لم تخلو محافظة من محافظات صعيد مصر من الصراع القبلى والعائلى وانتشار الخصومات الثأرية التى لم تهدأ منذ زمن بعيد إلى الآن، بل وعلى النقيض فقد زادت هذه الخصومات بعد أحداث ثورة 25 يناير وانتشار الانفلات الأمنى بصورة مخيفة وانتشار الأسلحة النارية بصورة كبيرة فى يد الأهالى. ولا يخلو منزل بالصعيد من الأسحلة النارية أو الآلية، فالنسبة للرجل الصعيد يعتبر السلاح "عزوة" وقد يلجأ البعض فى معظم الأحيان إلى الاستدانة لشراء السلاح ولو على حساب أكله وشربه. ففى الصعيد تكثر الخلافات العائلية بين العائلة الواحدة والعائلات الأخرى ويزداد اللجوء إلى قتل النفس فى أبسط الأسباب وخاصة طبيعة الرجل الصعيدى العصبية التى تسيطر عليه ويلجأ إلى فعله الشيطانى بقتل النفس دون التفكير. فمحافظة سوهاج بصعيد مصر تزداد الخصومات الثأرية بين العائلات وأصبح التناحر القبلى كالماء والهواء ونزيف الدم لا ينقطع حتى أن فى بعض الأحيان لا تسمح العائلات المتخاصمة فى إشراك الجهات الأمنية فى حل مشكلاتهم ويلجأن فى بعض الأحيان إلى فيما يسمى ب"قعدة عرب" وفيها يحتكمون إلى أحد كبار العائلات أو القبيلة وفى الأحيان الأخرى يلجأون إلى الدم ولكن الأمن لا يقف مكتوفى الأيدى ومحاولة السيطرة على الوضع الأمنى والتدخل السريع لوقف إزهاق الأرواح. وفى الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية تتجدد الخصومات بما لا يشتهى الثأرُ، ففى دائرة مركز جهينة يسيطر البعد العائلي والقبلي على عملية التصويت وانتشار المشاحنات والتشاجر أمام اللجان وخاصة أن هذه الدائرة هى مسقط رأس الوزير الأسبق محمد نصر الدين علام وعضو مجلس الشعب الأسبق عن الحزب الوطنى الديمقراطى، ولذا لا ننسى أن فى الانتخابات الجارية يومى 26 ، و27 مايو ستشهد بعص الصراعات بين مؤيدى المرشحين عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي. وفى مركز طما شمال مدينة سوهاج تجد تمركز للجماعات الاسلامية، وجماعات الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى أعضاء من الحزب الوطنى السابقين وبعض من الخصومات الثأرية. كما تجد عدد كبير من جماعات الإخوان المحظورة فى مراكز طهطا والمراغة وساقلته، كما نرى تمركز الكتلة التصويتية من الأقباط فى دائرة مركز سوهاج وقسمى أول وثانى وخاصة لجنة الثانوية العسكرية بالمدينة وقربها من كنيسة مار جرجس أكبر كنيسة بالمحافظة. أما عن مركز دارالسلام فهى من أكثر المراكز سخونة فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لما لها من طبيعة خاصة، حيث من المتوقع عدم لجوء معظم سكانها وخاصة قريتي أولاد يحي وأولاد خليفة إلى التصويت فى الانتخابات وذلك لتجدد الخصومات الثأرية بين عائلات القريتين والتى راح خلالها عدد كبير من الضحايا والمصابين عقب ثورة 25 يناير وخاصة مابين عامى 2011 ،و 2014 . ففى العام الماضى قررت أجهزة الأمن بسوهاج، بالتعاون مع القوات المسلحة، فرض حظر التجوال داخل قريتي أولاد يحي وأولاد خليفة بمركز دار السلام، ابتداء من الساعة 9 مساء وحتى الساعة 9 صباحا، وطالبت أهالي القريتين بالالتزام بالقرار والاستجابة لمساعي الصلح المبذولة من جانب الأجهزة الأمنية وكبار العائلات والعمد والمشايخ بالمنطقة. حيث كانت الاشتباكات بين القريتين قد بدأت في أول أيام عيد الأضحى من العام الماضى، بسبب خلافات بين سائقي سيارات الأجرة بالقريتين على أولوية تحميل الركاب، وتطورت الأحداث إلى تبادل إطلاق النار بين الطرفين، ومحاصرة عائلات الهوارة بقرية أولاد يحي لأهالي قرية أولاد خليفة ومنعهم من الدخول أو الخروج. يذكر، أن القريتين ترتبطان بخصومة ثأرية منذ عامين في القضية رقم 5156 إداري المركز لسنة 2011، وما تبعها من اشتباكات مستمرة بين الجانبين منذ ذلك الحين، مما أسفر عن مصرع اثنين من عرب قرية أولاد خليفة، وآخر من هوارة قرية أولاد يحيى وإصابة 23 شخصاً من الجانبين. ثم جاءت الاشتباكات الأخيرة التى أسفرت عن مصرع اثنين آخرين، وإصابة 10 أفراد من الجانبين. كما شهد المركز نشوب اشتباكات بين عائلتى المناصرة والعمايرة بقرية البلابيش التابعة للمركز، كما دارت اشتباكات أخرى بين عائلتى الحبايشة وقورة، ما نتج عنه مقتل "عاطف الحبشى" مرشح مجلس الشعب السابق، وقامت عائلة قورة بإطلاق وابل من الرصاص عليه داخل سيارته الخاصة، مما أسفر عن وفاته في الحال. ولا تزال هذه الدائرة بؤرة أهتمام الاجهزه الامنية بمديرية أمن سوهاج لما لها من طبيعة خاصة لكثرة الاشتباكات وتجدد الاحداث الثأرية بها من وقت لاخر دون الخوف من العواقب الوخيمة التى تلاحقهم وتشريد بعض الاسر خارج المحافظة، حيث يرفع المتخاصمون شعار "لا صوت يعلو فوق صوت البندقية" ومن هنا تبذل الاجهزه الامنيه كل ما بوسعها للسيطرة على الاحداث ومحاولة الصلح بين الاطراف المتخاصمة. وفى تصريح خاص ل"بوابة الوفد" أكد اللواء أحمد شاهين مساعد مدير الامن حكمدار المديرية أن المديرية على استعداد تام لتأمين العملية الانتخابية، كما تم نشر عدد كبير من المدرعات والجنود وتشكيلات الامن المركزى أمام اللجان وخاصة اللجان الملتهبة منها لجان دائرة مركز دارالسلام. وعن عدد الضباط المشاركين فى التأمين أضاف أنه تم توزيع 10 آلاف ضابط وجندى منهم 1000 ضابط نظامى ومباحث ، و9 آلاف أمين شرطة وفرد أمن لتأمين 17 مقرا انتخابى رئيسى يضم 798 لجنة فرعية بالتعاون مع رجال القوات المسلحة، مشيرا الى أن عدد الناخبين 2 مليون و542 ألف و532 ناخب.