بنجاح جماهيري كبير تم اختتام الدورة الأولى من عروض السينما الأوروبية بالإمارات فعالياتها أمس الأول الخميس، وذلك بعرض الفيلم الألماني الشهير Goodbye Lenin للمخرج ولفغانغ بيكر في دبي، والذي جاء ضمن الاحتفال بذكرى سقوط سور برلين. وفي حضور رعاة الحدث والجهات متعددة الجنسيات المشاركة به، تم الإعلان عن الجوائز، ليفوز فيلم The Great Beauty بجائزة أفضل فيلم، والتي تمنحها شركة Front Row Entertainment، والجائزة عبارة عن فرصة لصانع الفيلم كي يتمكن من وضعه على متجر iTunes الذي يشترك فيه أكثر من 880 مليون شخص من جميع أنحاء العالم يمكنهم شراء الفيلم من خلاله، ليحصل صانع الفيلم مستقبلاً على جزء من الربح يعتمد على معدل شراء المستخدمين للفيلم. وعقب مشاركة الجماهير في تقييم الأفلام المعروضة خلال الحدث، أجرت شركة الاتحاد للطيران أحد الرعاة الرئيسيين للحدث قرعة ليحصل أحد المشاركين في التقييم على جائزة تتمثل في تذكرتي ذهاب وعودة للعاصمة الإيطالية روما من شركة الطيران الوطنية الرسمية بالإمارات. وقد جاء نجاح الدورة بفضل الدعم المستمر من جانب الدول المشاركة من الاتحاد الأوروبي، حيث يقول توماسبيكر رئيس قسم السياسة والصحافة والمعلومات بالاتحاد "لقد حققت عروض السينماالأوروبية نجاحاً ساحقاً دلَّ عليه الإقبال الجماهيري الغفير بشكل يومي، ليكون مؤشراً على اهتمام الجمهور في الإمارات بالسينما الأوروبية المستقلة، وهذا النجاح يدعونا لتكراره مرة أخرى بكل تأكيد، وسوف نعمل على ذلك منذ الآن". وأضاف توماسبيكر: "الفضل في هذا النجاح لا يعود فقط إلى المنظمين الذين بذلوا أقصى ما في وسعهم من أجل هذا الحدث، خاصة سفارات الاتحاد الأوروبي التي شاركت بأفلامها المحلية، بل أيضاً رواد السينما المتحمسين في أبوظبيودبي، الذين كانوا سبباً في سعادة كل من ساهم في هذا الحدث، فهم حقاً جماهير حقيقية". وعبرت الخبيرة الثقافية الإيطالية بمنطقة الخليج أليساندرا بريانتي منسقة العروض عن خوفها في البداية من الكيفية التي ستجذب بها عروض السينما الأوروبية الجمهور متعدد الجنسيات بالإمارات" من الممتع أن أكون شاهدةً على قوة السينما، وكيف يمكنها أن تتجاوز كل أشكال الحدود، سواء كانت في الثقافة، اللغة أو في طريقة التفكير". وبدأت عروض السينما الأوروبية في 18 سبتمبر من خلال السفارة الإيطالية بالإمارات، وشهدت تعاوناً بين مهرجان أبوظبي السينمائي ومهرجان دبي السينمائي الدولي و13 سفارة أوروبية من الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي، وهي إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، المملكة المتحدة، أيرلندا، إسبانيا، البرتغال، بولندا، جمهورية التشيك، لوكسمبورج، هولندا، السويد والنمسا. وشهدت هذه الدورة عروضاً لعدد من أهم الأفلام الأوروبية على الجمهور متعدد الجنسيات في الإمارات، مثل فيلم الافتتاح الإيطالي The Great Beauty الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، بالإضافة إلى الفيلم الهولندي Soof الذي كان ثاني الأفلام الأكثر إعجاباً من قبل الجمهور وفقاً للتصويت. وعبر السفير الهولندي جينيس دي مول عن سعادته بردود فعل الجماهير تجاه الفيلم قائلاً: "شيء مثير أن نكون جزءاً من مشروع الدورة الأولى لعروض السينما الأوروبية بالإمارات، من خلال فيلم الكوميديا