم إلي اصابات تصل إلي درجات العاهات المستديمة!، وبعيدا عن العاصمة وأطرافها يستعد الكثير من السائقين لرحلاتهم الطويلة بما يناسبهم «ويملأ أدمغتهم» كما يدعون من الحشيش وخلافه من المواد المخدرة التي أصبح تعاطيها يكاد أن يكون كحاجة السيارات إلي البنزين لابد من تموين السيارات به قبل بدء الرحلة، وفي مواجهة اهتمام السائقين بذلك يمكن بساطة الكشف عن أنهم كثيراً ما يسهون عن الكشف الضروري علي كفاءة سياراتهم والإطارات المطاطية التي تنفجر بالسرعة الجنونية مع تصاعد حرارة الاسفلت مما يؤدي إلي انقلاب السيارات- خاصة النقل - وبعثرة الحمولات الزائدة علي نهر الطريق الذي يمكن أن يتوقف السير فيه لساعات طويلة حتي تأتي سيارة تتسع للحمولة وإصلاح السيارة المعطلة!، لكن حجر الزاوية في تصاعد معدلات حوادث السيارات لم نعد يمكننا تجاهل أهم أسبابه وهو انتشار تعاطي المخدرات بين السائقين!، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل حجم «الغرز» وتنوعها علي الطرق «الطوالي» وقد تناثرت علي أجنابها «الغرز» ليلاً ونهاراً!، ولست أري أي سبب يجعل إدارات المرور تبثي علي هذه «الغرز» تحفل بها أجناب الطرق «الطوالي»! والمنع البات لسيارات النقل خاصة وغيرها بعامة من الوقوف بمحاذاة هذه «الغزر» دونما سبب يدعو لهذا التوقف سوي الحصول علي تموينات الكيف إذا ما قرر قائد السيارة أن يستكمل ما فاته لرحلته بالجلوس في غزرة أو شراء ما يلزمه من أي غرزة! ولابد من تدبر وسائل تحليل الدم الفوري في كافة الطرق وملاحظة الذين يندفعون برعونة بالغة بسياراتهم غير متحسبين للحوادث!، حتي لا نترك «تسهيلات» تعاطي المخدرات بكل هذا الانتشار الذي يجعل «الحشيش رايح جاي»!