محمد سلطان موسيقار يحمل في طياته عبق الزمن الجميل، لحن العديد من الروائع لكروان الشرق الراحلة فايزة أحمد رفيقة عمره، كما لحن لهاني شاكر ونادية مصطفي ومحمد ثروت وميادة الحناوي، ومازال قادرا علي العطاء، ويشغل حاليا منصب رئيس جمعية المؤلفين والملحنين. تحدثنا معه في هذا الحوار حول مساهمة الجمعية في شهادات قناة السويس، ودور المبدعين في الفترة الحالية ولماذا لم تظهر أغنيات عن قناة السويس ودور الإعلام في النهوض بالذوق العام وهل سيعود للتلحين بأغانٍ وطنية عن قناة السويس، وما سر ابتعاد الملحنين الكبار في السنوات الأخيرة وذكرياته مع عمالقة الزمن الجميل وماذا يقول لرفيقة عمره فايزة أحمد في ذكري رحيلها ال31. ماذا يمثل لك مساهمة المؤلفين والملحنين بنصف مليون دولار لشهادات قناة السويس؟ - هذه المساهمة أقل ما يجب لدعم مشروع قناة السويس الجديدة الذي سينقل مصر لآفاق أرحب، علي فكرة الجمعية اشترت بالوديعة كلها شهادات قناة السويس حتي نشعر الدولة أننا نقف بجانبها بشكل إيجابي. رغم مرور شهرين علي بدء هذا المشروع القومي لم نسمع أغ نية واحدة تعبر عن الحدث.. ما تعليقك؟ - الأغنية أصلا تعاني من أزمة كبيرة منذ عدة سنوات، تصور أن جميع الأغاني حاليا علي مقام «الكود» الكل بيستسهل وبالتالي لم يعد لدينا غناء أصيل، الإذاعة والتليفزيون لم يقدما أي شيء حتي الآن، والمطربون كسالي، يوم الأحد الماضي اتصل بي المطرب الكبير علي الحجار، قال لي بالحرف: نفسي أشتغل معاك يا أستاد ونعمل حاجة لقناة السويس والحمد لله الكلام جاهز، وبإذن الله سيظهر هذا التعاون قريبا بيني وبين علي الحجار وأنا سعيد جدا بالتعامل مع مطرب علي هذا المستوي. ألا تري أن الملحنين الكبار كسلانين؟ - غير صحيح أنا شخصيا نفسي أشتغل ولكن أين مؤسسات الدولة أين الإنتاج للأسف أصحاب الخبرات اتركنوا علي الرف. أنا بحمد الله شبعان نجاح وأغنيات وألحان بفضل الله خالدة، المفروض في أي دولة ألا نترك الخبرات بدون عمل أو حتي استشارة فنية وترك الساحة لأنصاف وأرباح الموهوبين. ولكن المسئولية الأكبر تقع علي الإذاعة والتليفزيون.. ما ردك؟ - أقول للأسف الشديد الإذاعة والتليفزيون يعملان بلا تخطيط، أقول لهم في هذه المناسبة والمشروع القومي العظيم أين حتي الأغاني الوطنية القديمة، التي لا تذاع وتعبر عن الحدث منها «وحياتك يا غالية، قالولي، شارع الأمل، الله علي المستقبل، بحبك يا بلادي» لفايزة أحمد وغيرها كثير. ناشدت المسئولين بالإذاعة والتليفزيون لإذاعة هذه الأغنيات دون جدوي، ويفتحون المجال في نفس الوقت لكل من هب ودب، هل يعقل هذا الإنتاج ولا حتي إذاعة أغنيات تعبر عن المناسبة للأسف البعض لا يشعر حتي الآن بما نحن فيه. ماذا تقصد؟ - أقول إن مصر كانت في خطر عظيم في ظل حكم الجماعة الإرهابية، أنا حاليا مطمئن جدا في ظل حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي والرجل لن ينجح بمفرده، يجب أن نتعاون معه جميعا حتي نخرج من تلك المعاناة والفوضي التي عاشتها مصر علي مدي أكثر من ثلاث سنوات، أرجو من الإعلام أن يكون أكثر إيجابية وكفانا عبث ابمقدرات البلاد. هل الغناء أصبح موضة؟ - للأسف نعم، الناس تجري وراء الموضة، العمل في الموسيقي والغناء له أصول وقواعد للأسف ضاعت في هذا الزمن، وبالتالي اختفت تماما الأغنية الأصلية، للأسف الأجيال الجديدة لم تتعلم شيء من الأجيال السابقة وبالتالي اختفت الأغنية المعبرة. ماذا يحتاج الوسط الغنائى حالياً؟ - يحتاج الي روح جديدة، لازم نحب مصر بجد بشكل إيجابى أتمني أن يكون المطربون مثل على الحجار لأنه يريد فعلاً أن يقدم شيئاً قيما بصوته وكفانا لا مبالاة ويجب أن يكون المبدعون والفنانون أكثر تفاعلاً مع قضايا الوطن. أتمني أن يعي الجيل الحالى مشاعر الفنانين أثناء حرب أكتوبر 73. لن أنسي ما حييت عندما كنت أبيت في ستوديوهات الإذاعة مع عبدالحليم حافظ وبليغ حمدي وفايزة أحمد ووردة والموجى والطويل، كنا نتعاون في حب مصر دون مقابل وأثمر هذا من أغنيات وطنية خالدة عبرت بالفعل عن النصر العظيم. كانت الأغنية في هذا العصر تحارب مع الجندى في المعركة. من ينسى «بسم الله» و«خلي السلاح صاحى» و«عاش اللي قال» و«الربابة» و«صباح النصر» و«الحمد لله أنا طول عمري بقي لمصر». هل مصر تعاني من ندرة المواهب؟ - لا طبعاً، مصر والحمد لله مليئة بالمواهب في الغناء والتلحين والتأليف، ولكن للأسف يفتقدون من يعلمهم ويرشدهم للطريق الصحيح، أي موهبة صاعدة تحتاج لخبير كل في مجاله، عندما أهملنا الخبرات ظهر العوار في جميع أشكال الفن أنا شخصياً لم أبخل علي أي موهبة صاعدة بالنصح والإرشاد. ماذا تقول لرفيقة عمرك الراحلة فايزة أحمد في ذكرى رحيلها ال31 التي تحل هذا الشهر؟ - أقول في ذكراها بكل صدق تركتي فراغا كبيرا يا فايزة. كانت بحق فنانة صادقة مثل عبدالحليم حافظ وبليغ حمدي. كانت تذوب في حبي مصر. وتقول دائماً نفسي أموت وأندفن في مصر. الله يرحمها. فايزة عايشة معايا بصوتها ولم ولن أنساها أبداً.