أوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، في كلمته بقمة الاتحاد الأفريقى المنعقدة فى غينيا الاستوائية رغبته الشديدة في عودة العلاقات مع دول القارة الأفريقية إلى طبيعتها بعد أن قطعها الرئيس المخلوع حسني مبارك بعد تعرضه لمحاولة اغتيال في قمة أديس أبابا في مثل هذا اليوم، 26 يونيو من عام 1995. أكد السيسي أن مصر لم تتوقف يوما عن الانشغال بقضايا وهموم أفريقيا وأنها لا يمكن أن تنفصل عن واقعها الأفريقي، قائلا: "مصر وإن غابت لبعض الوقت عن المشاركة فى أنشطة الاتحاد الأفريقي، فإنها لم تتوقف يومًا عن الانشغال بقضايا وهموم أفريقيا، مصر لا يمكن أن تنفصل عن أفريقيا، مصر لم تبخل بعقول أبنائها فى بناء الكوادر الأفريقية". وأضاف السيسى أن الدستور المصرى الجديد يحقق التقدم لمصر وأن الانتخابات الرئاسية لتحظى بثقة الأفارقة، قائلا "تعود مصر إليكم ولديها ما تحكى عنه بكل اعتزاز وكلها ثقة بأن ما حققه شعبها من إنجازات رصيد مشترك، وأنها على وعى تام بأنه مثلما كان الاستقلال والتحرر ملحمة بطولية خاضتها أفريقيا منذ عقود فإن ثورة الشعب المصرى فى 25 يناير و30 يونيو كانت تمثل تطلعات مشتركة لشعوبنا نحو الحرية والعدالة والكرامة.. وهو ما عبر عنه الدستور الذى تم إقراره بداية العام الجاري.. حقق بعضنا تقدمًا ولكن أحدًا لا يستطيع الادعاء بأنه بلغ حد الكمال فى طريق الديمقراطية". وتوجه السيسى بالشكر لحكومة غينيا الاستوائية تحت رئاسة أوبيانج أنجين، وحكومة موريتانيا برئاسة محمد ولد عبد العزيز على استقباله، قائلا "إنه لمن دواعى الفخر أن أكون بينكم ممثلا لشعب مصر". وأبدى السيسى اعتزازه بانتماء مصر لأفريقيا وارتباطها به جذورا وهوية وعلاقات مستقبل ومصير التى أسسها الآباء المؤسسون عبدالناصر وهيلاسلاسى ومانديلا وبن بيلا، قائلا "شعب مصر طالما اعتز بانتمائه لأفريقيا". ووعد السيسى بمواصلة مصر جهودها لحل النزاعات الأفريقية، وبناء السلام فى مختلف ربوع القارة، مشيرًا إلى أنه يجب توحيد جهودنا الذاتية لمجابهة المشكلات الأمنية والنزاعات التى طالت دول قارتنا. وأوضح السيسى أنه بعد مرور 50 عاما على إنشاء المنظمة إلا أن الدول الأفريقية لا تزال تواجه تحديات لا تقل جسامة عن تلك التى واجهتها فجر حصولها على الاستقلال، وفى مقدمة تلك التحديات التنمية باعتبارها أكثر إلحاحًا لشعوبنا، التى تعد من أبرز التحديات التى تواجه القارة الأفريقية، وأحد المتطلبات الأساسية لهم. وأشار الرئيس السيسى إلى أنه على الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على تاريخ التعاون الأفريقى متمثلا فى منظمة الوحدة الأفريقية ثم الاتحاد، لم تنجح القارة فى تحقيق ما تصبو إليه آمال الشعوب، موضحا أن شبح الجوع والمرض والأمية لا يزال يخيم على حياة الشعوب، وأنه بدلاً من الانخراط فى العمل الجاد والبناء تنخرط بعض الدول فى نزاعات قبلية أو حدودية، تمزق أوصال الدول وتفقدها خيرة أبناء القارة بكل ما يمثله من آمال واعدة. ليس ذلك فحسب فلقاء الرئيس السيسى، برئيس الوزراء الإثيوبى هيلى مريام ديسالين، على هامش أعمال الدورة 23 العادية للقمة الأفريقية المنعقدة بمالابو يؤكد أن مصر ماضية في علاقات متميزة مع دول القارة كانت تأثرات كثيرا وانقطعت أواصرها في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد محاولة الاغتيال، التي تعرض في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 26 يونيو 1995، كأول محاولة علنية يتعرض لها بعد 14 عاماً من توليه الحكم. وعاقب مبارك بشكل متعنت ومتسلط شعبه الذي لم يكن له يد في الحادث بقطع العلاقات مع شعوب ودول صديقة بالقارة حينها بسبب حادث فردي تعرض له. وتعود الواقعة عند وصول الوفد المصري لدي مؤتمر القمة الأفريقية عام 1995 إلى العاصمة الإثيوبية حينها تمت مراسم الاستقبال الرسمي في المطار، حيث كان رئيس الوزراء حينها مليس زيناوي، على رأس المستقبلين، ورحب بمبارك وودعه إلى السيارة التي تقله إلى مقر المؤتمر، وأثناء سير الموكب المقل للوفد تعرضت بعض سياراته لطلقات من أسلحة نارية يحملها بعض الأفراد وسارعت قوة الحراسة المصرية المصاحبة للوفد بالرد على الهجوم الإرهابي، وتمكنت من إصابة ثلاثة من المهاجمين لقي اثنان منهم مصرعهما.