رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن استعراض العملاق الصيني لعضلاته لبسط سيطرته على روافد بحر الصينالجنوبي أدي إلى الاصطدام مع الدول المجاورة كفيتنام والفلبين- المستعدتان لوقف تقدم العملاق الصينى. وقالت المجلة الأمريكية في تقرير - أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس - إنه بعد أيام من تثبيت الصين منصة نفطية في المياه التي تزعم في أحقيتها كل من الصينوفيتنام قامت سفن البحرية الصينية بالاصطدام وإتلاف زورق دورية فيتنامية في المنطقة ولم يسمع دوي طلقات نيران بل استخدمت البحرية الصينية مدافع المياه لإجبار الزورق بالابتعاد عن المنطقة المحظورة التي فرضتها البحرية الصينية حول منصة البترول بحوالي ثلاثة أميال. وأضافت المجلة أن هذه الحادثة، وهي التصعيد الأخير في بؤرة توتر المتأججة بالفعل والمحتمل حدوث أي صراع فيها في أية لحظة، تؤكد نوايا الصين في استعدادها للدفاع عن مطالبها الإقليمية الطموحة. وقال خبراء في شؤون المنطقة تخاطر الصين بخلق تحالف من الدول الغاضبة في جنوب شرق آسيا المناؤين للمطالبات الإقليمية العدوانية لبكين. وقال مسؤولون في الشرطة الفيتنامية في مؤتمر صحفي عقد في هانوي " أرسلت البحرية الصينية وحرس الحدود سفن لمرافقة منصة النفط وللتفوق على القوات الفيتنامية هناك، ومن ثم هاجمت هذه السفن قواتنا". وتابعت المجلة الأمريكية أن الأمر لم يتوقف على ذلك فاستفزاز الصينلفيتنام للدخول فى صراع معها قد يعمل على تعقيد العلاقة بين بكين وموسكو لتوثيق الأخيرة علاقاتها مع فيتنام مؤخرا في حركة لأخذ الحيطة من التوسع الصيني في جنوب شرق آسيا ولما لروسيا من علاقات مع فيتنمام حيث ستقوم بتمويل بناء مفاعلات نووية جديدة في فيتنام، والتي سوف تربط البلدين معا في مجال الطاقة على مدى عقود. واستطردت المجلة قائلة، عقدت هانوي صفقة أسلحة مؤخر لاقتناء ستة غوصات روسية من طراز "كيلو" الحديثة – الأمر الذي يعني إعطاء فيتنام مزيد من الدعم البحري للتعامل مع البحرية الصينية المتنامية وكانت روسيا قبل ذلك قد باعت لفيتنام عدد من السفن الحربية الأخرى، بما في ذلك فرقاطات وزوارق صغيرة. وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن هذا التحرك ينظر إليه على أنه جزء من محاولة منسقة لروسيا لإعادة بناء نفوذها في المنطقة ورصد التوسع الصيني في آسيا لما للصين وروسيا من تنافس جيوسياسي حاد لسنوات عدة على طول حدودهما الضخمة، وتزايد النفوذ الصيني في وسط وجنوب شرق آسيا الأمر الذي أثار قلق روسيا لتنمامي هيمنتها في آسيا. وقالت المجلة إن من ضمن التصادمات الجديدة التي وقعت يومي السبت والأحد الماضيين بين الجانبين حينما أبحرت زوارق دورية فيتنامية إلى منطقة بحر الصينالجنوبي حوالي 140 كيلومتر قبالة الساحل الفيتنامي، والتي تقع في المياه التي تدعي بأحقتها أيضا بكين، احتجاجا على وصول أول منصة نفطية ضخمة صينية التي تدعي " هاييانغ شيو 981" والتي تقدر بمليار دولار في بحر الصينالجنوبي.