سوسن بدر فنانة تمتلك طاقة تمثيلية ليس لها حدود، ومازال لديها مخزون كبير ربما لم يخرج، حثها الفني لا ينفصل عن اختيارها لأدوار لايجيدها غيرها وكأن ادوارها تناديها دائما، تنتظرها كل عام وانت تعرف أنها ستقدم عملاً جيداً، وتمتعك بأداء متميز هذا العام تقدم شخصيتين متناقضتين تماماً في «السبع وصايا» و«كيد الحموات»، وكعادتها اختارت نموذجين مختلفين للعملين حققا نسبة مشاهدة لابأس بها. كيف ترين ردود الفعل حول مسلسل «كيد الحموات»؟ - ردود الفعل أكدت لي أن الجمهور المصري يسعى الى عمل جاد يرسم البهجة على وجهه بأي شكل، ويسعى الى البحث عن ضحكة والمسلسل يشاركني فيه مجموعة كبيرة من الكوميديانات ماجدة زكي وهالة صدقي وانتصار وكل منهن تقدم شخصية كوميدية جميلة ومضحكة أثارت اعجاب الجمهور من اللحظات الأولى. فكرة خلاف الحموات قدمت كثيراً في الدراما ألم تتخوفي من الاتهام بالتقليد؟ - هناك 36 تيمة للدراما معروفة، ولا يمكن الخروج عنها وهناك عدد كبير من الأعمال التي تقدم نفس الفكرة بشكل مختلف، يقدم حكاية بشكل كوميدي خفيف، بالاضافة الى أن السيناريو مكتوب بشكل بعيد تماما عن كل الأعمال التي تناولت هذا الموضوع فما ان يسمع أحد اسم المسلسل حتى يتذكر أفلام حماتي ملاك وحماتي قنبلة ذرية وغيرها ولكن القصة مقدمة بشكل تميز، بالإضافة الى أن القضية ليست فقط في الحموات ولكنها في توضيح ما يحدث في المجتمع المصري وأنا أجسد خلاله شخصية سيدة أعمال وهناك عدد كبير من سيدات الاعمال يطغى تسلطهم في العمل على حياتهم الشخصية وهذا ما أناقشه خلال العمل. رغم اهتمامك بالكوميديا الا أن مسلسلك «السبع وصايا» يقدم حالة خاصة من الحزن طوال الاحداث؟ - أعتقد أن «السبع وصايا» هو مفاجأة رمضان وبالنسبة لي رغم الأعمال الكثيرة التي شاركت فيها طوال مشواري الفني لم أقدم عملاً مثل ذلك ورغم أنني أقدم شخصية «أوسة» وهى شخصية ممثلة مسجونة الا أنها تحتوي على العديد من الجوانب النفسية الصعبة التي تظهر ضمن احداث المسلسل خاصة أنها ترتبط برانيا يوسف الابنة الكبرى المتهمة بقتل والدها، وأنا أدعو الجمهور لمتابعة «السبع وصايا» مشهد مشهد حتى يفهموه لأن العمل لم يقدم في الدراما من قبل بكل هذه التفاصيل للشخصيات. هل نجاح مسلسل «نيران صديقة» العام الماضي كان سبباً في موافقتك علي «السبع وصايا»؟ - المؤلف محمد أمين راضي لاخلاف على موهبته وأنا يعجبني كثيراً الأعمال المركبة وطريقته في الكتابة، ولكن موافقتي على السبع وصايا جاء من السيناريو نفسه الذي شعرت أنه يقدم موضوع مركب ومختلف عن كل كلمة علي الورق بدأت أشعر وكأنني أتعايشها وأحسها، وعادة أنا أختار الدور الذي أشعر أنني أبذل فيه مجهود صعب. دائما لا يفوتك الاشترك في الدراما الاذاعية في رمضان؟ - الاذاعة جزء لا يتجزء من اهتمامات الجمهور في رمضان، وأنا أحب العمل الاذاعي واشارك فيه كل عام، وهذا العام اشارك بمسلسل «أبناء العزيز» تأليف محمد عبد السميع أبو النصر، وأجسد فيه شخصية «ست الملك» والدة الحاكم بزمر الله، والجميل في هذا المسلسل أنني أعشق الأدوار التاريخية والعصر الفاطمي لم يقدم كثيراً، وكنت أتمنى لو تقدم أعمالاً دينية على الشاشة لأنها قليلة جداً في المسلسلات وأصبح المنتجين لا يهتمون بها. تحافظين على التواجد كل عام في رمضان بمسلسلين هل تخططين لذلك؟ - في كل عام يعرض على أكثر من 20 مسلسلاً، اختار من بينها دوراً يختلف مع كل الادوار التي قدمتها من قبل، وأحاول التغيير في شكلي وأدائي فعندما قدمت في مسلسل «حكايات وبنعيشها» شخصية السيدة الكفيفة أحدث الدور رد فعل قوياً لأنه شخصية مختلفة على وفي كل عمل أقدمه اشعر وكأنني مازال لدى الكثير لأقدمه عندما قدمت شخصية «عسلية» العام الماضي احدثت رد فعل قوياً لأنها شخصية من المجتمع وأنا هنا أضع عيني على شخصية من «لحم ودم» وهذا ما يهمني أن تظهر كفاءة الشخصية على الشاشة. لماذا تأجل مسلسل «الوسواس»؟ - للأسف هذا قرار المنتج والمسلسل انتهينا من جزء كبير من تصويره وكنت أتمنى لو يعرض لأنه عمل جيد ومتميز وكان عملاً صعيدياً ينقل واقع الصعيد بشكل سياسي ويركز على قيمة الأب في حياة الشعوب، وكنت أجسد فيه شخصية امرأة عجوز أظهر خلالها بشكل مختلف على تماما والمسلسل كقصة وتصوير من أهم الأعمال التي قدمتها، وأتمنى أن يعرض بعد رمضان وسيخلق موسماً درامياً خاصاً به. كيف ترين مسلسلات رمضان هذا العام؟ - أعتقد أن الدراما المصرية كل عام في تقدم واضح وهذا العام البطل في المسلسلات هى الموضوعات، رغم أنني لم أتابع حتي الآن المسلسلات نظراً لاستمرار تصوير مسلسل «كيد الحموات» و«الوصايا السبع». وضيق الوقت الا أن الاعمال المقدمة التي أسمع عنها كلها تتناول الواقع الاجتماعي من سياسة واقتصاد واحداث اجتماعية واعتقد أن مستوى الدراما يتقدم كثيراً والدليل انني في كل عام استطيع أن أجد عملاً مختلفاً اشارك به. أين أنت من المسرح؟ - وأين المسرح من مصر للأسف، الانتكاسة التي يعيشها المسرح المصري لم يعيشها طوال السنوات الماضية، للأسف المسرح هو حياة الشعوب ودلالة على ثقافتهم ومستواهم الفكري ورغم ذلك لم يعد هناك مسرحيات في مصر، فأنا عاشقة للمسرح خاصة القصص المأخوذة عن الأدب العالمي والتي تشرح للجمهور كيفية تقديم روايات عالمية، مصر تحتاج الى عودة الثقافة للشارع لذلك فليعود رواد المسرح الى المسرح المتجول الذي يتجول المحافظات، قدمت «المحروسة والمحروسة» واعجاب الجمهور وتفاعلهم معي على المسرح كان يعطيني طاقة ايجابية ان هناك أملاً أن يستعيد المسرح عافيته من جديد وأتمنى أن تعود مصر كما كانت بلد تجمع كل الفنون. في رأيك هذ المسرح المتجول هو الحل الأمثل لعودة المسرح؟ - المسرح المتجول وسيلة لنشر الثقافة من جديد لكن الحل امام عودة المسرح أن يعمل الممثلون فيه بأقل مقابل مادي، وأن تعاود الدولة على فتح دور عرض جديدة وكبيرة وأن يركز المؤلفون في كتابة نصوص مهمة للمسرح سواء من الواقع الحالي أو اعادة الأعمال التاريخية وترجمة النصوص العالمية كل ذلك سيعود بعودة المسرح القومي بشكل محترم وقوي وواضح. وماذا عن فيلمك «آخر ورقة»؟ - السينما تعاني مثل المسرح تماما بل بشكل أصعب، لأن المنتجين متخوفون من السوق وعدم تحقيق أعمالهم أي ايرادات ولكن اتمنى أن يتحسن حال السينما في الأيام القادمة، وأنا انتهيت من تصوير فيلم «آخر ورقة» مع مجموعة من الوجود الجديدة تأليف حنان البمبي واخراج محمود سليم وتدور احداث في اطار الازمات النفسية التي يتعرض لها الانسان.