تحت عنوان "مصر بين الإعدام والدولة العميقة"، خصصت صحيفة "جارديان" البريطانية افتتاحيتها اليوم الثلاثاء لحكم الإعدام الصادر ضد 529 من أنصار الإخوان، وقالت الصحيفة إن الحكم أصاب الثوريين الذين ابتهجوا بثورتهم وأولئك ممن يرسمون لمصر طريقاً ديمقراطياً ب"القشعريرة". واستهلت الصحيفة افتتاحيتها، الرافضة تماماً لهذا الحكم، قائلة: عدد المتهمين فى حد ذاته يجعل الحكم الذى صدر من إحدى محاكم المنيا فى صعيد مصر "صاعقاً ومربكاً". وجهت المحكمة اتهامات للمتهمين بقتل رجل شرطة، وتم صدور الحكم بعد انعقاد الجلسات مرتين فقط، حتى أنه صدر حكم غيابى على أكثر المتهمين ودون أن يُسمح لهم بالدفاع عن أنفسهم، ولكن من المتوقع تخفيف هذا الحكم فى الجلسات المقبلة. لفتت الصحيفة إلى اكتظاظ السجون المصرية بالمعتقلين السياسيين الذين وصلوا، وفقاً لتقديرات الحكومة، إلى حوالى 16 ألف سجين، أغلبهم من أنصار جماعة الإخوان الإرهابية، منذ عزل الرئيس الإخوانى "محمد مرسى" فى يوليو الماضى. قالت الصحيفة: يبدو أن هذا الحكم هو علامة على تحيز بعض أعضاء السلطة القضائية لحملة القمع السياسى ضد معارضى السلطة – وفقاً لما قالته الصحفية. تابعت الصحيفة قائلة: "يرجع ذلك إلى شعور التهديد الذى ينتاب القضاء من نظام مرسى، الذى حشد أنصاره ضد مؤسسات الدولة العميقة من البيروقراطيين الذين يعملون فى الخفاء منذ الإطاحة بصانعهم الديكتاتور المخلوع "حسنى مبارك". انتقدت الصحيفة القاضى الذى أصدر الحكم، قائلة: "إذا كان يعتقد هذا القاضى أنه بذلك الحكم سيساعد المشير "عبدالفتاح السيسى"، وزير الدفاع، فى تكميم أفواه معارضيه، لكنه بحكمه الجاهل هذا لن يساعد إلا فى إدخال البلاد فى أزمات أعمق وأشد".