أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأحد أن "مفاوضات دبلوماسية" أدت الى الإفراج عن عشرات الرهائن الذين احتجزهم تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق في يونيو مؤكدا في الوقت نفسه عدم دفع أي فدية. وقال للصحافيين في مطار أنقرة قبيل توجهه الى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة "لم تكن هناك أبدا مساومة من أجل المال. جرت فقط مفاوضات دبلوماسية وسياسية وهذا انتصار دبلوماسي". وردا على سؤال بشأن احتمال ان يكون حصل تبادل لرهائن بمقاتلين من التنظيم المتطرف أجاب أردوغان "ليس مهما أن يكون قد حصل تبادل او لم يحصل، المهم أن (الرهائن) عادوا واجتمعوا مع أسرهم". وكان أردوغان قال السبت ان الاتراك ال 46 الذين خطفوا في يونيو في الموصل شمال العراق أطلق سراحهم ضمن "عملية إنقاذ سرية" نفذتها القوات الخاصة التركية. والرهائن وهم دبلوماسيون وأسرهم إضافة الى عناصر من الاجهزة السرية التركية، خطفوا عند استيلاء تنظيم "الدولة الاسلامية" على الموصل في يونيو. وتركيا العضو في الحلف الأطلسي هي أحد أبرز حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة. وترفض حتى الآن المشاركة في معارك ضد تنظيم الدولة او حتى السماح باستخدام قواعدها الجوية لشن غارات ضد مواقع التنظيم الإسلامي المتطرف متذرعة خصوصا بالقلق على مصير مواطنيها الذين كانوا محتجزين. وقال أردوغان الأحد إن تركيا يمكن أن تغير موقفها ولو جزئيا بعد الافراج عن الرهائن. وأوضح "كان يمكن ان نقول : نعم حين طلب منا المشاركة في التحالف (الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية) لكن ما كنا نستطيع فعل ذلك حينها. قلنا لهم:لا يمكننا القيام بأي شيء إلى حين تسوية ملف الرهائن". واضاف :"لقد قلنا إنه لا يمكننا القيام بدور في التحالف لكن يمكننا التوصل الى خارطة طريق بعد مفاوضات مكثفة مع أعضاء التحالف". وأوضح اردوغان أيضا أنه بحث مع الرئيس الاميركي باراك اوباما، خلال قمة الحلف الاطلسي في بداية سبتمبر، امكان اقامة "منطقة عازلة" على طول الحدود التركية مع العراق وسوريا، مضيفا انه قد يناقش هذه المسألة مع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في الاممالمتحدة. ولفت الى ان وكالة الاستخبارات التركية تولت نقل الرهائن الى تركيا بعدما قامت بعملية انقاذ "سرية" بالتعاون مع الجيش والشرطة، مؤكدا ان "اي بلد آخر لم يشارك في هذه العملية". ونقلت وسائل الاعلام التركية ان الاستخبارات التركية قامت سابقا بخمس محاولات للافراج عن الرهائن لكنها لم تنجح لأن مقاتلي "الدولة الاسلامية" كانوا ينقلونهم الى مكان مختلف كلما تصاعد التوتر في المنطقة. وذكرت قناة "ان تي في" التلفزيونية الخاصة انه تم اقتياد الرهائن الى ثمانية اماكن مختلفة خلال احتجازهم وقد اقتفت الاستخبارات التركية اثرهم بوساطة طائرات من دون طيار ووسائل اخرى.