تحت عنوان "مصر صامتة..وجيرانها يديرون المعارك"، انتقدت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الموقف الدبلوماسي المتأخر لمصر تجاه التصعيد الإسرائيلي في غزة وشن الغارات الإسرائيلية على القطاع. وقالت الصحيفة إن مصر اعتادت على مدى عقود أن تلعب دور الوسيط عندما يقوم القتال بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما في ذلك قبل عامين عندما تدخل الرئيس المعزول "محمد مرسي"، للتوسط لوقف إطلاق النار بعد ثمانية أيام من إراقة الدماء في قطاع غزة. ولكن هذه المرة، يبدو أن مصر لم تحرك أصبعا واحدا، وتركت القتال بين طرفي النزاع دون أي محاولة للوساطة بينهم في الوقت الذي يتصاعد فيه عدد القتلى الفلسطينيين. وأكد مسؤولون من حماس، حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الاربعاء انهم لم يروا تقريبا أي علامة على وجود جهد مصري لنزع فتيل الأزمة، وهو ما فيه تناقض حاد في التعامل مع الصراعات السابقة في ظل حكم الرئيسيين الأسبقين مرسي وحسني مبارك. مما يجعل الأمور أكثر سوءا. ورأت الصحيفة أن استعدادات مصر هذه المرة وموقفها تجاه التصعيد الإسرائيلي على غزة يعكس التحولات التي تشهدها السياسة الخارجية للبلاد تحت قيادة الرئيس "عبد الفتاح السيسي". ومضت الصحيفة تقول: "نظرا لما تواجهه حماس الآن من المزيد من العزلة، بالإصافة إلى تعهد إسرائيل بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية، يبدو أن قادة حماس الآن أكثر تلهفا للرئيس الإخواني الأسبق "مرسي"، الذي منح الحركة حليفا دوليا هاما، ونجح في حفظ ماء وجهها وخروجها آمنة في صراعها الأخير مع إسرائيل عام 2012. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في حماس، أصر على عدم الكشف عن هويته لتحدثه عن الاتصالات الدبلوماسية: "لم نشعر بأن مصر تلعب دورا في الحرب... ففي نزاعات أخرى، يتواصل المسؤولين في الاستخبارات المصرية ويتدخلون ويتحركون بسرعة أما الآن فإن حماس لا تكاد تسمع كلمة واحدة من الجانب المصري".