طالبت سيدة روسية تقيم فى غزة، الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بضم القطاع لروسيا، ولقيت تلك الدعوة الساخرة صدى واسعا عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية. وجاء فى الخبر الذى تناولته وسائل إعلام عديدة "إن 50 ألف روسى يقيمون فى غزة، طالبوا بوتين بضم غزةلروسيا، على غرار إقليم "القرم"، بهدف رفع الحصار عنها، وأظهر تقارير أن الأمر لا يعدو أكثر من دعابة سياسية ساخرة، انطلقت بسبب مرارة الواقع الاقتصادى والإنسانى فى غزة. قال رمزى رجب فلسطينى حاصل على الجنسية الروسية: "إن ما يشاع عن مطالب الروس بغزة، بضمها إلى روسيا، ليس سوى "سخرية سياسية"، تكشف حجم المرارة، والمعاناة التى يعيشها سكان قطاع غزة. وأضاف: "هذه سخرية من الواقع، لعّل العالم فى الخارج ينظر إلى غزة، فهى الآن مهمشّة سياسيا، واقتصاديا". وتقول روسية تزوجت من فلسطينى وتقيم فى غزة: "إن هذه الدعوات مجرد خيال ولا يمكن لها أن تتحقق"، وذكرت إنّها وصديقاتها الروسيات المقيمات فى غزة، يُطلٌقن هذه الدعوة ك"نكتة". وتابعت بلكنة عربية ركيكة: "نحن نقول أمام هذا الحصار فليضموا غزة إلى كوكب المريخ، المهم أن يتعاملوا معها بإنسانية". يتواجد فى قطاع غزة عدد غير محدد من النساء الروسيات، قدمن إليه برفقة أزواجهن الفلسطينيين، الذين ارتبطوا بهن خلال دراستهم فى تلك الدولة، كما حصل العديد من الفلسطينيين على الجنسية الروسية، عقب زواجهم من روسيات، وعملهم هناك، لكن الحصول على رقم محدد لأعداد الروس، والحاصلين على الجنسية الروسية، المقيمين فى غزة، صعب للغاية، حيث لا تتوفر إحصائيات حول هذا الأمر لدى الحكومة، أو لدى المؤسسات الأهلية، ويؤكد بعض الحاصلين على الجنسية الروسية، أن العدد لا يتجاوز العشرات أو المئات على أعلى تقدير، مستبعدين تماما صحة الرقم الذى تداولته بعض وسائل الإعلام، والذى تحدث عن وجود 50 ألف فلسطينى، حاصلون على الجنسية. كان موقع إذاعة "صوت روسيا" قد أشار إلى نية ناشطين طرح فكرة إجراء استفتاء فى قطاع غزة لبحث إمكانية ضمه إلى روسيا، وقال الموقع إن القطاع يضم 50 ألف روسى، معظمهم من النساء اللواتى تزوجن من فلسطينيين ولكنهن حافظن على جوازات سفرهن الروسية. وتؤكد طبيبة روسية تقيم فى غزة أن الأمر لا يعدو كونه "مزحة سياسية"، وأضافت بصوت ساخر "كم هى المسافة بين روسيا والقطاع، هذه الطرفة أطلقتها مواطنة روسية مقيمة فى غزة، وجميعنا كروسيات نطلقها من باب الدعابة، لكى ينظر العالم إلى القطاع المحاصر بعين الشفقة والرحمة". ويصف "حسن عبدو" الكاتب الفلسطينى هذه الدعوات ب"الأفكار الخيالية"، وقال عبدو (الباحث فى مركز فلسطين للدراسات والبحوث) إنّ انضمام غزة إلى روسيا كما هو الحال مع إقليم القرم، مستحيل من كافة النواحى السياسية والجغرافية. وتابع: "القرم موضوع آخر ومختلف، والحديث عن ضم غزة يأتى هنا من باب السخرية والطرفة، ولفت الأنظار إلى واقع القطاع الصعب وكونّه منطقة لم تعد تصلح للحياة"، ويخضع قطاع غزة لحصار فرضته إسرائيل منذ فوز حركة "حماس" فى الانتخابات التشريعية عام 2006 وشددته عقب سيطرة الحركة على قطاع غزة فى صيف العام 2007.