كانت ولا تزال المدن الجامعية وسيلة لتسكين الطلاب المغتربين لتوفير الجو المنزلى لهم الذى يساعدهم على انجاز أعمالهم اليومية من المذاكرة وغيرها فضلا عن انها مأوى يقنط فيه الطلاب للنوم. ولكن تحولت المدن الجامعية بالأزهر الى وكر للإرهاب بسبب القلة المتواجدة من طلاب تنظيم الاخوان القاطنين بها من أبناء جامعة الازهر، والذين افتعلوا أزمات وورطوا زملاء لا ذنب لهم فى المشاركة بالمظاهرات التى كانوا ينظموها بشكل يومي. حيث شهدت المدن الجامعية بالأزهر عاما مليئا بالمشاكل والتظاهرات والتعديات الامنية وهدم الاسوار والابواب الرئيسة تحت وطأة تظاهرات طلاب تنظيم الاخوانى الارهابى التى نظموها على مدار عام كامل من اجل تأكيد رفضهم للنظام الحالى بكل ايجابياته وسلبياته لمجرد انتمائهم الى الجماعة الارهابية. راح جراء هذه الاشتباكات التى دارت بين طلاب تنظيم الإخوان وقوات الشرطة ثلاثة شهداء من ابناء الجامعة كان اولهم عبدالغنى حمودة طالب بالفرقة السادسة لكلية الطب ثم تلاه عبداللطيف خليفة طالب بالفرقة الثالثة بكلية الزراعة واخرهم عبدالله محمد طالب بالفرقة الرابعة كلية التجارة. دامت الاشتباكات بين الطلاب وقوات الشرطة حتى نهاية الأسبوع قبل الاخير من الامتحانات ونهاية العام الدراسى ثم وقعت عملية ارهابية امام البوابة الرئيسة للمدينة الجامعية راح بها ثمان افراد من قوات الشرطة على مرأى ومسمع من الجميع حيث نشبت الاشتباكات بالساعات الأولى من الليل واستمرت حتى الثانية صباحا. تسببت هذه التظاهرات والاشتباكات في حبس اعداد كبيرة من الطلاب منهم من ينتمى لتنظيم الإخوان ومنهم من لا ينتمى ومازال عدد منهم داخل السجون حتى الآن. واصيب على خلفية هذه الأحداث المئات من الطلاب القانطين بالمدن بإصابات متفاوتة كان اخطرها طلقات خرطوش فى العين والتى اصيب بها حوالى ثلاثون طالبا جراء الاشتباكات العنيفة. وعلى إثر ذلك قامت الجامعة بإغلاق البوابة الرئيسة التى يستطيع الطلاب عن طريقها المرور من الجامعة للمدينة على اعتبار انها المصدر الرئيسى للقلق ولكن هدم الطلاب هذه الاسوار مرتين متتالين وسط تظاهرات طلابية عنيفة. وفصلت الجامعة ما يقرب من ثلاثمائة طالب بالمدن الجامعية بعد اثبات تورطهم بأعمال الشغب وانتمائهم لجماعات ارهابية فى محاولة جديدة من ادارة المدن للحد من الخطر والسيطرة على اعمال الشغب. والآن ومع استعداد المدن الجامعية لعام دراسى جديد تحاول المدن تحصين نفسها ضد ارهاب الطلاب باتباع السبل القانونية المتاحة بالاضافة الى استخدام سلطاتها فى مواجهة الطلاب. ووضعت المدن الجامعية فى بنود شروط الالتحاق تعهدات للطالب يتخذها على نفسه كان من اهمها عدم المشاركة فى اى تظاهرات داخل اسوار حرم المدن الجامعية بالاضافة الى الحفاظ على المنشأت الرئيسة للمدينة وفي حال الاخلال بذلك تصل العقوبة الى الفصل النهائى من المدن الجامعية. وشرعت المدن فى وضع خطة امن استراتيجية للمراقبة ومتابعة حركة السير داخل المدن كان اولها تعلية اسوار المدينة من جميع الجهات المحيطة بها فضلا عن وضع كاميرات مراقبة على البوابة الرئيسية وعدد من مبانى المدن بالاضافة الى عمل بوابة الكترونية تعمل بالكارت الذكى واغلاق البوابة الرئيسية وجعلها قاصرة على حركة السيارات. وحرصت المدن على اعادة هيكلة الخطة الامنية من خلال تدريب افراد الامن الادارى على التعامل مع الطلاب اوقات التظاهر فضلا عن نية التعاقد مع شركات امن خاصة لحراسة المدن الجامعية. كما تشارك قوات الشرطة فى عملية تأمين المدن من الخارج وذلك بتواجدهم فى الجهة الموازية للبوابة الرئيسة للمدينة على مدار اليوم للتصدى لاعمال الشغب والعنف التى سوف تشهدها المدن خلال العام الدراسى الجديد. كما قللت المدن اعداد الطلاب الذين سيسكنون هذا العام الى 1600 طالب وطالبة وذلك بعد التالفيات التى قام بها طلاب التنظيم الاخوانى خلال تظاهراتهم بالعام الماضى لاتاحة الفرصة اكبر امام مديرى المدن للسيطرة على الطلاب بالداخل. وكان من اهم ما قامت بها المدن الجامعية هذا العام هو عرض اسماء الطلاب الذين يرغبون بالتسكين على جهاز الامن حتى تستبعد من ثبت تورطهم بأعمال شغب خارج او داخل الجامعة.