فى ظل التطور الطبى الملحوظ لا يزال الطب يعجز عن علاج بعض الأمراض التى تهدد حياة البشر ومنها إيبولا ذلك المرض الذى ظهر مجددا خلال الفترة الماضية فى عدد من الدول الأفريقية. ويعد "الإيبولا النزفية" مرض فيروسى خطير يصيب الإنسان نتيجة تعرضه للتعامل مع بعض أنواع القرود وتتصف معدلاته بإماتة عالية انتشر فى البداية لأول مرة سنة 1976 فى بلاد زائير والجابون وأوغندا والسودان ومن حينها ظهرت منه أنواع مختلفة مسببة أوبئه تكون نسبة الوفيات فيها من 25 إلى 90 فى المائة. ويصاب الإنسان بالعدوى عن طريق الاتصال الخارجي مع الشخص المريض أو نتيجة استخدام أدوات الشخص المصاب بالمرض ويصفه العلماء بأن المرض له القدرة على الدخول إلى الشعيرات الدموية والانتشار الكامل داخل جسم الإنسان. يتواجد ذلك المرض الفيروسى فى القرى النائية الواقعة فى وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الممطرة الأمر الذى أدى إلى إصابة 1323 بها ومصرع 729 حالة من دول غينيا وسيراليون و ليبيريا ومؤخرا فى نيجيريا ونادراً ما يكون فى بعض الدول المجاورة. أشارت الدراسات إلى أن مرض "الإيبولا النزفية" نادراً ما تظهر أعراضه فى بداياته ولكنها تبدأ فى الظهور عندما يتمكن المرض من الإنسان ، ومن أعراضه : "ارتفاع فى درجة الحرارة ، صداع، ضعف عام، آلام في العضلات، التهاب بالحلق، قيء، إسهال، وطفح جلدي" ، ثم تسوء الأوضاع بانتشار الحمى مع وجود دوران وغثيان وإسهال ونزيف تاجلد الخارجى ونزيف الجدران الداخلية للجسم وخروج دم من العينن والأنفين والقضيب ثم يبدأ الفيروس فى الانتشار فى جميع أنحاء الجسم وتدمير الشعيرات الدموية ثم يفجر أول عضو داخلى وهو الكبد. عند ظهور أعراض الفيروس يتوجه المريض إلى مختبر يحتوى على مجهر إلكترونى حديث له القدرة على تصوير جزيئات الفيرس عن طريق إجراء فحوصات بول ولعاب ، وإذا تبين وجد المرض يتم احتجاز المريض وعزله. تنتقل العدوى من إنسان إلى آخر عن طريق اتصال خارجى أو داخلى من شخص مريض أو عند استخدام شفرات تعود للمريض أو انتقال سوئل الجسم أو عند اتصال قطرة دم من المريض على العينين حيث إن الفيروس له القدرة على الدخول إلى الشعيرات الدموية والانتشار الكامل فى جسم الإنسان. كشفت وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية أنها قامت بالتنسيق المسبق مع وزارتي الخارجية والحج بمجرد ورود الأخبار حول انتشار "إيبولا" في عدد من بلدان أفريقيا. وأوضح الدكتور خالد المرغلاني المتحدث الرسمي لوزارة الصحة في تصريحات صحفية سابقة له أن المملكة قامت ومنذ عدة أشهر بفرض حظر على تأشيرات العمرة والحج من تلك الدول. وأضاف المرغلاني أن وزارة الصحة تقوم من جهتها بإشعار وتعريف منسوبيها في شتى منافذ وموانئ الدخول للمملكة بكيفية التعرف والتعامل مع هذه الحالات بما في ذلك معايير التحكم في العدوى. وقال المرغلاني إن وزارة الصحة تتابع عن كثب الوضع الوبائي للمرض بالتواصل مع منظمة الصحة العالمية للنظر في منع القادمين من أي دول يظهر فيها المرض من جراء عدوى داخل البلد نفسها. يذكر أن منظمة الصحة العالمية أطلقت تحذيراتها مؤخراً من احتمال حدوث عواقب كارثية جراء تفشي الإيبولا في غرب أفريقيا، ورصدت خطة لمكافحة المرض ب 100 مليون دولار، في إطار حملة إقليمية ودولية معززة تهدف إلى السيطرة على الوباء. أعلنت سيراليون حالة طوارئ عامة للتصدى للمرض ، فيما قررت ليبيريا إغلاق المدارس وتدري فرض حجر صحى على بعض التجمعات السكنية ، بينما حذرت روسيا. تسبب فيروس "الإيبولا النزفيه" فى وفاه مسافر بنيجيريا بعدما وصل إلى لاجوس بالطائر من مونروفيا عبر لوما مما دفع شركتى طيران أفريقتين إلى وقف رحلاتهما إلى ليبريا وسيراليوم كما دفع الوضع منظمة الطيران المدنى الدولى إلى التشار مع منظمة الصحة العالمية بدون اتخاذ أى تدابير فورية. وبالانتقال إلى هونج كونج فقد صرحت وزارة الصحة بأنها ستضع في الحجر الصحي كتدبير احترازي، أي مسافر من غينيا وسيراليون وليبيريا تظهر عليه أعراض الحمى.