تلقي القطاع السياحي تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء لقائه الأسبوع الماضي مع الدكتور طالب الرفاعي أمين عام منظمة السياحة العالمية إنه مدرك أهمية صناعة السياحة بالنسبة للاقتصاد المصري. بحالة من الارتياح الكبير.. وجاءت أيضاً لقاءات الرئيس في نيويورك مع مجموعة كبيرة من رجال الأعمال الأمريكيين بحضور نخبة من رجال الأعمال المصريين بفتح باب الأمل في عودة الاستثمارات الأمريكية إلي مصر والتي نرجو أن تكون الاستثمارات السياحية جانباً منها. خاصة فإن هناك تأكيدات ممن حضروا هذا اللقاء أن هناك خطوات جادة وكبيرة من المستثمرين الأمريكيين للاستثمار في المجالات الاقتصادية المختلفة ومنها مجال السياحة سواء باستثمارات مباشرة أو غير مباشرة في مشروعات جديدة أو الشراكة مع شركات مصرية كبري عاملة في مجال السياحة خاصة انه في نفس السياق جاءت تصريحات وزير التموين بان الرئيس صرح في لقائه مع رجال الأعمال الأمريكيين أن هناك اقتراحا بإنشاء مدينة سياحية للتسوق ناحية خليج السويس يستفيد بالعمل منها 500 ألف عامل وتقع بالقرب من ميناءي «السخنة» و«الأدبية» باستثمارات مبدئية تصل إلي 40 مليار جنيه في محاولات لجذب الاستثمارات الأمريكية وهو ما لاقي استحسانا من الجانب الأمريكي، ومن ضم المشروعات التي تحدث عنها الرئيس محطات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية حيث قرر عدد من الشركات النزول إلي مصر أواخر الشهر الجاري لتقديم طلبات للبدء في إقامة محطات للطاقة الشمسية إضافة إلي مشروع أن تكون مصر مركزاً عالمياً لتجارة الغلال والحبوب في الشرق الأوسط. بعد تلك اللقاءات والتصريحات المبشرة بالأمل بادرنا بالاتصال بمجموعة من الخبراء المصريين المتخصصين في السوق الأمريكي لأخذ استطلاع رأيهم خصوصاً وأنه من المعروف دخول الاستثمارات الأمريكية إلي أي دولة بمثابة إشارة قوية للمستثمرين من جميع الجنسيات للاستثمار في هذه الدولة. بمعني انه إذا حضرت الاستثمارات الأمريكية إلي مصر فسوف يتلوها استثمارات ضخمة أخري من كل بلاد العالم. كما أنه من المعلوم أن السياحة الأمريكية من أغني وأرقي أنواع السياحة حيث إنها ترتاد الفنادق الفاخرة وتقوم علي أساس السياحة الثقافية التي من أهم سماتها ارتفاع معدلات الإنفاق اليومي للسائح والذي يصل في المتوسط إلي 300 دولار يومياً. يقول أحمد الخادم الخبير في السياحة الأمريكية ومحافظ الجمعية الأمريكية لشركات السياحة «الآستا». الاستثمارات السياحية الأمريكية في مصر سوف تقتصر علي نشاط شركات الإدارة الفندقية الأمريكية التي تتعاقد مع ملاك الفنادق لإدارتها وربما أيضا نري شركة أو شركتين تعملان في مجال السياحة النيلية. أما الاستثمارات في المنتجعات الشاطئية في البحر الأحمر وسيناء فإن هذا لا يغري المستثمر الأمريكي حيث إن كل الاستثمارات الأمريكية الشاطئية موجودة إما داخل الولاياتالمتحدة أو منطقة البحر «الكاريبي». أما بالنسبة لحركة السياحة الأمريكية إلي مصر فهي شبه متوقفة تماماً الآن كما تقول الإحصائات الرسمية.. ومن أسباب ذلك الشعور المعادي لأمريكا المنتشر في الشارع المصري حالياً