استمعت إلي اقتراح ورد في برنامج فضائي يشترط إجادة المرشح لعضوية البرلمان للغة الإنجليزية، ورغم أن الدستور تطلب في المرشح لعضوية البرلمان أن يكون حاصلا علي شهادة إتمام التعليم الأساسي علي الأقل وهي شهادة الإعدادية، ولم يتطلب من المرشح إجادة أي لغة ولا حتي اللغة العربية إلا أن الاقتراح الأول الذي طرحته إحدي القيادات النسائية بسيناء يظل اقتراحاً وجيهاً يرد علي جهل نواب البرلمان الذين اكتسبوا العضوية في السابق عندما كانوا يسافرون لتمثيل البرلمان المصري في المؤتمرات الدولية. وبالمناسبة مصر عضو في جميع الاتحادات البرلمانية الدولية، وتولت في فترة رئاسة الاتحاد البرلماني الدولي والأورومتوسطي بخلاف الاتحادات البرلمانية العربية والأفريقية. وفي البرلمان لجنة تنفيذية للمؤتمرات البرلمانية يرأسها رئيس البرلمان وتختص بالنظر في مقترحات الاشتراك في المنظمات البرلمانية الدولية أو الاقليمية وفي العلاقات مع المنظمات البرلمانية الأجنبية. وكان سفر الوفود البرلمانية للمشاركة في المؤتمرات الدولية يتحكم فيه رئيس المجلس ووزير شئون البرلمان وزعيم الأغلبية. وكان السفر يقتصر علي فئة محددة من النواب حسب نفوذهم في المجلس أو في الحزب الوطني، إما لنفوذ مالي وقدرة علي الإنفاق أو لنفوذ سياسي، وفي الحالتين كان معظم النواب جهلاء باللغة لا يستطيع أي منهم نطق حرف واحد باللغة الأجنبية، وكانوا يعتمدون علي سماعة الترجمة الفورية لمتابعة المناقشات ولا يستطيع أي منهم إقامة حوار منفرد مع شخصية أجنبية لتوضيح وجهة نظر مصر في أي من القضايا المطروحة للمناقشة. كان هم النواب المسافرين هو البحث عن الشوبنج، وفي أحد المؤتمرات شن عضو الكنيست الاسرائيلي هجوما حاداً علي مصر، وقام بتحريض عدد بعض ممثلي الدول الأخري لانتقاد مصر، ولم يحصل النواب المصريون علي الكلمة للرد عليه حتي باللغة العربية، وخرج نائب الكنيست يتحدث إلي الصحفيين وحوله نواب من دول غربية، ووقف نواب البرلمان المصري يتفرجون علي الإهانات التي كانت تصل إليهم عن طريق التلويح بالأيدي، أعضاء السفارة المصرية لهم عذرهم في هذه المواقف لأنهم مشغولون مع النواب في اصطحابهم إلي محلات التسوق لشراء احتياجات الأولاد. ظل عضو البرلمان في مصر يختار من بين الذين يجيدون القراءة والكتابة حتي تعديل الدستور الحالي، ودخل البرلمان أميون لا يجيدون القراءة والكتابة ولا يفرقون بين الألف من كوز الذرة، وقدمت ضدهم طعون، لكن السؤال كيف مرت أوراق ترشيحهم من لجنة اختبار القراءة والكتابة قبل وصولهم إلي مجلس الشعب، المهم هؤلاء فازوا، ومثلوا الشعب في مناقشة القوانين والموازنة ومحاسبة الحكومة نظريا، أما من الناحية العملية فتصرفوا علي طريقة النكتة التي كانت تسخر من نواب الجهل بأن رئيس المجلس شاهد وهو يجلس علي المنصة أحد النواب غارقاً في التفكير داخل القاعة، وغير منتبه للمناقشات فسأله عن الموضوع الذي شغل تفكيره ربما يكون لديه حل للأزمة المطروحة فقال النائب إنه يفكر في كيفية دخول «الطرابيزة» الكبيرة قوي إلي القاعة من هذا الباب الضيق، فرد عليه نائب كان يجلس بجواره ياعبيط العمال أحضروا الطرابيزة الأول وبعدين بنوا عليها!!. نواب الجهل الذين أخرجوا ألسنتهم للقانون ولقرارات محكمة النقض التي وردت لاسقاط عضويتهم بفضل مساندة الحزب الوطني لهم، لأنهم جاءوا بالتزوير بعد أن دفعوا المعلوم للسيد المسئول عن اعتماد الترشيحات. هذا المسئول كان يضع خطط تهرب هؤلاء النواب من تنفيذ الأحكام، فكانت لجنة تحدد موعدا لامتحانهم، ويوم الامتحان يأتي نائب الجهل واضعا يده اليمني في الجبس، وآخر يبلغ عن سفره، وثالث يعتذر لأن عنده حالة وفاة وهكذا. أحد نواب الجهل تم تحفيظه دوره وكأنه يؤدي علي خشبة المسرح، وقف النائب يتكلم من ورقة وتبين أنه حافظ الكلام، فصاح المسئول عن لجنة امتحان الجهلاء، شايفين بتقرأ لبلب ازاي، وهكذا استمر نواب الجهل تحت قبة البرلمان يشرعون القوانين، وهم لا يعرفون انجليزي ولا عربي.. هل تتوقعون وجود نائب يبصم أو يحتفظ بختم في جيب جلبابه.