الهولندي العالمي Soof، وقد كان استقبال الجمهور الإماراتي له جيداً بشكل استثنائي، فكانت قاعتا العرض في كلٍ من أبوظبيودبي ممتلئتين عن آخرهما بجمهور يضحك، فنحن سعداء بفرصة نقل لمحة من السينما الهولندية إلى الإمارات. وأضاف جينيس دي مول : نوجه الشكر إلى السفارة الإيطالية التي تولت زمام القيادة في تكوين الفكرة الأولية والتنظيم لهذه المبادرة الناجحة، ذلك بالإضافة إلى دول البعثة الأوروبية على دعمها، وكل السفارات لدعمها المتنوع لتكوين برنامج عروض قوي، حيث أن قوة الاتحاد الأوروبي يكمن في التنوع الثقافي، وقد أبرزت الأفلام المعروضة ذلك بشكل جيد جداً، فهذه التجربة تعتبر رائعة جداً، ونحن نبحث مستقبلاً للمشاركة في دورات جديدة من عروض السينما الأوروبية". كما قالت سفيرة لوكسمبورج بالإمارات نيكول بيتنر باكشين "تعتبر التجربة الأولى لعروض السينما الأوروبية بالإمارات مشروعاً من المثير أن نشارك به، فقد كانت فرصة عظيمة لتقديم فيلم أصلي ومتميز من لوكسمبورج في الإمارات للمرة الأولى، وذلك من أجل المساهمة في التبادل الغني للثقافة من خلال قوة السينما". ومن جانبه وجه إلكساندر سبوريش سفير جمهورية التشيكبالإمارات تهنئة إلى السفارة الإيطالية والبعثة الأوروبية في أبوظبي على نجاح عروض السينما الأوروبية 2014 ويقول "أتمنى أن تصبح تلك المبادرة المتميزة عادةً وتقليداً جديداً في الإمارات، يعمل على التعاون في إحضار أفضل ما في الثقافة الأوروبية إلى الإمارات". وشهدت عروض السينماالأوروبية أيضاً عرض أفلام قصيرة إماراتية حظيت بجوائز وإشادات نقدية من مهرجان أبوظبي السينمائي ومهرجان دبي السينمائي الدولي، ضمن برنامج العروض تكريماً لصناعة السينما الإماراتية، بالكشف عن قدرات ومواهب مخرجي الإمارات. ويعلق على ذلك سامر المرزوقي مدير سوق دبيالسينمائي الذي يُقام ضمن مهرجان دبي السينمائي الدولي "أشعر بالاعتزاز للعيش في دولة بها أكثر من 200 جنسية مختلفة يعيشون في تناغم شديد، ففهم خلفية الآخر وتاريخه وثقافته هو ما يجعله مجتمعاً فريداً من نوعه متجانساً ونابضاً بالحياة، وقد عملت عروض السينما الأوروبية على أن تتوسع هذه الطاقة الكبيرة من خلال الأفلام القوية والحضور الطاغي لمحبي السينما في دور العرض بكلا المدينتين خاصة أثناء عطلة نهاية الأسبوع." وفي الاتجاه نفسه يقول علي الجابري مدير مهرجان أبوظبي السينمائي "صناعة السينما في الإمارات لديها إمكانيات هائلة، ومع تزايد جماهيريتها تزدهر الثقافة السينمائية والمواهب الواعدة والطازجة، ومع ذلك فإن توعية العالم بذلك وإدراكه لا يزال قيد التطوير، وهذا ما تقوم به فعاليات مثل عروض السينما الأوروبية التي تثير اهتمام صناع الأفلام، وضمن مهمتنا لإنشاء صناعة سينمائية على مستوى عالمي في المنطقة، فنحن ملتزمون بخلق فرص أكثر لازدهار الأفلام، وتعتبر عروض السينماالأوروبية أيضاً منصة متميزة لاستعراض المواهب الإماراتية والترويج لها". ومن جانبه أشاد صانع الأفلام نواف الجناحي بهذه العروض قائلاً: "إطلاق فعالية مثل عروض السينماالأوروبية يعد أمراً حيوياً للحركة السينمائية في الإمارات، فقد كنت متحمساً لمشاهدة إقبال جماهيري كبير ومتنوع على العديد من الأفلام، وهذا يعتبر دليلاً على تعطش مجتمعنا لسينما مختلفة عن المعتاد الموجود في سوقنا السينمائي، كما أن عملية