أكدت مجلة أتلانتك الأمريكية، فى تقرير، أن إدارة الرئيس باراك أوباما تضغط على الصحفى جيمس رايزن، مراسل جريدة نيويورك تايمز، إلى حد تهديده بالسجن لإجباره على الكشف عن مصادره التى حقق من خلالها سبقه الصحفى فى عام 2006 عن أخطاء الاستخبارات الأمريكية فى إيران. ورجحت المجلة احتمالية تعرض رايزن للسجن، إذا رفض الكشف عن مصادره، وهو ما فشلت فيه الإدارة السابقة، على الرغم من أن حملاته الصحفية عليها، كان لها دور كبير فى خروج الجمهوريين من البيت الأبيض، ودخول أوباما، الذى كان يبدى إعجابه برايزن فى البداية. وأوضحت المجلة، أن بروز باراك أوباما فى المشهد السياسى الوطنى كان مرتبطاً بانتقاده لإدارة بوش بسبب مزاعمها الخاطئة عن وجود أسلحة دمار شامل فى العراق وتعذيبها المعتقلين وبرنامجها غير القانونى للتجسس على المواطنين الأمريكيين، وهى الأخطاء التى كان لرايزن فضل الكشف عنها جميعاً. وتوصل جيمس رايزن فى 2004 أن الاستخبارات الأمريكية قد فشلت فى إبلاغ الرئيس بوش عن أقارب العلماء العراقيين الذين أقسموا أن الدولة قد تخلت عن برنامجها للأسلحة، كما أنه أول من كشف فى نفس العام عن أن الاستخبارات الأمريكية كانت تعذب المساجين بإغراقهم بالماء فى العراق، وقد كانت هذه النجاحات، بالإضافة إلى كشفه عن برنامج الأمن الوطنى السرى للتجسس على المواطنين، وراء ترشيحه لجائزة بوليتزر فى الصحافة عام 2005، وحصوله عليها. ونتيجة لذلك، حاولت إدارة بوش التنصت على مكالمات رايزن ونصب الفخاخ له حتى يتمكنوا من سجنه بسبب فضحه لكبار المسئولين فى تلك الإدارة، وقد قال رايزن فى شهادته الأسبوع الماضى فى محكمة فيرجينيا: "عرفت من مصدر موثوق أن نائب الرئيس السابق ديك تشينى قد ضغط على وزارة العدل لاستهدافى شخصياً، لأنه كان غير راض عما أقوم بكشفه وكان يريد سجنى". وفى 2006 حول رايزن مقالاته الصحفية إلى كتاب بعنوان: حالة الحرب.. التاريخ السرى للاستخبارات الأمريكية وإدارة بوش، وفى الكتاب فصل يعنينا هنا، كما تقول المجلة، وهو التاسع. وقد كان هذا الفصل يحكى عن "عملية ميرلين"، وهى عملية استخباراتية فى 2002 أثناء إدارة بوش، وكان الغرض منها تعطيل أنشطة إيران الساعية إلى تطوير برامج الأسلحة النووية، وكانت العملية تهدف إلى دفع عالم روسى إلى تزويد المسئولين الإيرانيين بمخططات نووية خاطئة ومن ثم لا تستطيع إيران التوصل إلى صنع أسلحة نووية، لكن العالم الروسى أخبرهم أن الأمر مكشوف ويمكنهم التعرف على الأخطاء بسرعة، لكن الاستخبارات أصرت على أن يمضى قدماً فى ذلك وفشلت العملية. وفى 24 يناير 2008، قامت إدارة بوش بتحويل رايزن إلى المحاكمة ليكشف عن مصادره التى كتب من خلالها هذا الفصل، ولأنه صحفى محترم، كما تقول الجريدة، فقد فضل السجن على الكشف عن مصادره، وقد أكد رايزن أن الأمر استمر بل وبصورة أسوأ فى عهد أوباما لأنه يريد إخراس حرية الصحافة، وقد تم استدعاؤه مرة ثانية للمحكمة فى إبريل 2010 وتم الضغط على من زعموا أنه مصدره فى الاستخبارات الأمريكية فى 6 يناير 2011 وهو العميل جيفرى ستيرلينج الذى وجهت إليه تهمة تسريب معلومات سرية. وقد اختتم رايزن بقوله، إنه لن يتخلى عن مصادره ولن يفصح عن أسمائهم ولو حتى كلفه الأمر دخول السجن إذ لولاهم ما حقق كل هذا المجد الصحفى وكتبه التى فازت بالجوائز ومقالاته التى بوأته أعلى المواقع. ويتذكر رايزن أن ديك تشينى هو الذى تصلب فى الأمر، وطالب بتنفيذ القوانين التى تعاقب تسريب المعلومات السرية لأنها أداة حيوية للحرب على الإرهاب، لكن رايزن يقول إنه بفضل كشفه لأخطاء بوش تبوأ أوباما موقعه ولو كان بوش قد نجح فى إخفاء حالات التعذيب وقتل وانتهاك أعراض المعتقلين فى سجن أبو غريب والتجسس على الأمريكيين والاستخبارات الفاشلة التى أدت إلى حرب العراق وغيرها لما استطاع أوباما الوصول إلى الحكم، ولظل الجمهوريون فى البيت الأبيض.