زارت «الوفد» المصابين الفلسطينيين في معهد ناصر. واستمعت إليهم وإلي ذويهم، حيث أشاروا إلي المعاملة الطيبة من المصريين الذين شدوا من أزرهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم علي غزة واستشهاد واصابة العديد من الكبار والأطفال والصغار. وفي لقائهم مع «الوفد» رووا تفاصيل الأيام العصيبة تحت القصف الإسرائيلي. قال عاطف موسي: حضرت إلي مصر مع ابنة عمي وزوجها علي غازي الابخر- 42 سنة- الذي أصيب في العدوان الإسرائيلي، وكان خارج المنزل مع مجموعة من الاخوة، فأصيب بقذيفة أدت إلي إزالة الفك واستشهاد أحد أفراد المجموعة. وتابع: استمر القذف الصاروخي علي المنازل طوال الليل. وأشار إلي أن الأسلحة التي يستخدمها الإسرائيليون في هذه المرة غير المستخدمة في السابق، فهي أسلحة متطورة ولا تصيب أي أهداف. وقال موسي مرزوق وآثار الحزن والاسي علي وجهه: ابني محمدين- 36 عاما- أصيب في العدوان، وكان متوجها إلي الأرض ليسقي الزرع وتم اطلاق صاروخ عليه وسمع الجيران القذف، وقاموا بنقله بسيارتهم إلي المستشفي الاوروبي بخان يونس، وبعد يوم قام الدكتور بتحويلنا إلي مصر، وقد اخترناها لأنها البلد الشقيق، واننا نعرف أن بها الكثير من الامكانيات الطبية. وأضاف: المصريون استقبلونا أفضل استقبال، وحضر عدد من الاخوة المصريين إلينا في المستشفي لمؤازرتنا والاطمئنان ونحن نشكر الدور المصري العظيم. وبصعوبة تحدث معنا محمود حامد- 18 عاما- الذي أكد انه تم قذف منزلهم فتوجه واخوته إلي منزل جده، الا انه تم استهداف منزل بجواره، فأصيب واخوته السبعة، وتم تحويله من غزة إلي مصر مباشرة، حيث انه مصاب بكسر في الأنف والفك وانفجار في العين وقد استشهد خاله في القذف. وانهمرت الدموع من عيني محمود فادي- 4 سنوات- الذي أصيب في القذف، وقال: ان والدته استشهدت، كما أصيب والده وشقيقته، وتهدم المنزل. أما أيمن محمود- 24 عاما- فقد أصيب في أنحاء متفرقة من جسده، ومنها في العين، وأكد والده انه تم استهدافه بصاروخ أمام المنزل، مما أدي إلي اصابته وعدد من الشباب. وأضاف: لا يوجد امكانيات للعلاج بغزة والمستشفيات مضروبة، بالاضافة الي نقص المواد الطبية ومعظم المصابين يتم اسعافهم واخراجهم من المستشفي مهما كانت اصابتهم. وبصوت خافت يقول موسي جهاد عبدالدائم- 19 عاما- أصيبت بشظايا في العين، وتم تحويلي إلي مصر وأصيب جميع أفراد أسرتي في مدرسة الأينروا التي تم قذفها وعلمت ببتر قدمي والدي وشقيقي، واتمني ان يتم تحويلهم الي مصر لأن الرعاية الطبية فيها متميزة. وأخبرنا أحد المرافقين ان والده وشقيقه استشهدا، وأنهم لا يريدون اخباره حتي لا يتعرض لانتكاسة صحية. وأضاف أمير محمود أبوجامع: كنت أقف علي باب المنزل وتم قذف صاروخ استهدف المنزل، وأصيبت جراء ذلك، واستشهد ابن عمي. حسبي الله ونعم الوكيل، منازلنا دمرت وأهلنا استشهدوا وأصيب العديد منهم. وعن اصابة عماد عبدالله- 25 عاما- قال محمد ابن عمه انه اصيب بشظايا في الرأس والعين أثرت علي أعصاب اليد والقدم اليسري، بالاضافة الي ان أفراد أسرته أصيبوا جميعا، وتم اسعافنا في مستشفي الشفاء بغزة وتم تحويلنا إلي مصر، حيث الرعاية الأفضل والاهتمام الكبير. أما الطفل محمد إسماعيل- 7 سنوات- فقال: منزلنا قذف بصاروخ وحاولنا الهروب الا ان اليهود ضربونا في الشارع. فهم يستهدفون الأطفال والنساء وقد استشهد أختي «رنا» وجدتي. وأكد الدكتور صلاح حامد مدير عام مستشفي معهد ناصر انه تم وضع خطة من الأطباء لعلاج جميع الحالات وتوفير فريق طبي متكامل «طائر» لاستقبال الحالات. وأضاف: أصدرت قراراً باستمرار حالة الطوارئ مع توفير الأدوية والمستلزمات وغرف العمليات، وكلنا علي اتم استعداد لاستقبال الحالات المصابة. وأشار الدكتور مجدي مرعي نائب مدير عام معهد ناصر للمتابعة والاعلام إلي ان المعهد استقبل في اليوم الأول 14 حالة ثم تلاها 5 حالات، وأخيرا حالة واحدة، ليصبح عدد حالات المصابين الفلسطينيين بمعهد ناصر 20 حالة حتي الآن وتم اجراء 5 عمليات جراحية فورية لانقاذ المصابين وكل الحالات مستقرة سواء في الجراحة أو العظام. وأضاف: انه سوف يتم عمل عمليات ل5 أطفال، ونحن علي اتصال دائم مع وزير الصحة. وفي نفس السياق، حضرت إلي المستشفي المطربة كارول سماحة للاطمئنان علي حالة المصابين الفلسطينيين وزارت جميع الحالات وبصحبتها مدير المستشفي وعدد من الأطباء.