سؤال: هل يجري إعادة هيكلة المنطقة العربية؟.. وهل ما قرأناه ونقرأه قديماً وحديثاً وحالياً، من سعي عالمي لتفتيت العالم الإسلامي بدأ يتحقق فعلياً؟، من يفسر لي انفجار الأوضاع في العراق وسوريا وليبيا وقطاع غزة، في آن واحد، من يفسر ما يجري في تونس ومصر واليمن والسودان، من يفسر لي ما يجري في باقي الدول العربية من أمور لا تنبئ بالاستقرار، ربما يكون ما يجري بالفعل هو تنفيذ مخطط خارجي لإعادة هيكلة المنطقة، لصالح إسرائيل، بهدف تفتيتها الي دويلات متناحرة متشاجرة، تتقاتل مع بعضها حتي تفني بطريقة الموت البطيء، تعيش في الفوضي، إلي مالا نهاية، في ظل حالة من الضعف والهزال للعرب، وعجزهم عن مجرد حماية مجازر الأطفال والنساء في قطاع غزة، الأكيد أن دماء الشهداء لن تضيع هدراً. لدينا شهداء من الأطفال والنساء والشيوخ بالمئات في قطاع غزة، ولدينا شهداء في مصر منذ ثورة 25 يناير مرورا بثورة 30 يونية، ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن المهم أن في هذه الآونة تشهد الساحة العربية والإسلامية مخططاً ربما يكون وراءه أصابع دولية تعمل عن عمد لقسيم المنطقة، وتقزيم الحكومات الضعيفة، المدهش أن عدداً كبيراً من الحكام العرب، ربما لا يعرفون حتي الآن ما يخطط لهم، ومشغولون بأشياء أخري معظمها في الشأن الداخلي. يحدث هذا في ظل غياب أي دور فعلي لجامعة الدول العربية، سوي إصدار بيانات الشجب والاستنكار والإدانة، أمام ما يجري في الخريطة العربية، والمؤسف أن المنظمات التابعة للامم المتحدة، وعلي رأسها مجلس الأمن انعقد أكثر من مرة لمناقشة الوضع في غزة في حين لم تجتمع الجامعة العربية، باستثناء لقاء هزيل لوزراء الخارجية لم يسفر عن شيء. كفانا شعارات رنانة لا تفيد. ويجب أن تعلم الحكومات العربية أن التاريخ سوف يقيم أداءها، وسوف تحاسب أمام الله علي أي تقصير وقع منها في حق شعوبهم بمن فيهم شعب غزة المسكين، التاريخ لن يرحم، والشعوب لن تصبر كثيرا وتنتظر حتي يأتي الدور عليهم، ولذلك ربما نفسر سرعة رد الفعل الشعبي وتجاوبه التلقائي مع الأحداث، بعيداً عن موازنات الحكومات السياسية، والسؤال: من يسمع صوته للآخر الشعب أم الحاكم؟.. ومن يفرض رأيه علي الآخر، من الأقرب إلي الصح، ومن الأقرب إلي الخطأ، والملاحظ أن رد الفعل الشعبي للأحداث ربما يواجه بعنف شديد من قبل الحكومات العربية، في محاولة للإسكات، ونادراً ما تتجاوب الأنظمة وتنصهر مع الرغبة الشعبية بعيداً عن عصا الأمن الغليظة. بالعودة إلي محاولات تقسيم المنطقة، فهي تسير علي هوي القوي الخارجية، السودان صار دولتين، والعراق في الطريق إلي التقسيم، وسوريا وليبيا أيضاً، والملاحظ أن العرب لم ينتبهوا خلال محاولات الاستقلال إلي مخطط زرع إسرائيل في المنطقة، لتصير كالشوكة في قلب الأمة العربية، وجاء إعلان دولة إسرائيل عام 48 وتقسيم فلسطين، بداية لتقسيم الدول العربية تحت اشراف الاممالمتحدة «للأسف الشديد»، الاستعمار وضع بذرة التقسيم قبل الرحيل من خلال حدود سياسية غير متوافق عليها من الحكومات والشعوب، وتعمد وضع مشكلات في الحدود بين جميع الدول العربية بينها وبعضها، وبين الدول العربية وحدودها مع دول أخري غير عربية، علي سبيل المثال مناطق حدودية بين المغرب والجزائر وبينهما وموريتانيا وبين ومصر والسودان وليبيا وبين العراق وتركيا والكويت وسوريا ولبنان والأردن وبين الإمارات وإيران، وهكذا.. والأدهي من ذلك قام بإحياء المشاكل العرقية والطائفية وعمل علي استمرار إشعالها دون توقف.. أخيراً الفرصة ما زالت موجودة أمام العرب ليفيقوا قبل الضياع.