«باترسون» تدافع عن مصر .. وأباتشى تضخ 1.3 مليار دولار استثمارات جديدة .. وشركة لتنظيم قطع التيار الكهربائى لا يمكن مد جسور العلاقات السياسية المتينة بين الدول دون مصالح ومنافع مشتركة، فالبزنس يصنع السلام طبقا للكاتب الأمريكى المخضرم توماس فريدمان فى كتابه الشهير «السيارة لكزس وشجرة الزيتون». وبنفس القدر تحضر السياسة فى الصفقات المشتركة كعامل مُرجح، أو مخسّر، وذلك ما ظهر واضحا فى بعثة طرق الأبواب الأمريكية التى نظمتها غرفة التجارة الأمريكيةبالقاهرة طوال الأسبوع الماضي. البعثة طبقا لبيانات تفصيلية قدمها أنيس اقليمندوس رئيسها فى لقاء تحليلى لنتائج البعثة فى آخر أيامها شارك فيها 45 رجل أعمال وعقدت 95 لقاء مع مسئولين بالإدارة الامريكية والكونجرس ومجلس الشيوخ ووزارات الخارجية، التجارة، الطاقة، والخزانة وعدد كبير من مراكز الأبحاث والدراسات « السينك تانك». وشارك فى البعثة عدد من قيادات الأعمال فى مصر من أبرزهم عمر مهنا رئيس مجلس الأعمال المصرى الأمريكى، طارق توفيق وكيل اتحاد الصناعات المصرية، كورت فيرجسون رئيس شركة كوكا كولا مصر، رودنى اتشلر ممثل شركة أباتشى، فضلا عن ايما المليجى، محمد القلا، هالة البرقوقى، لولا زقلمة، أحمد أبو على، حسن حسان، وحاتم خير. إنه يمكن ترجمة البعثة التى حملت عنوان «مصر مفتوحة للاستثمار» إلى مقولة رجل الأعمال الأمريكى بل جيتس «العالم لا يحبك فقط لذاتك، فهو ينتظر إنجازاتك». ولا شك أن حكايات «تسييس البزنيس» التالية تقدم صورة واضحة لما عليه العلاقات المصرية الأمريكية من صعود وهبوط، وتذبذب وتأرجح، وشد وجذب وتؤكد أن توجهات مصر السياسية يجب أن تنطلق من مبدأ واحد هو المصلحة المصرية أينما كانت. خبر سار من الحكايات السارة التى رويت خلال مؤتمر نظمته الغرفة الأمريكية الأم لأعضاء البعثة فى واشنطن أن شركة أباتشى ستستثمر 1.4 مليار دولار استثمارات إضافية فى مصر خلال العام الحالى. الحكاية جاءت على لسان رودنى اتشلر ممثل شركة أباتشى للبترول، وهى أكبر شركة فى العالم لها استثمارات فى مصر حيث تقدر استثماراتها بنحو 14 مليار دولار. مكاسب قطع الكهرباء شركة أمريكية أخرى تُدعى «سيل» قدمت عرضا للعمل فى مصر فى مجال توزيع قطع التيار الكهربائى بشكل عادل. الشركة الامريكية تضع أنظمة تضمن تخفيف التيار الكهربى طبقا لنظام كفء يحقق التساوى بين كافة المستخدمين فى انقطاع التيار وهو ما يخفف من وطأة الأزمة الحالية. ممثلو الشركة الامريكية قدموا عروضا تفصيلية بأعمالهم إلى أنور الصهرجتى المستشار التجارى المصرى فى واشنطن، ويبدو ان المقترح وصل وزارة الكهرباء التى تقوم بدراسته. أكبر داعم وأشد معاد كشفت لقاءات البعثة عن أبرز داعم لمصر فى الإدارة الأمريكية، كما كشفت عن أشد معارض لمصر. أما الداعم فهو ديفيد ثورن وهو واحد من أهم مستشارى وزير الخارجية كيرى وهو الذى حضر حفل تنصيب الرئيس السيسى، وهذا الرجل قال لأعضاء البعثة إن المجتمع الامريكى كان منبهرا بزيارة الرئيس السيسى للسيدة التى تعرضت للاعتداء ، وذكر أنها «المرة الاولى التى يرى فيها العالم رئيس دولة يقدم وردا لسيدة ويعتذر لها باسم الدولة». إن «ثورن» يفهم تماما دور مصر فى المنطقة وكثيرا ما يقول إنه لا يمكن من التحرك فى أى قضية بالشرق الأوسط دون مصر. أما أشد مهاجم للسياسات المصرية فهو عضو الكونجرس باتريك ليهى الذى يقف وراء تجميد إرسال طائرات «الأباتشى» لمصر. إن هذا الرجل يضع شروطا سخيفة للإفراج عن المعونة العسكرية المقدمة لمصر منها مثلا السماح للصحفيين الاجانب بدخول سيناء لمتابعة عمليات القوات المسلحة، وإسقاط قضية التمويل الأجنبى وهو ما تعتبره مصر تدخلا فى شئونها. إن مصدرا بالسفارة المصرية بواشنطن قال ل«الوفد» إن تلك الشروط مستحيلة التنفيذ. آن باترسون أخرى تركت آن باترسون السفيرة الأمريكية السابقة بالقاهرة عملها فى مصر لتشرف على قطاع الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية. الغريب أن السيدة التى وصفت بأعنف سفيرة للولايات المتحدة فى مصر كانت أشد المدافعين عن مصر بعد عودتها إلى واشنطن. لقد كره المصريون السفيرة وقت الثورة على حكم الإخوان بسبب تعضيدها ومساندتها الواضحة لهم، لكن تغير موقفها من مصر بعد العودة يؤكد أن المواقف السياسية أكثر مرونة مما نتخيل. بزنس محور القناة حكاية أخرى يقدمها أنيس اقليمندوس رئيس البعثة حيث يقول إن لقاءات موسعة برجال الكونجرس أثبتت اهتماما كبيرا بمشروع محور قناة السويس. إن الولاياتالمتحدة أحد أكبر الدول المستفيدة من المرور بقناة السويس وتحويل محور القناة إلى مراكز خدمية وتجارية تقدم خدمات الصيانة والإمداد والتموين للسفن العابرة يمثل استفادة كبرى لتلك السفن، وعلى مدى 170 كيلو مترا هى امتداد قناة السويس فإن هناك فرصة لانشاء تجمعات صناعية ومراكز تجميعية ويمكن للشركات الامريكية الدخول فى هذا المجال . «اقليمندوس» قال للأمريكيين تعبيرا جيدا يفهمونه هو «أنه من الأفضل اللحاق بالقطار قبل أن يتحرك». مركز «التحرير» للأبحاث. إن مراكز الأبحاث لها دور كبير فى صناعة القرار الامريكى ، لذا فقد اجتمع أعضاء البعثة مع 14 مركز أبحاث ودراسات «سينك تانك» ربما من أبرزها «كارنيجى» للسلام الدولى، معهد بروكنز، فريدوم هاوس، والمجلس الاطلنطى. وكانت المفاجأة أن اليكس شلبى الذى كان عضوا منتدبا لشركة «موبينيل مصر» لعدة سنوات ترك القاهرة مؤخرا ليذهب إلى واشنطن ويؤسس مركز أبحاث ودراسات كبير باسم «التحرير» إشارة إلى ميدان التحرير فى القاهرة . «شلبى» الذى استقر فى الولاياتالمتحدة قال ل «الوفد» إن التأثير فى صناعة القرار الامريكى يستلزم الدخول فى مراكز الأبحاث والدراسات بقوة.