منذ عقود طويلة والحديث عن تطوير التعليم الفني علي ألسنة أصحاب المعالي ووزراء التربية والتعليم لا ينقطع دون أن نري ولو خطوة واحدة علي الطريق، مجرد مسكنات وامتصاص الغضب أحيانا، وتحقيق مصالح شخصية أحيانا أخري. ما يلفت النظر أن د. إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم السابق دعا إلي إنشاء هيئة قومية للتعليم الفني وقامت الدنيا ولم تقعد.. والنتيجة معروفة! ومنذ أيام قليلة استضاف أحد البرامج التليفزيونية رئيس قطاع التعليم الفني بوزارة التربية والتعليم وكالعادة أكد - مثل سابقيه - أن التعليم الفني قاطرة التقدم ولذا فله كل الاهتمام والتقدير، وذكر أن عدد طلاب مدارس التعليم الفني حوالي 2٫5 مليون طالب موزعين علي 1900 مدرسة فنية، وأن القاهرة والمنيا والإسكندرية والبحر الأحمر تشهد خطوط إنتاج للطاقة الشمسية واللمبات الموفرة للطاقة وتدوير الورق والخشب داخل بعض المدارس الصناعية، وأن استراتيجية الوزارة حتي 2030 الوصول إلي منتج مصري 100٪، مما يجعل هؤلاء الطلاب يشعرون بالأمل، وأن البداية الحقيقية من خلال تدريب المعلمين في كل التخصصات وأن المدرسة الصناعية ستتضمن مصنعا بداخلها، وأمورا كثيرة أخري لا توصف إلا أنها مجرد تصريحات وردية مع أن الدنيا ليست ربيعا وليس الجو بديعا مع الاعتذار للسندريلا. كنا نود أن نسمع كيف تواجه الوزارة سوء المستوي التعليمي لهؤلاء الطلاب حيث إن هناك إحصاءات تشير إلي أن 46٪ من هؤلاء لا يعرف كتابة اسمه صحيحا! وأن معظم الخريجين يعملون في المقاهي وبيع السلع في الطرقات، والنابه منهم يعمل صبي بإحدي الورش. وأيضا ماذا عن مستوي معلم التعليم الفني، وما مصير التقارير التي أعدها بعض الخبراء من التعليم الفني عما شاهدوه في دول العالم. ومن قال ان المدارس الصناعية واحدة في جميع المحافظات. وأخيراً.. ومن منطلق مصر فوق الجميع.. التعليم الفني ليس مسئولية وزارة واحدة فهل نحن مستعدون للعمل الجماعي، هل يدرك حقا أن الاهتمام بالبشر قبل الاهتمام بالحجر؟