جدل ونقاش حاد واختلافات فى وجهات النظر فى الندوة التى أعقبت عرض الفيلم الروائى القصير "واحدة 25" بسينما الهناجر بدار الأوبرا أمس، واختلف الحضور حول الرسالة التى يريد الفيلم طرحها على الجمهور للمناقشة. ورأى بعض الحضور أن الفيلم ينقل صورة سوداوية قاتمة تؤكد وفاة الثورة ودخولها نفقًا مظلمًا، والبعض الآخر يرى الفيلم يتلامس مع الواقع ويؤكد فكرة الاختلافات والانقسامات فى المجتمع التى من شأنها أن تؤدى لكوارث. حضر العرض الخاص للفيلم والندوة عدد من النقاد والفنانين والسياسيين، منهم الفنانة الليبية خدوجة صبرى والدكتور أحمد سخسوخ والفنانة حنان عطية والفنان باسم شريف والمحامى خالد على والإعلاميان شيرين الدسوقى المذيعة براديو القاهرة الكبرى والكاتب الصحفى خالد حمدالله، بالإضافة لحضور أسرة عمل الفيلم المخرج رامى نصيف والمؤلف الليبى أنيس بوجوارى والمنتج مجدى أبو سنة وأبطال العمل إيمان أيوب وجمال عبد الناصر وأشرف أمين وأشرف فؤاد. بدأ العرض الخاص للفيلم فى السادسة مساء فى الهناجر بالأوبرا، وأعقب عرض الفيلم الذى استمر 13 دقيقة ندوة لصناع العمل أدارها الناقد الفنى ياقوت الديب، والتى شملت نقاشًا حول القضية التى طرحها الفيلم، وهى قضية الانقسام الذى أصاب فئات الشعب المصرى المختلفة عقب ثورة 25 يناير، من خلال عرض قصة "ندى" التى تجسدها إيمان أيوب، وهى تمثل الأفكار الوسطية الموجودة لدى أغلبية الشعب المصرى، وأصدقائها الثلاثة الذين يمثلون التيار الإخوانى والرأس مالى والثورى الذين جاءوا للاحتفال بيوم مولدها، وأدى اختلاف آرائهم وحالة الإحباط التى يعيشونها بسبب عدم تحقيق ثورة 25 يناير لأهدافها التى كانوا يطالبون بها فى الميدان إلى قتل ندى التى تمثل التيار الوسطى فى النهاية. وقالت الفنانة إيمان أيوب إنها سعيدة بالمشاركة فى فيلم يحمل رسالة هادفة مفادها أن الاختلاف والتناحر يؤدى للهلاك فى النهاية، موضحة أنها عندما قرأت السيناريو لأول مرة "بكت"، لأن السيناريو يعبر عن الحالة المصرية الحقيقية التى كانت موجودة فى الشارع، والتى راح ضحيتها الكثيرون. وقال جمال عبد الناصر إنه يحب المشاركة فى الأفلام الروائية القصيرة لأنها تبعد عن النمط التجارى المعروف، والذى أصبح سمة السينما المصرية هذه الأيام، مشيرًا إلى أن اسم الفيلم تغير من "سيجارة" إلى "واحدة 25"، لأن أسرة العمل وجدت أن اسم "سيجارة" أصبح متداولاً، وقد يتسبب الاسم فى مشكلة لدى صناع لعمل عند عرضه فى المهرجانات المختلفة. وقال المخرج رامى نصيف إن الفيلم استغرق تصويره يومًا واحدًا فقط، مشيرًا إلى أن المشاركين بالعمل لم يتقاضوا أجورًا نظير مشاركتهم، ولكن جمعتهم فكرة الفيلم الجيدة والحماس لتنفيذ عمل سينمائى يفيد الناس، ويوصل رسالة مهمة لهم. وطالب أشرف أمين، المهتمين بالسينما، بدعم السينما المستقلة لأنها تحمل فكرًا مختلفًا وطابعًا مميزًا، وتناقش أفكارًا مهمة قد يغفل عنها صناع السينما المتمرسون، مشيرًا إلى أنه من الممكن عمل برنامج لعرض الأفلام القصيرة واستضافة ناقد فنى يقوم بالتعليق على الأفلام. وأكد أشرف فؤاد على أهمية التجربة وشكر جمعية السينمائيين المستقلين التى دعمت الفيلم، مشيرًا إلى أن الفيلم سوف يشارك فى أكثر من مهرجان دولى خلال الفترة المقبلة. تحدث خلال الندوة الدكتور أحمد سخسوخ الذى أكد على أهمية رسالة الفيلم وأهمية تلك النوعية من الأفلام التى تحمل رؤى مختلفة وبعيدة عن النمطية والتجارية التى اجتاحت السينما المصرية، وأعطى الدكتور سخسوخ لمحة عن التيار السينمائى المستقل الذى من المفترض أنه سيصنع سينما جيدة تتلامس مع الواقع وتقدمه بمنظور مختلف.