حكومة المهندس إبراهيم محلب حكومة «أفعال لا أقوال»، وعندما يذهب بنفسه إلى أفريقيا فهو يعلم أنها الامتداد الطبيعى لمصر وأن السوق الأفريقية واعدة، وأن التقارب مع الأشقاء الأفارقة يحقق بعداً اقتصادياً كبيراً إلى جانب البعد السياسى. ويعلم المهندس عاطف حلمى، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن أفريقيا هى المستقبل وأن هذه السوق البكر متعطشة تماماً للتكنولوجيا، وأن مصر أولى بهذه السوق ولابد من التواجد المكثف بشركات عملاقة وأحلام عريضة للاستثمار فى أفريقيا فى مجال البرمجيات والاتصالات. ونادينا هنا كثيراً بضرورة الاهتمام بصناعة البرمجيات ودعم الشركات العاملة فى هذا المجال وغزو السوق الأفريقية والتعرف على احتياجاتها وأن مصر مؤهلة لتكون مركزاً عالمياً فى صناعة البرمجيات والإنترنت والتكنولوجيا. فقد مللنا تكرار أقوال: إن مصر هى بوابة أفريقيا وقلبها النابض وأن أفريقيا هى امتداد طبيعى لمصر ولا شىء كان يتحقق على الأرض، ولكن المهندس إبراهيم محلب لأنه رجل عملى لا يجلس فى مكتبه ويطلق الشعارات والتصريحات، ولكنه يذهب مباشرة إلى حيث يريد فقد استبشرنا خيراً. وكان المهندس عاطف حلمى، وزير الاتصالات، قد تنبه إلى أهمية أفريقيا لمصر من الناحيتين الاقتصادية والسياسية فكان أن أعلن الوزير من قبل دخول الشركات المصرية العاملة فى مجال التكنولوجيا والاتصالات إليها مباشرة ودراسة هذه الأسواق ومتطلباتها وقامت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» بمبادرات عملاقة بقيادة المهندس حسين الجريتلى، الرجل الذى يؤمن بأن مستقبل مصر فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأن أفريقيا هى أمل مصر، وبالفعل تبنت «إيتيدا» إعادة تنفيذ برنامج دعم صادرات الشركات المصرية لمدة عام كامل وإعادة البرنامج فى حالة نجاحه بتكلفة 40 مليون جنيه مبادرة الذهاب إلى أفريقيا بتكلفة 5970000 والأهم الحصول على تقارير وبيانات عن الأسواق المختلفة. إلى جانب مبادرات لدعم تواصل الشركات المحلية مع الأسواق الخارجية ودعم الصادرات ومبادرات لدعم تنمية قدرات الشركات المحلية وتنمية طلب السوق المحلية ومبادرات بدء تفعيل المناطق التكنولوجية ومبادرات لدعم وتنمية استخدام التوقيع الإلكترونى ومبادرات تطوير صناعة التعهيد، والعمل على إعادة مصر إلى المراكز العالمية فى هذه الصناعة، ودعم الاستثمار الأجنبى فى مصر لفتح فرص عمل جديدة للشباب المصرى والإعلان عن الشكل الجديد لبرنامج تطوير قواعد قبول الشركات فى برنامج المشاركات الفردية لدعم الشركات المحلية لزيادة الصادرات بتكلفة 5 ملايين جنيه والتعاون مع شركة IDC لتنظيم وإقامة المنتدى الإقليمى للشركة بمصر، ومشروع تفعيل تطوير المنتجات المصرية للشركات متناهية الصغر والصغيرة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بقيمة 20 مليوناً. والتعاون من أجل التوظيف للمرأة فى قطاع تكنولوجيا المعلومات بتكلفة 1800000 جنيه مصرى. إعادة عرض تصميم وتنفيذ الإطار العام وسجل المهارات والمواهب العاملة فى مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT Talent Pool Skills Matrix Registry بتكلفة 6 ملايين جنيه. وإذا كنا هنا ندعم ونشيد بدور وزارة الاتصالات ممثلة فى «إيتيدا»، فإن هذا لا يكفى أبداً ولابد من طفرة هائلة فى مجال صناعة البرمجيات وغزو السوق الأفريقية بقوة فلا يمكن أن نرضى بغير الريادة ولا يمكن أن نتتظر حتى تضيع السوق الأفريقية وهناك من يتربص، فالمنافسة شرسة والمكاسب أكبر بكثير مما يتصور أحد، ليست على المستويين الاقتصادى والاجتماعى وتوظيف شبابنا فقط وإنما الأخطر على المستوى السياسى، فمصر كانت دائماً فى قلب أفريقيا ولابد أن تعود ويكفى كل الذى ضاع فى عصور الهوان والجهل والتخلف والتخبط. وإذا عرفنا أن الإحصائيات تشير إلى أن السوق الأفريقية تنتظر استثمارات لا تقل عن 54 مليار دولار فى مجال الاتصالات والتكنولوجيا فقط خلال السنوات العشر المقبلة، فلا يمكن أن نترك هذه التورتة تذهب إلى شركات أجنبية أخرى وألا نكون قد فرطنا مرة أخرى كما فرط الذين من قبلنا.