بصوت يملؤه الرعب اتصلت "مي" لتبلغ عن تهديد طليقها بخطف طفلها أثناء الرؤية معربة عن فزعها من تنفيذ التهديد خاصة في انعدام الأمن الحالي.. بعدها بلحظات جاءت مكالمة " نورا" تطلب المشورة بخصوص تحريض زوجها المنفصل عنها لابنتها على الهرب للاستيلاء على الشقة.. ثم جاء اتصال غادة تشكو من عنف زوجها مع ابنيهما.. التليفون لم يكف عن الرنين.. بلاغات كثيرة تلقاها خط نجدة الطفل الذي قضت فيه "بوابة الوفد" يوماً كاملاً تستمع لمتاعب الأطفال ومآسيهم .. الاتصالات جاء معظمها من الأمهات وتدور النسبة الغالبة منها حول النزاع بشأن قانون الرؤية الذي يثور حوله الجدل فى الأيام الأخيرة، والبقية تنوعت بين عنف أسرى وختان واستشارات نفسية، لتنفي توقعاتنا بأن جرائم الاغتصاب والخطف وقضايا أطفال الشوارع تحتل النسبة الأعلى، والتي أكد المسئولون انخفاض معدلها بعد الثورة إلى 7% فقط من جملة البلاغات. تقول مي في مكالمتها : " لو سمحت أنا كنت عاملة بلاغ هنا قبل كده، وعايزة أعمل بلاغ جديد لأن طليقي بيهدد إنه هيخطف ابني في الزيارة القادمة .. أنا خايفة أنفذ "الرؤية" وسط الأحداث الجارية لأن طبعا لو حصل حاجة دلوقت مش هعرف أشوفه تاني والأمن مش فاضي لي.. أرجوكم اعملوا أي حاجة لأني مش عارفة أتصرف إزاى" . على الفور تحولت مشكلة هذه الأم إلى الاستشارات القانونية لتحديد الإجراءات التي تمكنها من تنفيذ الرؤية دون خوف من تنفيذ تهديد الأب . أب يحرض ابنته غالباً لا تنتهي مشاكل الطلاق والنفقة والرؤية بحكم المحكمة، فيظل أحد الزوجين أو كلاهما يكيد إلى الآخر ويتصيد له الأخطاء . " نورا" أم تشكو من تحريض الأب والعمة لابنتها على الهرب، فتلجأ إلى خط نجدة الطفل لطلب المشورة وإيجاد حل فتقول : "أنا عايزة أقدم شكوى إن في ناس بيحرضوا بنتي على الهرب، الناس دول يبقوا عمة البنت، لأن أنا متمكنة من الشقة وهم عاوزين البنت تطلب الإقامة مع أبوها وبالتالي يطردوني من الشقة .. مرة بعت البنت لزيارة عندهم كنوع من صلة الرحم فأخدوها قسم شرطة وخلّوها تقول ماما وحشة ووعدوها بموبايل علشان تعمل كده" . وتضيف : "الأب متبني موقف أخته وإن كانت هي اللي في الواجهة لأني منفصلة عنه بطلاق ومتمكنة من الشقة عشان الحضانة .. دول بيخلّوا واحد يكلم بنتي ويحرضها على الهرب، وأنا دلوقت بستغيث مش عارفة أعمل إيه، البنت في عمر المراهقة، وأصبحت تتطاول عليّ بفعل تحريضهم، أنا معايا حكم بالشقة والولاية التعليمية وإخواتها الصغيرين كمان في حضانتي .. أنا دلوقت مش عارفة أعمل إيه؟ دي كانت مجرد زيارة رحم لعمتها وأبوها واستغلوها ببلاغات كيدية ضدي، وأخدوا البنت ومرجعتش ليا تاني غير لما اتصلت بيكم في نجدة الطفل وبلغت عنهم. ورغم البلاغات الكيدية وتحريض البنت ترفض "نورا" اللجوء إلى أقسام الشرطة حفاظاً على صورة الأب أمام أبنائه وتقول : أنا مش عاوزة أعمل محضر رسمي عشان عيب وقلت ألجأ لكم عشان تحلوها ودي مع الأب وأخته، من فضلكم اتصرفوا أنا كأم بتدمر وخايفة أخوها يتمرد عليّ زيها، البنت أصبحت غير متقبلاني، أنا راضية بعدم إنفاق أبوهم عليهم وساكتة بس مش قادرة أتحمل اللي بيعملوه مع بنتي . واحتراما لرغبة الأم تمت إحالة المشكلة إلى مستشاري الخط الاجتماعيين والقانونيين للتدخل الودّي مع الأب وإقناعه بالعدول عن موقفه، ومازالت المحاولات الودّية مستمرة . الختان عفاف بعد الثورة يبدو أن الحملات الإعلامية "للختان" أحدثت صدى لا بأس به في ثقافة البعض، لدرجة أن " 16000" لم يعد يتلق بلاغات عن عمليات الختان قط، بل استشارات قبل إجراء الختان، فيروز".. أم صعيدية قررت الاستشارة وسؤال المتخصصين قبل الرضوخ لتعليمات زوجها بضرورة ختان البنت بعد الثورة من أجل الحفاظ عليها، فتم تحويلها من قبل الخط الأساسي في تلقي البلاغات إلى طبيبة الخط للإجابة على أسئلتها، تسأل : " بنتي عندها 18 سنة وباباها مُصمم يختنها وأنا مش عارفة أعمل إيه، ولما شاف البنات بتتخطف في المحافظة عندنا قال يختنها ويقعدها في البيت، عشان يحافظ عليها، وعاوزة أسألك عن أضرار الختان وكمان هو مش زي ما بنسمع البنت ممكن تمشي مع شباب لو متختنتش ؟" أجابت المستشارة الاجتماعية الأم بأن للختان أضرارا صحية على الفتاة وقد تؤدي إلى الوفاة خاصة وأن من يجرون تلك العمليات في الغالب ليسوا أطباء، كما أقنعتها بأن الختان ليس له أي علاقة بالعفة فهناك الكثير من المختنات لسنّ عفيفات، والشيء الوحيد المرتبط بالعفة هو التربية فكلما كانت أفضل كلما حافظت الفتاة على عفتها .. وبالفعل اقتنعت الأم وقررت أن تقنع الأب أيضاً حفاظاً على صحة ابنتهما. سمار البنت مشكلة ضمن الخدمات الصحية التي يقدمها خط نجدة الطفل "16000" ، تأتي الاستشارات النفسية في طرق التعامل مع الأطفال وأساليب التربية .. عبير أم لطفلة تطلب مساعدة الأخصائية النفسية في حل مشكلة ابنتها حيث إن الطفلة إنطوائية وتميل إلى العزلة بسبب لون بشرتها. وتتابع : " رغم أنها خمرية ولونها جميل إلا إنها بتشتكي من إن زمايلها في المدرسة بيعيروها بلونها ومش بيرضوا يلعبوا معاها، وبتقول لي يا ماما الأولاد مش بيعجبوا بيا عشان أنا سمرا وبيعجبهم البنات البيضا أكتر، أنا دايما بحاول أفهمها إن السمار جميل والناس بتقعد ع البسين والبحر عشان يكتسبوا لونها الجميل وبيدفعوا فلوس في الكريمات المسمرة، بس واضح إن المشكلة إنها بتزعل، كمان عشان أنا وباباها وأخوها الصغير كلنا بيض وهي الوحيدة السمرا طالعة لعمتها .. مش عارفة أعمل ايه؟ خايفة انطوائية البنت تزيد. على الفور تدخلت المستشارة النفسية للخط وناقشت مع الأم بعض النقاط أهمها هل الرافضون للبنت جميع أصدقائها في المدرسة والنادي ؟ فكانت الإجابة بأن المستويات الاجتماعية الأعلى هي التي ترفض البنت ويعيرونها بلونها، فحاولت المستشارة أن توصل للأم أن تبدأ بدمج الفتاة وسط من يقبلونها أولاً كالحرص على اللعب مع أخيها وأصدقائه، انتقاء أصدقاء المدرسة والنادي، والمواظبة على حضور البنت تمارين رياضية في النادي مع أصدقائها الذين يتقبلونها حتى تشعر بأن مجتمعها يحبها ويريدها. ضرب وعنف من الأب في المقابل تطلب غادة استشارة نفسية ليس من أجل بناتها وإنما من أجل زوجها العنيف مع البنتين وخاصة الكبرى، وتقول : أنا أم لطفلتين 4 سنين وسنة ونصف، رغم إن جوزي معاملته كويسة مع البنات في العادي، بس ممكن ينفعل يضرب الكبيرة ضرب مبرح وغير طبيعي لما تستفزه، ممكن يزنقها في الحيطة وكإنه بيخوقها، يجز بسنانه ويبقى مغلول قوي، أو ينيمها وكأنه بيخنقها، وأكتر من مرة اتخانق معاه ويوعدني إنه مش هيعمل كده تاني، البنت مش بتعمل غلط ولا حاجة بتلعب مع أختها الصغيرة وممكن تضايقها، وأقربها إمبارح مسكها من وشها ورفعها لفوق، المشكلة إنه عنيف معاها حتى أختها الصغيرة كمان يعاملها بنفس العنف، حتى لما يلعب معاها يبقى بعنف، المشكلة إن العنف بدأد ينتقل لها وظهر في تعاملها مع أختها الصغيرة أصبحت بتضربها بنفس الأسلوب وتخنقها وتضربها في وشها.