يقول تقرير تكاليف الحروب الذي أعده معهد واطسون للدراسات الدولية التابع لجامعة براون إن إجمالي التكاليف سيكون 3.7 تريليون دولار على الأقل وقد يصل حتى إلى 4.4 تريليون دولار. وفي السنوات العشر التي مضت منذ توجه القوات الأمريكية إلى أفغاستان للقضاء على زعماء تنظيم القاعدة الذين اتهموا بأنهم مسئولون عن هجمات 11 من سبتمبر أيلول عام 2001 على الولاياتالمتحدة بلغ الإنفاق على الحروب ما بين 2.3 تريليون دولار و2.7 تريليون دولار. وستظل هذه الأرقام في ارتفاع عندما نأخذ في الحسبان تكاليف عادة ما لا يجري الالتفات إليها مثل الالتزامات على المدى الطويل تجاه جرحى المحاربين القدامى والإنفاق الحربي المتوقع من عام 2012 وحتى 2020 . ولا تشمل التقديرات تريليون دولار أخرى على الأقل من مدفوعات فوائد مستحقة ومليارات أخرى من الدولارات من التكاليف التي لا يمكن إحصاؤها كما ورد في الدراسة. ويقول البيت الابيض إن المبالغ الإجمالية التي تم تخصيصها للانشطة المتصلة بالحرب لوزارة الدفاع والمخابرات ووزارة الخارجية منذ عام 2001 تبلغ حوالي 1.3 تريليون دولار وسوف ترتفع الى قرابة 1.4 تريليون دولار في عام 2012. أما بالنسبة للتكلفة البشرية فقد لقي ما بين 224 ألف شخص و258 ألفا حتفهم مباشرة من جراء الحرب منهم 125 ألف مدني في العراق. ولقيت أعداد أخرى كثيرة حتفها نتيجة الافتقار لمياه الشرب النظيفة والرعاية الصحية والتغذية. وأصيب 365 ألف شخص بجراح وأصبح 7.8 مليون بلا مأوى. وشارك في دراسة (تكاليف الحروب) أكثر من 20 أكاديميا للكشف عن تكلفة الحرب البشرية والمادية وهي مهمة مضنية نظرا لعدم اتساق السجلات التي تتحدث عن القتلى والجرحى وما سماه التقرير سجلات مبهمة وغير متقنة للحسابات من الكونجرس الأمريكي ووزارة الدفاع. ويبرز التقرير المدى الذي ستظل فيه الحرب تشكل مزيدا من الضغط على الميزانية الاتحادية الامريكية التي تعاني بالفعل من مسار صعب نتيجة ارتفاع أعمار سكان الولاياتالمتحدة والتكلفة الباهظة للرعاية الصحية. ويقيم بصورة أو بأخرى تكلفة هجمات 11 من سبتمبر، لقد أنفق 19 خاطفا إلى جانب متآمرين آخرين من تنظيم القاعدة ما بين 400 ألف دولار و500 ألف دولار على الهجمات التي نفذت بطائرات مخطوفة وأسفرت عن سقوط 2995 قتيلا وسببت خسائر في الاقتصاد تقدر بما بين 50 مليار دولار و100 مليار دولار. ومن الناحية الاقتصادية جاءت النتائج أيضا مختلطة، إذ قال التقرير إن الإنفاق على الحرب ربما يضيف نصف نقطة مئوية سنويا على النمو في الناتج المحلي الإجمالي لكن ذلك قابله الآثار السلبية للاقتراض حتى يتسنى الإنفاق على الحروب. وكشف التقرير ان وزارة الدفاع حصلت على ما بين 326 مليار دولار و 652 مليار دولار بالإضافة إلى ما يمكن وصفه بأنه مخصصات الحرب. وبلغ إجمالي الإنفاق على الأمن الداخلي 401 مليار دولار حتى الآن يمكن ربطها بهجمات سبتمبر، أما المساعدات الاجنبية المتعلقة بالحروب فتصل إلى 74 مليار دولار أخرى. وهناك أيضا رعاية المحاربين القدامى التي بلغت 32.6 مليار دولار حتى الآن.
