ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن "وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى يدفع، وبسبب الإحباط من الوضع المتأزم والجمود فى سوريا، من أجل نهج أكثر قوة من جانب الجيش الأمريكى فى دعم قوات المعارضة هناك، بيد أن الاعتراض على هذا الأمر يأتى من مؤسسة هى التى يمكن أن تقود أى جهد من هذا القبيل، وهى وزارة الدفاع الأمريكيةالبنتاجون". وأوضحت الصحيفة فى سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكترونى أن كيرى والسفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سامانثا باور دافعا عن خيارات تندرج من تدخل عسكرى أمريكى لإضعاف نظام الرئيس السورى بشار الأسد إلى استخدام قوات عمليات خاصة أمريكية فى تدريب عدد كبير من مقاتلى المعارضة وتجهيزهم بالمعدات، وهو ما يذهب إلى أبعد من الأسلوب الذى تنتهجه الولاياتالمتحدة حاليًا بكثير. ونقلت الصحيفة عن مسئولين كبار قولهم إن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسى ووزير الدفاع تشاك هاجل عارضا فى الاجتماعات الأخيرة التى عقدت بالبيت الأبيض التدخل العسكرى، محذرين من الخطر الكبير للانجرار إلى تورط خارجى نهايته غير معلومة. واتفق الجانبان على ضرورة عمل برنامج موسع لتدريب وإعداد المعارضين السوريين المعتدلين،إلا أن البنتاجون يخشى أن يوقف نظام الأسد التعاون بشأن نقل الأسلحة الكيماوية لخارج سوريا فى حالة بدء التدريب العسكرى الآن. ووفقًا للمسئولين فإن كيرى وافق على التأجيل. ويشير المسئولون فى كلا الجانبين إلى أن الخلاف بين وزارة خارجية أمريكية متشددة ووزارة دفاع أمريكية مسالمة فى التعامل مع هذه القضية، يعد أحدث فصول نقاش مثير للمتاعب ومستمر منذ ثلاثة أعوام داخل الإدارة الأمريكية حول سوريا. وبحسب مسئول كبير فى الإدارة الأمريكية، فإن المستشارين الكبار للرئيس الأمريكى باراك أوباما للأمن القومى، دعموا مقترح التدريب من حيث المبدأ فى "توصية بالإجماع" منهم، غير أن موقف أوباما ليس واضحًا. كانت سوريا قد غرقت فى الفوضى فى عام 2011 مع تحول الاحتجاجات الشعبية إلى حرب أهلية واسعة، أدت إلى حدوث فوضى متشعبة أجهزت على حياة أكثر من 160 ألف شخص ودفعت إلى مطالبات من الداخل والخارج لإدارة أوباما من أجل التدخل. وكان البيت الأبيض درس العام الماضى توجيه ضربات عسكرية ردًا على استخدام النظام للأسلحة الكيماوية، وعدل عن ذلك عندما وافق الأسد على التخلى عن تلك الذخيرة. ووفقًا لصناع كبار للقرار السياسى فإن الخلاف يشبه نقاشات إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون حول النزاع فى البوسنة قبل عقدين، فآنذاك أعربت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، مادلين أولبرايت، عن الإحباط للبنتاجون متمثلاً فى الجنرال كولن باول رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية حينها.