عرض فيلم إماراتي قصير قبل كل فيلم طويل تعتبر خطوة عظيمة، وأتمنى أن يكون هذا تقليداً ثابتاً تقوم به كل الفعاليات المشابهة في الإمارات". وفي إطار فعاليات عروض السينما الأوروبية، أقيمت حلقة نقاشية جمعت عدداً من أبرز السينمائيين حول العالم تناولت تجربة الإنتاج المشترك في القارة الأوروبية وإمكانية تطبيقها في العالم العربي، وبدول الخليج على وجه التحديد، وقد أدارت النقاش الخبيرة الثقافية الإيطالية أليساندرا بريانتي ممثلة صندوق دعم السينما الأوروبية (يوروماج)، وذلك في حضور ممثلين لصناعة السينما الأوروبية الذين تُعرض بعض أفلامهم ضمن البرنامج، مع نظرائهم من الإمارات ومسؤولي مهرجانات سينمائية. وتضمن ذلك هاينز شتوزاك منتج الفيلم النمساوي The Silent Mountain، بيتر هيلتونين منتج الفيلم السويدي The Ice Dragon، علي الجابري مدير مهرجان أبوظبي السينمائي، المخرج والمنتج السينمائي نواف الجناحي وسامر حسين المرزوقي مدير سوق دبي السينمائي. وكان محور النقاش الذي قدمته نورة الكعبي الرئيس التنفيذي لمؤسسة twofour54 من خلال رسالة فيديو، هو إدراك الأساس الذي تعمل من خلاله القارة الأوروبية في هذا المجال، وإمكانية تكراره في الشرق الأوسط بشكل عام، وفي الخليج العربي على وجه التحديد، وفي هذا الإطار يؤكد المنتج هاينز شتوزاك "مفتاح الإنتاج المشترك الناجح بين العديد من الدول يكمن في تمويل قصة واحدة عالمية، بدون النظر إلى اللغة الناطقة بها، ونقلها إلى قاعدة عريضة من الجماهير عبر فيلم سينمائي". ومن جانبه أكد المنتج والمخرج نواف الجناحي على أهمية صناعة أفلام موجهة للعديد من المشاهدين حول العالم وبلغات متعددة، "فأنا محظوظ لكوني صانع أفلام لجمهور دولي في مكان واحد، وهو الإمارات، وأنا أعمل حالياً على مشروعين سينمائيين، أحدهما ناطق بالعربية، والآخر بالإنجليزية. وأضاف نواف: في الوقت نفسه أريد أن أعبر عن سعادتي بالمشاركة في هذه المائدة المستديرة، والتي يدرك منظموها جيداً أهمية التعاون في المشروعات السينمائية، وكذلك المحادثات التي تساهم بدورها في زيادة الوعي حول التحديات التي نواجهها في الواقع، وإيجاد حلول عملية لكي تصل أفلامنا إلى مشاهدين على مستوى أوسع محلياً وقطرياً ودولياً" أضاف الجناحي. وأكد المنتج السويدي بيتر هيلتونين ممثلاً لشركة الإنتاج الشهيرة nordik على إمكانية خلق قصص أكثر عالمية في هذا الجانب من العالم، وذلك من خلال أدوات مثل معامل كتابة السيناريو التي يتعاون فيها القارة الأوروبية والإمارات والخليج العربي بشكل عام. بينما يشدد علي الجابري على دور المهرجانات السينمائية في الإمارات، والتي تسمح لصناع الأفلام الشباب الواعدين في الخليج العربي بأن ينخرطوا في تجارب صناعة الأفلام، مشيراً إلى دور جهات تمويل مثل سند وإنجاز في أن ترى العديد من الأفلام العربية النور، مستشهداً بفيلم ذيب الذي اقتنص جائزة من مهرجان فينيسيا السينمائي. وعن دور المهرجانات السينمائية في الترويج للأفلام العربية حول العالم، يقول سامر المرزوقي مدير سوقدبي السينمائي "نحن كممثلي مهرجانات سينمائية، لدينا واجب يتمثل في العمل الجاد على توزيع الأفلام في مختلف أنحاء العالم، لنتأكد من وصول هذه الأفلام لقاعدة جماهيرية كبيرة، خاصة في الإمارات، حيث أكبر عدد من دور العرض في منطقة الخليج العربي".