ذكرت صحيفة "يديعوت آحرونوت" العبرية، أن وزير الدفاع السابق "عبد الفتاح السيسي" يعلم أنه سيحقق الفوز الكاسح في انتخابات الرئاسة التي ستبدأ اليوم، ولكنه يخشى مقاطعة "الإخوان المسلمين"، ونسبة التصويت المنخفضة التي ستضر بشرعيته. "نجاح السيسي سيحسب إذا حقق أكثر من 50% من الأصوات". وقال "روعي قيس" في تقريره بالصحيفة: إن الاستطلاع الذي أجراه في الأيام الأخيرة المركز المصري لقياس الرأي العام يمنح وزير الدفاع السابق، المشير عبد الفتاح السيسي، 76% من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية التي ستجري يوم الاثنين والثلاثاء. وأضاف أنه في المقابل، يحظى مرشح اليسار حمدين صباحي بنسبة 2% فقط، مشيراً إلى أن هذه المعلومة تضاف بالفعل لمعلومات رسمية جاءت من جولة التصويت بالخارج، والتي حصل فيها السيسي على 94.52% من الأصوات. وتابع بأنه على خلفية تلك البيانات، يبدو أن المعركة الآن ليست ما سيبدو كفوز متوقع بالنسبة للجنرال، وإنما نسب التصويت التي ستكون مهمة جداً لإضفاء الشرعية على الفائز، لاسيما إذا كان السيسي. وأشار إلى أنه في محيط وزير الدفاع السابق، الذي قاد عملية عزل الرئيس المصري ورجل الإخوان المسلمين محمد مرسي، يتعين عليهم رغم كل ذلك القلق، فقد نشر هذا الأسبوع الزعيم الروحاني لتنظيم "الإخوان المسلمين"، الشيخ يوسف القرضاوي، فتوى تدعو لمقاطعة الانتخابات. وأضاف أن القرضاوي، الذي يقيم في قطر ومطلوب للعدالة بمصر، قال إن الانتخابات ليست شرعية نظراً لأن الرئيس من ناحية الإخوان المسلمين لازال محمد مرسي، مشيراً إلى أنه على خلفية الدعاوى للمقاطعة تكثف اللجنة العليا للانتخابات المصرية في تلك الأيام جهودها لمهمة منع المقاطعة، حيث ترددت في وسائل الإعلام المصرية تهديدات بتغريم من سيقاطع الانتخابات بدون مبرر بل ومحاكمته. وتابع بأنه بين التيارات العلمانية، التي لا تبث على نفس الموجة حملة السيسي، ترددت انتقادات لذلك الإجراء من قبل لجنة الانتخابات. وقال أحمد دراج، المسئول في حزب الدستور الذي أقامه رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقاً محمد البرادعي فإن هذه "محاولات لخطب ود النظام القادم وهو إجراء غير ديمقراطي". وقال زعيم في حزب "غد الثورة"، وصف التهديد بأنه يتعارض مع الدستور الجديد. وأشار الكاتب إلى أن السيسي من أجل الحصول على الشرعية المطلوبة سيتعين عليه اجتياز الحد الأدنى للتصويت، وكذلك الحد الأدنى لنسب التأييد بالانتخابات السابقة، لاسيما وأن هناك قطاعاً من الشعب المصري لازال يتمسك بشرعية الرئيس السابق. وأشار إلى أن أهم القطاعات المؤيدة للسيسي هي العلمانيين وحركة تمرد وحزب النور السلفي الذي يوفر الغطاء الإسلامي للسيسي مقابل أغلب التيارات الإسلامية الأخرى المؤيدة لمرسي، فضلاً عن الأقباط. وتابع بأن أكثر شيء قد يلعب في غير صالح السيسي هو المقاطعة والتصويت الاحتجاجي لقطاع كبير من التيارات الإسلامية، وعلى رأسها "الإخوان المسلمين"، فضلاً عن جزء من الفصائل العلمانية مثل حركة 6 أبريل التي شاركت في ثورة 25 يناير 2011 وأطاحت بنظام مبارك وكذلك المظاهرات ضد مرسي في الصيف الماضي، الأمر الذي من شأنه خفض نسبة التصويت بشكل كبير. وأضاف أن هناك مخاوف أخرى بين النظام من وقوع عمليات إرهابية واضطرابات دموية بمبادرة من الإخوان المسلمين ونشطاء الجهاد المتطرف، الأمر الذي من شأنه أن يدفع الناخبين للامتناع عن الوصول لصناديق الاقتراع، ومن ثم أعلنت الأجهزة الأمنية حالة الاستعداد القصوى لمنع أي حادث فردي يعكر صفو الانتخابات. واختتم الكاتب بأن السيسي في تلك المرحلة لا يظهر بشكل علني أمام الجمهور على ما يبدو خشية المساس به، الأمر الذي قد يؤثر بالسلب على تحميس مؤيديه وتشجعيهم على الوصول بجماهيرهم الحاشدة لصناديق الاقتراع، مشيراً إلى أن السيسي يدير حملته الانتخابية عبر وسائل الإعلام والحوارات التليفزيونية التي يتحدث فيها أيضاً باستفاضة عن محاولات اغتياله خلال الأشهر الماضية بعد عزل مرسي.