ينشغل الفلسطينيون بحل مشكلاتهم السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية وغيرها، بعد ان نجح الإحتلال في تفتيت القضية الفلسطينية وعزل كل ملف من ملفاتها في دائرة مغلقة، وبعدما واجهتنا مشكلات تحتاج الى جهود مضنية، كمشكلة الحصار المفروض على قطاع غزة، والاستيطان والجدار العازل في الضفة، والمصالحة الفلسطينية وانهاء الانقسام، وجلب الدعم المادي لحكومتي غزة ورام الله. يجب ان نعترف ان القضية الفلسطينية تتراجع على المستوى الرسمي الفلسطيني والعربي والدولي، وان اسرائيل هي الكاسب الأكبر مما تشهده القضية الفلسطينية الآن من تراجع كبير، وهي خلقت هذه الحالة -حالة اللاسلم واللاحرب- لأنها تناسبها تماماً وتستطيع ان تصل في هذه الأجواء الى مبتغاها، وتسعى اسرائيل الى رسم حدود «دولتها» وفق رؤيتها الخاصة مستغلة هذا الوضع، لفرض واقع جديد على الأرض تمليه على السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي. وستستمر الادارة الأميركية في التواطؤ مع اسرائيل وتشكيل خريطتها الجديدة وإكسابها الشرعية واقناع المجتمع الدولي بضرورة الاعتراف بها. رغم كل ذلك تبقى بارقة أمل ساطعة أمامنا، فالرهان على الشعب يبقى الورقة الرابحة في أيدينا، فرغم ما تشهده مصر من أحداث مضطربة وتظاهرات دامية، لكني كلما لمحت العلم الفلسطيني في ايدي المصريين المتظاهرين في الشوارع، ويافطات مكتوب عليها لن ننساك يا اقصى، وسنرفع الحصار عن غزة، يزداد يقيني ان هذا المكر الاسرائيلي والتآمر الاميركي الدولي لن ينطليا على الشعوب التي حددت مسارها وعلمت اصدقاءها واعداءها، وان الدور الذي يلعبه الاعلام الرسمي في خلق عدو بديل للمصريين، عوضاً عن عدوه الرئيس اسرائيل، لن يفلح أبداً، فيكفي ان مجرد الجلوس مع أي مسؤول صهيوني، هو بمثابة محرقة لأي شخص أو مسؤول يجب ان يتبرأ منه ويغسل هذا العار الذي سيلاحقه على مر العصور. ان قضيتنا الفلسطينية تحتاج الى الحضور الدائم في أذهان الشعوب بعدما باعها الرسميون، وهذا لن يتأتى الا بتضحيات الشعب الفلسطيني ومواصلة مقاومته المسلحة للاحتلال. وأعتقد بأن الانتفاضة الثالثة أصبحت على الأبواب، وتحتاج الى سواعد الشباب الثائر لبدئها، فهي الكفيلة بإحياء القضية الفلسطينية واعادتها الى الصدارة من جديد. اننا ننتظر ساعة الصفر للبدء في انتفاضة التحرير، ولا أعتقد بأن مفتاح هذه الانتفاضة في يد أي فصيل من الفصائل الفلسطينية، ولا في يد السلطة، لكنه في يد الشباب الثائر الذي يخرج الى أماكن التماس للاشتباك مع هذا الكيان الغاصب. ان تفجير هذه الانتفاضة وتمددها واستمراريتها تحتاج الى مدد من السماء، كما الانتفاضتين السابقتين، فما علينا الا أن نأخذ بالأسباب وندع الباقي على الله عز وجل لتحقيق مشيئته. نقلا عن صحيفة الحياة