الإبداع له قوانينه الخاصة التى لا تعرف وساطة.. ولا يوجد توريث فيه.. ورمضان هذا العام به حالة من الهجوم التكتيكى من أبناء الفنانين ولكن لأن لكل قاعدة شواذ، ولا توجد خلطة مجربة لصناعة النجوم، لأنها كاريزما لا تشترى بمال، والقدرة على التواصل والإبداع لا يحصل عليها الفنان إكراماً لتاريخ والده، بل إن هناك من الفنانين الذين تركوا بصمة فى تاريخهم فى زمن قياسى وربما كانوا أكثر تألقاً من آبائهم مثل أحمد سعيد عبدالغنى، وأحمد فلوكس.. وإذا تذكرنا دنيا سمير غانم، وإيمى سمير غانم فكلتاهما تواجدتا دون مساندة من دلال عبدالعزيز وسمير غانم. ودنيا استطاعت لفت الأنظار إليها بداية من مسلسلها «للعدالة وجوه كثيرة» ولكنها غردت بعيداً عن سرب الوالدين وأصبح لها جناحان قويان حلقت بهما ليصبح لها تواجد مميز، خاصة فى رمضان ضمن أجزاء «الكبير قوى»، فدنيا من إحدي ركائز نجاح أجزائه، ولا يتصور المشاهد ممثلة أخرى فى دور هدية.. تابعتها إيمى هذا العام لتكون نجمة مسلسل «فيفا أطاطا» بعد أن لفتت الأنظار إليها بقوة وأصبح الجميع يشير لها بكل إعجاب فى مسلسلها «هبة رجل الغراب»..دنيا وإيمى كلتاهما لها أسلوبها الخاص فى تقديم الكوميديا, واستطاعتا خلال فترة قصيرة أن تصبحا نجمتين. وفى «السبع وصايا» تألق هيثم أحمد ذكى الذى نضج فى السنوات الماضية وأصبح على أعتاب الممثل صاحب الأداء المميز وحمل من والده أسلوبه المغرق فى البساطة، وجاء دور «منصف» ليضعه ضمن الفنانين القادرين على الغوص فى الشخصية وإخراج مكنونها الإنسانى، والتحرك فى إطار الملامح التى رسمها السيناريست وتجاوزها أحياناً بما يضيف اليها من خلال انفعالات الوجه والتحكم فى تقاسميه وعمق النظرات التى تكون كثيراً أقوى من الكلمات، فشخصية «منصف» الذى لا يأبه بقتل والده لديه أحاسيس جياشة، تجعله متردداً أمام أفعال لا يرضى بها قلبه حتى لو كانت هى الوسيلة لإنقاذه من القتل. وانضم من آل محمود عبدالعزيز إلى عالم الفن ابناه كريم ومحمد وكلاهما لم يكونا موفقين فى مسلسل «جبل الحلال» فطبيعة الشخصيات التى قدمها السيناريست لا تتناسب مع أدائهما، وإذا كان كريم محمود عبدالعزيز قد شارك فى العديد من الأعمال إلا أنه يسير فى اتجاه الممثل المتوسط الذى يحتاج إليه لتكملة الفريق ولا يضيف للعمل ولكن لا يأخذ منه ومحمد محمود عبدالعزيز فمستواه فى الأداء ضعيف جداً، ولا يصلح لأن يكون ممثلاً حتى ولو كان عن طريق التوريث فأداؤه أمام الكاميرا فاتر للغاية ولا يملك أى قدرة على تلوين الأداء. أما شادى الفخرانى فهو يكمل أنشودة الانطلاق والتميز فى الإخراج التى بدأها بمسلسل «الخواجة عبدالقادر» وتستكمل الآن بمسلسل «دهشة» الذى لعب فيه الإخراج دوراً كبيراً، خاصة فى اختيار فريق العمل ثم المقدرة الكبيرة على التحكم فى إدارة حركة الممثلين، ونقل المشاهد إلى الأجواء فى تلك الفترة الزمنية. وأدخل الزعيم عادل إمام الى مملكة الفن ولديه رامى إمام، ومحمد إمام.. والأول أصبح المخرج الملاكى لوالده فى أعمال تخاصم المنطق ولا يطبق عليها أى قواعد فنية، فهى لا تخرج عن كونها اسكتشات كوميدية تتضافر بخط كوميدى وكل يصب فى خدمة النجم، لذلك فالمخرج رامى يتحرك فى الخط المنوط به الذى لا يتطلب منه مجهوداً فنياً، وأتمنى ألا تكون تلك قدراته التى فطم عليها فأصبحت مأساته ألا صوت يعلو فوق صوت عادل إمام فى البلاتوه.. أما ابنه الثانى محمد إمام فله حضور فى الأعمال التى لا يقدمها مع عادل إمام، ويبدو هذا الفرق بين مشاركته فى «دلع البنات» ومسلسل «صاحب السعادة»، أما فى المسلسلات الرمضانية لعادل إمام فهو كالآخرين مجرد سنيد، وحتى الآن لا يمكن أن تضعه تحت قائمة الممثلين الكوميديين المصر والده على إيجاده بها كأحد أساليب التوريث الفنى. ويجئ أحمد السعدنى بعمليه هذا العام «فرق توقيت» و«كلام على ورق» ليؤكد أنه لم يكن طريقه فى الفن مفروشاً بتسهيلات التوريث، خاصة أن له أسلوباً يختلف عن صلاح السعدنى فى الأداء. وفى مسلسل «ابن حلال» كانت هناك «سارة سلامة» ابنة أحمد سلامة، ذات أداء مميز ومتحركة فى إطار الدور الذى كتبه لها «حسان الدهشان».. أما عمرو مصطفى متولى ففى «دلع البنات» يضع نفسه على أول سلالم الممثل الكوميدى، وها هو يدخل الوسط الفنى بعد حصوله على تأشيرة الدخول من أشرف عبدالباقى بمشاركته له مسرحياته الأخيرة.. ويبقى فى النهاية أن الآباء فى عالم الفن قد يمنحنون أولادهم تذكرة الدخول إلى عالم الفن ولكن عالم الإبداع والنجومية لا يحصل على تذكرة الوصول إليه إلا بموهبتهم.