تنتهى غدا الاربعاء أعمال القمة الأمريكية – الأفريقية الأولي من نوعها فى واشنطن، والتى بدأت اعمالها مساء امس الاثنين تحت عنوان: «الاستثمار فى الجيل القادم» بحضور نحو خمسين من قادة الدول الإفريقية، وقد وصل المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء إلى واشنطن على رأس وفد مصري امس ، حاملا معه ملفا حول كيفية تحقيق التنمية المستدامة في افريقيا وأساليب رفع مستوى المعيشة والعمل على تنمية مواردها من اجل تحسين أوضاع بلدان القارة ودفع شعوبها الى الرفاهية، وسيلقى محلب كلمة في القمة حول دور التعاون المصري مع افريقيا لتحقيق التنمية وفتح فرص العمل والاستثمار، كما سيعقد الوفد المصرى خلال الساعات القادمة لقاءات مع الوفود الافريقية ومسئولين أمريكان، وسيتم خلالها شرح التطورات المصرية على كافة الاصعدة، وخطة مصر لاستكمال خارطة الطريق، والاستعدادات المصرية لعقد مؤتمر شركاء التنمية المرتقب عقده لاحقا. وقبيل بدء القمة طالب بان كى مون أمين عام الأممالمتحدة بضرورة استثمار القمة للعمل على حل وتصفية الخلافات المشتعلة فى افريقيا والعمل من اجل السلام والاستقرار، كما قال كوفى عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، إن البيت الأبيض ينظر لهذا الحدث على أنه فرصة لتعزيز الروابط مع هذا الجزء الحيوى من العالم والذى يعد مساهما بشكل متزايد فى الرخاء العالمى، وطالب عنان بضرورة تركيز المساعدات الأمنية الأمريكية على أولئك الذين يحترمون قواعد الديمقراطية، فالحروب على الإرهاب والمخدرات لا ينبغى أن تكون مبررا لتقديم مساعدات عسكرية لأنظمة تهمل أو تنتهك حقوق شعبها، لأن مثل هذه المساعدات يمكن أن تأتى بنتائج عكسية كما حدث فى مالى. ويأتى انعقاد القمة غير المسبوقة فى توقيت حرج بسبب الأحداث الساخنة التى تضج بها بلدان القارة الافريقية الأمر الذى يجعل مهمة القمة معقدة، وهو ما عبرت عنه صحيفة واشنطن بوست الأمريكية والتى قالت انها المرة الأولى التى يجتمع فيها رئيس أمريكي مع القادة الأفارقة في مؤتمر واحد، وان القمة ستواجه عقبات كبرى، من بينها الإلهاء المستمر من الصراعات الجارية في مناطق أخرى وقيود الميزانية المحلية، لافتة إلى أن مسئولين بإدارة أوباما أكدوا ان القمة قد لا تسفر عن نوع من الالتزامات المالية الكبيرة كالتي أعلن عنها القادة الصينيون في قمم أفريقية أجريت في بكين، وانها ستركز بشكل أكبر على الإمكانات الاقتصادية التى تقدمها أفريقيا للولايات المتحدة، بحيث يستطيع الطرفان حل المشكلات المستمرة حول إمدادات الكهرباء والزراعة والتهديدات الأمنية والحكم الديمقراطي، ويمكن أن تسمح للرئيس أوباما بتأسيس إرث أكبر في إفريقيا. وقال السيناتور كريستوفر كونز، الذى يترأس اللجنة الفرعية بمجلس الشيوخ حول الشئون الإفريقية، إن الولاياتالمتحدة لا يزال لديها علاقات قوية مع إفريقيا بناء على سنوات المساعدات التنموية وانه يعتقد أن التاريخ سيثبت أن إفريقيا هي قارة الفرصة الأكبر هذا القرن، مشددا على ضرورة الاستفادة من العلاقات مع إفريقيا. وستبحث القمة عدة قضايا هامة منها خطة اندماج إفريقيا في الاقتصاد العالمي، تعزيز قدرات دول القارة لمواجهة الأزمات الاقتصادية والغذائية، وتشجيع الاستثمار في القطاعات الاقتصادية المختلفة في دول القارة، والعمل على الاستثمار في الأجيال القادمة، وتحقيق السلم والأمن في القارة بالعمل على وأد ومواجهة النزاعات المسلحة بين دولها، كما سيتم بحث عدة دعم العلاقات الاقتصادية بين أمريكا والقارة الإفريقية، مستقبل الاستثمار فى إفريقيا وتوسيع نطاق التجارة وفرص الاستثمار ودعم التنمية المستدامة فى افريقيا، بجانب ملفات سياسية كالسلام والاستقرار فى القارة الإفريقية، وتدعيم الإدارة والنظم الديمقراطية.