كما أن توقف شركات الطيران الأمريكية منذ أربع سنوات عن الطيران إلي مصر فكان له تأثير سلبي علي حركة السياحة الأمريكية. وأتوقع ان تتركز الاستثمارات الأمريكية القادمة إلي مصر بعد زيارة الرئيس السيسي لأمريكا في مجال التنقيب عن البترول والغاز الطبيعي وفي مجال توليد الطاقة الكهربائية سواء النووية أو الشمسية. بينما يري الخبير السياحي عمرو صدقي أحد العاملين والمهتمين بالسوق الأمريكي أن دخول المستثمرين الأمريكيين للاستثمار في مصر مرتبط بحالة الاستقرار الأمني والسياسي.. وأعتقد أن حالة دخولهم في أي استثمارات في مصر لن تخرج عن الشراكة مع شركات كبري وهناك محاولات لجذب واستعادة السياحة الأمريكية لمصر وخاصة السياحة الثقافية ورغم أن عددهم ليس كبيرا إلا أنه سائح غني وهذا المطلوب ما نبحث عنه وكانوا في تزايد في عام 2010 ولكن توقفت رغم استمرار سياحة رجال الأعمال. وهناك توقعات أنه في حالة استقرار الأمور في البلاد ستبدأ عودة السياحة الأمريكية تدريجياً مع موسم شتاء 2015 و2016 وهذا مرهون بالوضع السياسي والأمني في المنطقة. ويقول الخبير السياحي عمرو بدر أحد العاملين بالسوق الأمريكي من المؤكد ستأتي الاستثمارات الأمريكية خاصة أنه واضح من تحركات الرئيس في زيارته للأمم المتحدة أنها أدت الغرض السياسي والاقتصادي والدولي. نظراً لكثافة التواجد والتواصل مع قادة العالم وكبار رجال الأعمال والفكر والشخصيات المرموقة بدءاً من مجموعة وزراء الخارجية السابقين من كيسنجر ومادلين أولبرايت إلي كل رؤساء مراكز البحث في الولاياتالمتحدة وإلي فقهاء الاقتصاد الممثلين في صفوة رجال الأعمال الأمريكان والمؤسسات الكبري المالية والعالمية. كل هذا مؤشر واضح لعودة الاهتمام ببناء جسور تعاون جديد مع مصر والتركيز علي مميزات السوق المصري الذي يعتبر ذا مكانة بارزة ومنطقة اتصال وربط رئيسية في العالم، سوق يتميز بكثافة سكانية تؤدي الي رواج حركي واضح من ناحية القوي الشرائية وسوق ذات كثافة عمالية رغم الظروف التي مر بها الأربع سنوات الماضية، والاستثمار يبحث عن عاملين مشتركين للدخول الي سوق واحد هو الاستقرار وهذا واضح انه يتحقق بشكل كبير و بالتالي في إقبال ورغبة في التوسع في التعامل، والثاني الناحية الأمنية وفيه معدلات جيدة ومقبولة والاثنان مرتبطان بالفرص التي يتيحها السوق الي جانب أن مصر موضع استراتيجي جغرافي مميز هذا يدفع الاهتمام بالسوق والرغبة في الدخول للسوق، وعندما نتكلم عن استثمارات في المجالات المختلفة يبرز منها المجال السياحي الذي يتعامل مع كل القطاعات المختلفة بشكل مباشر أو غير مباشر ولا شك أن فتح الاستثمار في مصر الآن في مناطق متعددة سواء في الساحل الشمالي أو منطقة قناة السويس أو التنمية أو التحديث هذا معناه أن السياحة ستعمل داخل هذه الاستثمارات. ومتوقع الأمريكان والأسواق الدولية تهتم بذلك لأن السياحة في مصر بها ميزة تنافسية عالية أي أن هامش الربحية جيد والجودة وضمان عناصر مازالت مقبولة بالنسبة للأسواق العالمية هذه التركيبة تساعد علي هذا التوجه والحراك نحو السوق المصري. وأكد أن السياحة الأمريكية ستأتي لأنها كلهاعوامل