رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن قرار السلطة الفلسطينية التوجه إلى الأممالمتحدة في سبتمبر القادم لإعلان الدولة الفلسطينية سيفتح عليها أبواب الجحيم، رغم الدعم العربي الواضح لقرار السلطة، إلا أن محللين استبعدوا أن تنجح السلطة في مساعيها، وأن هذا القرار الهدف منه فقط تقوية موقفها وإجبار إسرائيل على الدخول في مفاوضات جادة. وقالت الصحيفة اليوم الأحد " ليس من المؤكد حتى الآن أنه سيتم تقديم مشروع قرار للاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم، وإن كان هذا القرار حقيقيا فأن هناك العديد من العقبات الدبلوماسية والبيروقراطية، والقضايا الإستراتيجية والتكتيكية إذا كان الفلسطينيون يرغبون في المضي قدما في خطتهم، أهمها غضب الولاياتالمتحدة. وبحسب الصحيفة، فإن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلنت معارضتها لمثل هذه الخطوة، وعزمها على الاعتراض على أي اقتراح أمام مجلس الأمن، والفلسطينيون -الذين يعتقدون أن لديهم دعما من نحو 130 من أعضاء الأممالمتحدة البالغ عددهم 193- يحتاجون لثلثي الأعضاء للاعتراف بدولتهم، غاضبون من موقف الولاياتالمتحدة، ولكنهم أيضا يخشون عواقب تحديها. وأوضحت الصحيفة إن الولاياتالمتحدة من جانبها تحاول - من دون نجاح حتى الآن- جلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات، وهو المكان الوحيد - في رأيها- يمكن أن يكون حل للنزاع المستمر منذ عقود طويلة، وبعض المراقبين يعتقدون أن الفلسطينيين رغم بياناتهم القوية التي تؤكد التزامهم بالتوجه للأمم المتحدة، قد تكون أيضا تسعى بهدوء لوسيلة للتوصل إلى حل بدون صدام مع أمريكا. ونقلت الصحيفة عن معين رباني المحلل المستقل قوله:إن" القيادة الفلسطينية أكدت مرارا وتكرارا أنه إذا كانت الولاياتالمتحدة سوف تأتي بصيغة مقبولة فأنها سوف تعود إلى طاولة المفاوضات.. فهم يطالبون بشيء أكثر من الولاياتالمتحدة، وهو تبني قيام دولة فلسطينية على أساس حدود ما قبل عام 1967 مع تبادل أراض متفق عليه، إلا الولاياتالمتحدة لم تكن قادرة على أن تجبر إسرائيل على قبول ذلك، حتى لا يخسر باراك أوباما اللوبي الموالي لإسرائيل قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل". وأضاف " وبالتالي فإن القيادة الفلسطينية شرعت استخدام إستراتيجية الأممالمتحدة كوسيلة لزيادة نفوذها في المحادثات". وبحسب الصحيفة، فإن ديانا بطو المستشار القانوني السابق للمفاوضين الفلسطينيين توقعت أن تتراجع القيادة الفلسطينية عن إستراتيجية الأممالمتحدة، وقالت" إنهم "القيادة الفلسطينية" يتسلقون الأشجار ولا يعرفون كيفية النزول، وبالتالي يسقطون من الشجرة". وأضافت " إستراتيجية الأممالمتحدة هو مجرد تكتيك لتقوية موقفها في المفاوضات فقط".