امتنعت الولاياتالمتحدة عن التدخل بشكل فاعل فى أحداث فى غزة حتى بعدما أدت العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة إلى مقتل أربعة أطفال فلسطينيين على الشاطىء أمس الأربعاء، بينما أطلقت حماس دفعة جديدة من الصواريخ على إسرائيل.ولم تبد واشنطن التي لعبت دورًا محوريًا في 2012 للتوصل إلى وقف إطلاق النار لإنهاء عملية بهذا الحجم، أي إشارات للضغط على إسرائيل لوقف عملياتها رغم ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى أكثر من 220. وقتل مدني إسرائيلي جراء سقوط صواريخ حماس.ورفض المسئولون الأمريكيون إعطاء أية تفاصيل بشأن الاتصال الهاتفى الذي تم بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامبن نتانياهو حول الأوضاع فى غزة.وفي تصريحات علنية أبدت واشنطن قلقها على الضحايا المدنيين على جانبي الحدود وأكد أوباما أن المشاهد التي تبثها قنوات التلفزيون عن الجرحى مؤثرة جدا. وقال أوباما "سنستمر في تشجيع الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار وندعم جهود مصر المستمرة لتحقيق ذلك". كما وصف أوباما إطلاق حماس صواريخ على إسرائيل بأنه عمل "لا يغتفر". وشهدت العلاقة بين أوباما ونتانياهو بعض التوتر في الماضي لكن معاونيه قالوا بوضوح من يحمل أوباما مسؤولية اندلاع دوامة العنف الأخيرة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست "بالتأكيد نود أن نرى حماس تقبل بوقف إطلاق النار وأن توقف إطلاق الصواريخ على المدنيين الأبرياء في إسرائيل". كما اتصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مرارا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وبمسؤولين في الدول الإقليمية الأساسية مثل مصر وقطر وتركيا. ورفض المسؤولون إعطاءأى تفاصيل عن هذه الاتصالات لكن يبدو أنها تركزت على احتمال التوصل إلى اتفاق يعرض على حماس وإسرائيل عندما تتوفر الشروط السياسية والعسكرية. وحتى الآن يبدو أن لا إسرائيل ولا حماس استفادت بما فيه الكفاية من المواجهات لتأمين تغطية سياسية لتقديم تنازلات في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار. ولم تنجح إسرائيل بعد في خفض ترسانة حماس بما فيه الكفاية لوقف إطلاق الصواريخ على أراضيها. وحماس قد ترى في لحظة ضعف سياسية أنها تستفيد من الوضع رغم ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين. وقال ديفيد بولوك من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط "أن الحكومة الإسرائيلية ككل لا تتوقع أن تحقق منافع سياسية مهمة من ذلك. يريدون وقف إطلاق الصواريخ". وأضاف "تريد حماس تحقيق منافع سياسية أو على الأقل أن تقول بإنها حققت منافع بتخفيف ما تسميه بالحصار أو تنازلات أخرى. لهذا السبب يستمرون في القيام بذلك". وكسب نتانياهو الوقت ورضا الأسرة الدولية من خلال قبول اقتراح مصري بوقف إطلاق النار رفضته حماس. كما وافقت إسرائيل على تهدئة مؤقتة لأسباب إنسانية وافقت عليها الحركة الإسلامية. وأحد العوامل المغايرة للنزاع الحالي في غزة عما كان في 2012 هو تراجع نفوذ مصر ما حمل واشنطن للبحث عن شركاء جدد. وفي المرة السابقة كانت الحكومة المصرية الإسلامية تقيم علاقات مع حماس وساهمت مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في التفاوض للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. والحكومة المصرية الحالية التي شكلت إثر إطاحة الرئيس الإسلامي محمد مرسي قمعت الحركة الإسلامية وبالتالي فإن تأثيرها محدود. ومع مقتل أربعة أطفال فلسطينيين في قصف إسرائيلي على شاطىء غزة يبدو أن المجازر وصلت إلى مرحلة حرجة قد تدفع بواشنطن إلى ممارسة ضغوط سياسية لوقفها. وتساءل خبراء سابقون في منطقة الشرق الأوسط في واشنطن هذا الأسبوع عما إذا كانت الفظاعات التي تشهدها سوريا والعراق جعلت من العملية في غزة أقل خطورة بالمقارنة. ويبدو أن إدارة أوباما تتحرك ببطء لأنها لم تخضع بعد لضغوط حاسمة من حلفائها الأوروبيين والعرب للتدخل ما يعكس زيادة عزلة حماس. ويبدو أن إسرائيل أخذت نصيحة واشنطن في الاعتبار بعدم شن هجوم بري على غزة. هذا والتقى أحد قادة حماس موسى أبو مرزوق مسؤولين مصريين في القاهرة. كما توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى العاصمة المصرية. وألمح مسؤولون إلى أن جون كيري قد يتوجه إلى مصر قريبا إذا ساهم ذلك في جهود السلام.