يعد "مصنع كسوة الكعبة المشرفة" من معالم المملكة ورموز خدماتها الجليلة للحرمين الشريفين، حيث تنافس على التشريف بكسوة الكعبة الملوك والأمراء منذ قديم الزمان وحديثه. وأصبحت كسوة الكعبة المشرفة، تصنع للمرة الأولى في مكةالمكرمة بأيدٍ سعودية مدربة، حين أمر الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود بإنشاء دار للكسوة بجوار البيت العتيق، مرت عليها مراحل متتابعة من التطوير والتحديث، حتى أصبحت معلماً بارزاً في المملكة. وأوضح "د. محمد باجودة" – مدير مصنع كسوة الكعبة المشرفة- أن ثوب الكعبة في السابق كان يأتي من خارج المملكة، حتى قيض الله لهذه البلاد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه-، الذي أمر بإنشاء دار خاصة لحياكة أطهر ثوب على وجه الأرض وهو ثوب الكعبة المشرفة، وذلك في عام 1346ه، وكان موقعه في "حي أجياد"، مبيناً أن الدار كانت تصنع الكسوة حتى عام 1358ه، ثم انتقلت إلى "حي التيسير". وقال في حوار ل"صحيفة الرياض": يمر ثوب الكعبة بمراحل عدة منها: الغسيل، ثم صباغة الثوب باللون الأسود للكعبة من الخارج واللون الأخضر للكسوة الداخلية، ثم ضخ الحرير إلى القسم الآلي، ثم الانتقال إلى قسم المختبر لمطابقة الخيوط للمواصفات، وبعده إلى قسم الطباعة، فقسم الحزام، ثم تجميع الكسوة وتخييطها، وأخيراً، تسليمه إلى كبير سدنة بيت الله الحرام في الأول من ذي الحجة من كل عام، مبيناً أنه في يوم التاسع من ذي الحجة ينتقل فريق العمل إلى الحرم المكي لاستبدال الثوب القديم بالجديد. وأشار إلى أن صناعة ثوب الكعبة يستغرق ثمانية أشهر متواصلة من العمل، وتبلغ تكلفته الإجمالية حوالي (22) مليون ريال، أمّا بالنسبة لعدد العاملين بالمصنع فهم (200) عامل، وفي قسم الحزام فقط أكثر من (70) عاملاً، مؤكداً أن المصنع يضم أكبر "ماكينة" خياطة في العالم - حوالي (15) متراً- خاصة بتجميع طاقات القماش وتعمل بنظام التحكم الآلي.