العيد فرحة ولكنه في شمال سيناء ليس كذلك والأسباب كثيرة.. فعلي طول المنطقة الحدودية مع غزة سرقت إسرائيل فرحة العيد بعدوانها الغاشم وبأصوات قذائفها التي لا تتوقف عن قصف منازل غزة فتهتز لها أرض القطاع ومبانيه وتشاركها النحيب والاهتزاز حزنا وبكاء، منازل مصر بطول الحدود. وفي المنطقة الحدودية مع غزة تلاشت فرحة العيد بعدما امتلأ المكان برائحة الدم وصرخات الفزع وأرواح الشهداء من أهالينا في غزة التي تصعد ساعة بعد أخري إلي جنات ربهم.. وتكفل الإرهاب بنزع آخر خيوط الفرحة من ثوب شمال سيناء كله فنشر الفزع والخوف علي الجميع.. البشر والشجر والحجر. وازداد الأمر سوءا أن الحرب علي خفافيش الإرهاب في سيناء تتطلب أحيانا قطع الاتصالات وفرض ما يشبه حظر التجول من قبيل أذان المغرب وحتي فجر اليوم التالي في أحيان كثيرة. وتزامن مع ذلك كلة حالة حزن عام تعيشها مدينة العريش علي وجه التحديد وقبيلة السواركة علي وجه الخصوص.. فالعريش فقدت قبل أيام 10 شهداء وأكثر من 30 جريحاً -أطفالاً وشباباً وشيوخاً- سقطوا جراء حادث إرهابي استهدف سوق مدينة العريش فور انتهاء صلاة التراويح وهي الجريمة التي لاتزال تدمي قلوب أهل العريش حتي الآن. أما قبيلة السواركة فقد فقدت قبل أيام فلذة كبدها الشهيد العميد محمد سلمي، قائد قطاع الأمن المركزي، بوزارة الداخلية لتأمين الحدود الذي اغتالته مجموعة مسلحة تكفيرية بالقرب من منزله بقرية الشلاق غرب الشيخ زويد بشمال سيناء واغتالت معه الشهيد العميد عمر فتحي أحمد أحد ضباط القوات المسلحة. كل هذه الأجواء تجعل فرحة العيد في قلوب السيناوية خافتة وباهتة وممزوجة بالخوف والفزع والحزن والترقب علي حد وصف «حمدان الخليلي» –سكرتير عام مساعد الوفد بشمال سيناء– الذي يقول: «العيد في سيناء مشوب بالقلق والتوتر في ظل إرهاب أسود يهدد حياة الجميع ويتزامن معه عدوان إسرائيلي غاشم علي غزة يدمي القلوب». وأضاف: «أهل شمال سيناء ينتظرون ما ستسفر عنه حركة المحافظين وحركة الشرطة وهو ما يضفي حالة ترقب واسعة لما ستسفر عنه هذه التغيرات التي ينتظرها الشارع السيناوي». ويواصل الخليلي: «رغم كل ذلك سيبدأ السيناوية عيدهم بصلاة العيد في الساحات والمساجد ثم سيتزاورون ولكنهم سيحرصون علي العودة لمنازلهم بأسرع وقت ممكن خشية حدوث أي حادث إرهابي ولكن هذا لن يمنع الأطفال والشباب من قضاء ساعات في الحدائق والمناطق الشاطئية». واكتفت الناشطة السياسية مني برهوم – أحد سكان الشريط الحدودي في رفح بقولها: «مفيش عيد أصلا.. العيد عند أهله.. والمنطقة الحدودية تعيش أياماً صعبة منذ بدء العدوان الإسرائيلي علي غزة». أما حسان السلامي -أحد سكان العريش- فيقول: «لا نستبعد وقوع حوادث إرهابية في أيام العيد، فخفافيش الإرهاب تعودت علي أن تحاول بكل قوتها إفساد كل فرحة للمصريين بعملية إرهابية يسقط فيها ضحايا أبرياء لا ذنب لهم». ويضيف: «كل أهالي شمال سيناء يقولون ربنا يستر وربنا يعدي أيام العيد علي خير ورغم حالة الخوف هذه فإن كل شباب شمال سيناء سيخرجون للشواطئ والحدائق وسيتزاورون وستمتلئ البيوت بالأكلات السيناوية الشهيرة وخاصة المفتول باللحمة والفتة باللحمة وغيرها من الأكلات البدوية الشهيرة». وفي المقابل استعدت محافظة شمال سيناء لاستقبال العيد بتخصيص 32 ساحة لصلاة العيد منها 5 ساحات بمركز العريش، و19 ساحة ببئر العبد ورمانة، و4 ساحات برفح، وساحتان بالشيخ زويد، وساحة واحدة بمركز نخل، وساحة أخرى بمركز الحسنة، إلى جانب فتح جميع المساجد على مستوى المحافظة لأداء صلاة العيد.. وأعلنت الأجهزة الرسمية حالة الطوارئ تحسبا لمواجهة أي طارئ تشهده شمال سيناء خلال أيام العيد. مجدي سلامة