فى تاريخ السينما والفن بشكل عام هناك نوع من الفنانين لا تشعر بقيمتهم كما يجب إلا بعد رحيلهم من هؤلاء الفنان الراحل حسين الإمام الذى رحل عنا فجأة مساء أمس الأول عن عمر ناهز 63 عامًا بعد مشوار حافل مع السينما والغناء. منذ 40 عامًا، حسين الإمام سليل أسرة فنية عريقة وهو نجل مخرج الروائع الراحل حسن الإمام وبالتالى كان لدى حسين موهبة فطرية بحكم المنزل الفنى الذى عاش فيه واقترب من نجوم وعمالقة السينما فى عصرها الذهبى. دخل حسين الإمام المجال الفنى فى النصف الأول من السبعينيات عن طريق الموسيقى والغناء حيث سافر لأمريكا لدراسة الموسيقى وكون بعد ذلك فرقة موسيقية مع شقيقه مودى الإمام فى الثمانينيات، حيث كانت الفرق الموسيقية والغنائية سائدة فى تلك الفترة. وكانت الفرقة بعنوان طيبة. واثبتت وجودها تمامًا واشهر أغنانى الفرقة «أسوان»، و«شكلك متغيرش»، كما لحن حسين الإمام العديد من الأغنيات ذات طابع خاص منها «حت الحرارة» ليسرا و«استاكوزا» و«كابوريا» غناء الفنان الراحل أحمد زكى. شارك الفنان الراحل فى بطولة العديد من الافلام منها السكرية وبديعة مصابنى 1975. كابوريا، ديسكو ديسكو، كذلك فى الزمالك، ايس كريم فى جليم، استاكوزا، يا دنيا يا غرامى، التوت والنبوت، صمت الخرفان، حكايات الغريب، الوردة الحمراء المطاردة، لحظات انوثة، احكى يا شهرزاد، وآخر أفلامه واحد صفر. غلبت الروح المرحة والكوميدية على معظم أعماله، كما شارك فى بطولة عدد من المسلسلات منها الشارع الجديد، آدم وجميلة، ربيع الغضب، مزاج الخير، ويأتى النهار، انتهى من 90٪ من تصوير مسلسل كلام علي ورق مع هيفاء وهبى، اخراج محمد سامى. يذكر أن حسين الإمام كان من أوائل الفنانين الذين اتجهوا لتقديم البرامج الكوميدية وبرامج المقالب، أشهرها حسين على الهوا، منذ عدة سنوات وكانت برامجه شديدة الجاذبية حملت لونًا مختلفًا تمامًا فى شكل تقديم البرامج وفتح المجال بعد ذلك لكثير من الفنانين كان لحسين الإمام فلسفة خاصة فى الحياة. جعلته صديقًا للجميع. آخر كلماته قبل الرحيل أعيش فى قوقعة منفصلة حتي ابتعد عن الأزمات. أؤمن دائمًا بالتطور فى عالم الموسيقى والغناء. وأنا ضد الهجوم علي أوكا وأورتيجا علينا أن نعترف بالتطور فى عصر عبدالحليم حافظ وأم كلثوم، كان للغناء شكل ثابت تغير بعد ذلك، علينا أن نؤمن أن الدنيا تتطور كل عصر له سمات فى الموسيقى والغناء والتمثيل عملت فقط بالغناء مع محمد منير لأننى رأيت فيه لونًا جديدًا تمامًا. والدى اعطانى القدوة والمثل فى فن التمثيل. لا أنسى كلماته «قليل من الحوار كثير من التعبير بالنظر وحركات الجسد». تعلمت منه الكثير مما ساعدنى فى النجاح فى معظم الأعمال التى شاركت فيها فى التمثيل والغناء وحتي العمل الاعلامى. رحل حسين الإمام صانع البهجة بجسده وبقيت أعماله.