متداخلة ببعض وإذا حدث رواج للملف السياحي بالطبيعي لبعد المسافة واختلاف الأذواق يجذب نوعية معينة للسياح للسفر لمقصد بعيد مثل مصر فبالتالي يعطي فرصة ودفعة كبيرة لهذه النوعية من السياح. بينما يؤكد الخبير السياحي محمد نظمي أحد العاملين بالسوق الأمريكي أن السياحة الأمريكية لم تتوقف عن زيارة مصر والسياح الأمريكان موجودون أثناء أحداث 25 يناير وبالرغم من تأثرها بالموقف الأمني والسياسي والإعلام الأمريكي الموجه ولكنها لم تتوقف لأن مصر دائما كانت تدرس من الصغر في جميع المراحل التعليمية وجميع الأمريكان لديهم حالة انبهار بالحضارة المصرية، ومن المؤكد أن كلمة الرئيس في المؤتمر العام للأمم المتحدة سيكون لها رد فعل قوي لدي المواطن الأمريكي الذي تأثر بالإعلام الذي لا يعرض الحقيقة وزيارة الرئيس وكلمته أوضحت الحقائق،ومن المؤكد ستكون هناك استثمارات أمريكية في مصر خاصة بعد قناة السويس الجديدة سيكون لدينا مشروع ضخم مثل دبي هذا سيجذب العديد من الاستثمارات لمصر بما فيها الاستثمارات السياحية الأمريكية خاصة أنه علي أرض الواقع هناك استثمارات أمريكية لفنادق عائمة وشركات سياحية كبري. والجميع متفائل بعد زيارة الرئيس أن تنقلب الأوضاع 180 درجة خاصة أن الشعب الأمريكي متعطش لسماع الحقائق. بينما يرى الخبير السياحى ممدوح إسماعيل أحد العاملين بالسوق الأمريكى أن السائح الأمريكي لا يرتبط بأي صلة بالسياحة الشاطئية واهتمامه فقط بالسياحة الثقافية وبالتالى لن تكون لديهم استثمارات في المناطق الشاطئية وجميع استثماراتهم في مصر ما هي إلا شراكة مع شركات فنادق كبرى. فأعتقد أنه بعد زيارة الرئيس السيسي من الممكن أن نغير وجهة نظرهم خاصة أن غالبية الأمريكان لن تتضح لهم الصورة الحقيقية لما حدث في مصر. وأن ما حدث ثورة شعبية، وبالتالى الشركات الأمريكية لن تقدم على أي استثمار في مصر إلا بعد اعتراف الرئيس الأمريكي بأن ما حدث في مصر ثورة شعبية.. وهذا يحتاج وقتا خاصة أن أمريكا مازالت ضد مصر لأننا أفشلنا مخططهم لخريطة الشرق الأوسط الجديد. ومن خلال عملى في السوق الأمريكي فهم مازال لديهم تخوف من الدخول في استثمارات في مصر لأنهم يرون أنها بلد غير مستقر وطبيعتهم لديهم تخوف من الذهاب إلي بلاد بها اضطرابات رغم أن مصر هي الحلم لكل أمريكاني مشتاق لمشاهدة الهرم وتوت عنخ آمون، لذلك فهو سائح يبحث عن الثقافة والحضارة هو سائح غني عالى الإنفاق. وأؤكد إذا خرج الرئيس أوباما وقال ما حدث في مصر ثورة شعبية اليوم التالى تستأنف السياحة الأمريكية لمصر ولكن المشكلة التي تواجهنا أن السائح الأمريكي يخطط لسفرياته قبل رحلته بعامين.. ولكن أعتقد أن أكتوبر القادم ستأتي السياحة الثقافية خاصة أنه تم وضع إعلانات كبيرة تحمل اسم مصر الجديدة والخلفية الهرم وقناة السويس الجديدة في ميدان «التايم سكوير» وهو أكبر ميادين نيويورك فلا يأتي أي سياح لأمريكا إلا وزار هذا الميدان لأنه منطقة تجمع المسارح والسينمات والمولات، فوضع إعلانات عن مصر في هذا الميدان شيء جيد، لذلك أنا متفائل بعودة السائح الأمريكي الذي يعد الأكثر إنفاقاً وهو السائح الغنى الذي نبحث عنه.