طالب مجموعة من الخبراء السياسيين دولة قطر بالالتزام باتفاقية المصالحة التى وقعها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى أثناء اجتماعهم بالرياض لتحقيق المصالحة بين دول الخليج بعد سحب الإمارات والسعودية والبحرين سفرائهم من قطر فى مارس الماضى. وقال السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق إن كل الدول العربية كانت تسعى لإعادة دولة قطر للمنظومة العربية بعدما سببت لها أضرارًا كثيرة، مشيرًا إلى أن ما يتردد حاليًا من توقيع اتفاقية مصالحة خليجية خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى بالرياض، هو مجرد إعادة الوئام للمنظومة الخليجية. وأضاف وزير الخارجية الأسبق فى تصريحات ل"بوابة الوفد" أن ذلك قد يكون موقفًا تكتيكيًا من جانب قطر، من أجل مرور القمة الخليجية بسلام، وامتصاص الغضب العربى، لافتًا إلى أن لديه بعض الشكوك فى مدى التزام قطر ببنود هذه الاتفاقية. وأشار "العرابى" إلى أن الإخوان سوف يتأثرون نتيجة هذه الاتفاقية، ولكن سيكون تأثيرًا جزئيًا؛ لأنهم لا يعتمدون فقط على قطر، ولكن على تركيا والتنظيم الدولى وإيران. فيما قال رفعت السعيد رئيس حزب التجمع السابق إن مصر لا تستطيع منع دول الخليج من عقد اتفاقية صلح خليجية مع قطر، مشيرًا إلى أننا لم نطلب من دول الخليج قطع علاقاتها مع قطر، ولكن طلبنا منها أن تضغط عليها لتتخذ موقفًا متوازنًا تجاه الثورة المصرية. وأضاف "السعيد" أن التصالح مع قطر بالتأكيد سيكون فى مصلحة مصر، مشيرًا فى الوقت نفسه إلى أن قطر لن تلتزم بالاتفاقية إلا إذا أعطتها الولاياتالمتحدةالأمريكية الإشارة بذلك قائلاً "قطر تتبع التعليمات الأمريكية، وإذا أرادت أمريكا ذلك ستوافق وتلتزم". من جانبه قال شهاب وجيه المتحدث الرسمى باسم حزب المصريين الأحرار أن الأزمة الخليجية القطرية مرتبطة بالتدخل القطرى فى أمن المنطقة فى الفترة السابقة، مشيرًا إلى أن دول الخليج إذا استطاعت إقناع قطر بالرجوع عما هى عليه والعودة إلى المنظومة العربية مرة أخرى سيكون شيئًا جيدًا. وأضاف وجيه أن ما يتردد من أنباء عن توقيع وزراء دول التعاون الخليجى اتفاقية صلح خليجية مع قطر سيكون فى مصلحة مصر، لافتًا إلى ضرورة التزام قطر بهذه الاتفاقية قائلاً "نتمنى أن تلتزم قطر بالإجماع العربى". وأشار المتحدث باسم حزب "المصريين الأحرار" إلى أن الإخوان بذلك سيواجهون أزمة كبيرة فى حالة التزام قطر بالاتفاقية؛ لأنهم سيواجهون فى هذه الحالة أزمة عربية وأزمة أوروبية، ولن يتبقى أمامهم إلا تركيا. كانت مصادر خليجية رفيعة المستوى قد أكدت توقيع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجى أثناء اجتماعهم فى الرياض اتفاقية صلح خليجية تتضمن بنودها طرد قطر 15 عضوًا من الإخوان, من مواطنى مجلس التعاون، ويقيمون فى الدوحة، خمسة منهم إماراتيون، وبينهم سعوديان، والبقية من البحرين واليمن، وموافقة قطر على شرط يتعلق بإنهاء هجوم محطة "الجزيرة" على السعودية والإمارات ومصر، وتجنب الإشارة إلى ما يحدث فى مصر باعتباره "انقلابًا عسكريًا"، والعمل على منع المعارضين المصريين الموجودين فى قطر من اعتلاء المنابر القطرية الإعلامية الداخلية والخارجية، ووقف دعم قطر ل"الإخوان" وحيادها فى الأسابيع القليلة المقبلة إزاء ما يحدث فى مصر، ووقف التحريض على المشير عبدالفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة.
