شهدت الساحة السياسية في الفترة الأخيرة تحركات مكوكية أمريكية لضم أكبر عدد من الدول العربية والأوروبية لصد ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق وسوريا "داعش"، الذي يعد تنظيم إرهابي يجتاح الأراضي العربية واحدة تلو الأخرى. وكان من أقوى سبل التصعيد على المستوى الدولي اجتماع أكثر من 40 دولة بالسعودية غداً الخميس، لبحث سبل التصدي لتنظيم داعش وبناء تحالف دولي ضده. وتباينت آراء بعض الخبراء العسكريين والاستراتيجيين حول مدى إمكانية دخول مصر وسط هذا التحالف الذي سيضم معظم دول العالم لبحث التحديات التى تفرضها التطورات الأخيرة الناجمة عن ظاهرة الإرهاب وانتشار التنظيمات الإرهابية في أنحاء مختلفة من الشرق الأوسط. ومن جانبه أكد اللواء يسري قنديل، الخبير العسكري ورئيس استطلاع القوات البحرية خلال حرب أكتوبر، أن دخول مصر في التنظيم العربي الدولي للقضاء على داعش خطوة بعيدة الأمد وليست في مصلحة الوطن في الفترة الحالية، ولابد أن تبقى مصر بعيدة عن هذا التنظيم لعدم إثارة الفوضى وتشتيت نفوس المصريين. وأضاف قنديل، فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" اليوم الأربعاء، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وحليفتها إسرائيل هما المسئولين عن ظهور تنظيم داعش الإرهابي وعليهم التخلص منه وتخليص العالم من شروره. وأكد الخبير العسكري، أن اشتراك مصر في الحرب على داعش سيؤثرعلى وضعها الاقتصادي والأمني، حيث أن الدخول في حرب مثل تلك سيكبدنا الخسائر الكثيرة وإهدار الكثير من الأموال للاستعدادات العسكرية، فضلاً عن أن القوات المسلحة مهتمة الآن بالدفاع عن الحدود المصرية وأن الحرب ضد داعش فوق طاقة الجيش المصري في المرحلة الراهنة. وأشار اللواء حسام سويلم، مساعد وزير الدفاع السابق والمدير الأسبق لمركز البحوث والدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة، إلى إنه لم يصدر أى بيان رسمى يجعلنا نقر بأن مصر ستدخل التنظيم العربي الدولي لمهاجمة داعش في العراق وسوريا. وتابع سويلم، إن ما حدث هو أن الوزير سامح شكري، وزير الخارجية المصرى، سيصل إلى جدة لحضور إجتماع سيحضرة الكثير من دول العالم من بينها مجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن أن هذا الاجتماع سيبحث التحديات التى تفرضها التطورات الأخيرة الناجمة عن ظاهرة الإرهاب وانتشار التنظيمات الإرهابية في أنحاء مختلفة في منطقة الشرق الأوسط كله وليس العراق وسوريا. وأوضح مساعد وزير الدفاع السابق، أن مصر ليس لديها أى استعدادات للدخول فى هذا التنظيم لما لديها من مشاكل داخلية تتعلق بمكافحتها للإرهاب، بالإضافه إلى أن مصر لا تملك قوات عسكرية إضافية لإرسالها للمشاركة في الحرب، وأن ما تملكه حالياً هو إمداد التنظيم الدولي بالمعلومات اللازمة للتصدي للعدو الداعشي. فيما علق اللواء عبد الرافع درويش، الخبير العسكري والقائد الثانى للقوات الجوية لحرب أكتوبر، على مشاركة مصر في التنظيم الدولي ضد داعش ومحاربة الإرهاب قائلاً "سيعم الخير على مصر عند مشاركتها في هذه التحالف الدولي الذي سيوفر لها الفرصة في التوقيع على إتفاقية الدفاع المشترك، موضحاً أن مصر لن تدخل هذا التحالف إلا إذا كانت تحت رعاية الأممالمتحده وهذا كان الشرط الوحيد لحضور وزير الخارجية المصري إجتماع جده غداً". وأكد درويش، على أن هذا التحالف هو اعتراف ضمني وكلي بثورة 30يونيو وبانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي كرئيس لمصر، بالإضافة إلى أنها تعد بمثابة رخصة دولية لمحاربة مصر للإرهاب عالنياً، كما إن هذا التحالف كفيلاً لصد مهاجمة حقوق الإنسان للجيش المصري والتى تزداد يوماً بعد يوم. وأوضح الخبير العسكري، أن القوات المسلحة المصرية قوية ومدربة بأعلى الطرق على صد أى هجمات عدوانية والدخول في الحرب أيضاً، ولكن من الممكن دخول الجيش المصري في تدريب مشترك مع باقي الدول التى تشارك ضمن التحالف الدولي لمهاجمة داعش، لافتاً إلى أن تبادل الخبرات والتدريبات لن يضر أحد بل سيزيد من قوة الشعوب والدول. وأكد اللواء أحمد عبد الحليم، الخبير الإستراتيجي وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن مصر لن تتدخل في الحرب ضد داعش عسكرياً ولكن يمكنها التدخل سياسياً فقط، مشيراً إلى أن حضور سامح شكري، وزير الخارجية المصري، خطوة مجاملة دولية ليس أكثر ومرونة من الدبلوماسية المصرية لإثبات مكانها عالمياً فقط. وتابع عبد الحليم، أن مصر لا تملك الدخول مع حلف الشمال الأطلسي ولا أى تحالفات إلا بقرار من الأممالمتحدة أو الجمعية الدولية طبقاً للمادة السابعة من ميثاق الأممالمتحدة، لذلك فإن اجتماع الولاياتالمتحده مع أكثر من 40دولة غداً بالسعودية هو اجتماع روتينى فقط. وأضاف عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن مصر لن تخضع تحت أى ظروف لسياسة تخالف قواعدها وعرفها القانونى، قائلاً "مصر ستدعم ما تدعمه وما يوافق سياستها الداخلية ".