يقوم مجوعة من خريجى ومدربى الجامعة الأمريكية بالقاهرة بتدريب فريق مكون من بعض أطفال الشوارع المصريين على ممارسة لعبة كرة القدم مرتين فى الأسبوع بملعب خلف أحمد الحبتور لكرة القدم ومضمار الجرى بالجامعة. ويستعد هؤلاء الأطفال للمشاركة فى مسابقة كأس العالم لأطفال الشوارع والتى سوف تٌعقد بالبرازيل فى 27 مارس 2014. ولم تمنح هذه المبادرة هؤلاء اللاعبين الصغار أملًا فى الحياة يتطلعون إليه ومأوىً آمنًا من معيشة الشوارع فحسب، بل أعطتهم أيضًا الفرصة لكى يتم تسليط الضوء عليهم الضوء ويتمتعوا ببعض التقدير. يقول محمد أبو حسين، خريج 2009 وأحد المدربين الذين يقومون بتدريب أطفال الشوارع: "يتمثل هدفنا الأول فى إنقاذ هؤلاء الأطفال من معيشة الشوارع وإعطائهم الفرصة لممارسة لعبة يحبونها ويتمسكون بها ويعودون إليها، اكتشفت المنظمات غير الحكومية التى نعمل معها أن كل الأطفال المشاركين فضلوا البقاء معها من بعد أن أطلقنا هذه المبادرة. ونحن أيضًا نريد أن نعطى هؤلاء الفرصة ليشعروا ببعض التقدير ونريد أن نشعرهم أننا نحس بوجودهم." بدأت الفكرة عندما قرر كل من كريم حسني، خريج الجامعة 2005، ومحمد خضر بيضون، خريج الجامعة 2006، واللذين قاما بتدريب فريق الجامعة لكرة القدم للرجال منذ 2008 وقادا فريق الجامعة إلى الفوز بثلاث دورات متتالية، أن يكونا فريقًا لكرة القدم من أطفال الشوارع من المصريين بعد حضورهما ندوة عن الحركة المنادية بإقامة مسابقة كأس العالم لأطفال الشوارع وذلك فى لندن عندما كان فريق الجامعة يعد نفسه لخوض إحدى الدورات. ويوضح حسني: "بعيدًا عن فريق الجامعة، كنا نطمح دائمًا إلى القيام بشيء آخر بخلاف لعبة كرة القدم. وعندما سمعنا عن إقامة مسابقة كأس العالم لأطفال الشوارع فى صيف 2011، لمعت الفكرة فى أذهاننا بسرعة البرق." التقى حسنى فى 2012 مع ممثل لمسابقة كأس العالم لأطفال الشوارع والحركة العالمية المنادية بحماية أطفال الشوارع التى تأسست 2010، وذلك لكى يعلم المزيد عن كيفية تكوين فريق من أطفال الشوارع المصريين. وعلمنا أنه يجب أن يكون الأطفال عاشوا على الأقل لمدة سنتين فى الشوارع وسنة على الأقل فى مكان للضيافة وذلك لكى يتمكنوا من التواؤم مع فكرة اللعب ضمن فريق." بدأ حسنى فى التعاون مع عدد من المنظمات غير الحكومية، منها "مجتمع القرية الأمل،" و"أنا المصري،" و"وجه من أجل الأطفال المحتاجين،" وذلك لكى يجد لاعبين يمكن ضمهم إلى الفريق. وبالفعل وجد حسنى بعض اللاعبين الذين يصلحون لضمهم إلى الفريق، منهم خالد، 14 سنة، الذى يعشق كرة القدم لكنه لم يجد الفرصة لممارسة هوايته المفضلة لأنه ببساطة بلا مأوى منذ أن كان فى السابعة من عمره. ويقول أبو حسين، الذى اعتاد اللعب ضمن فريق الجامعة لكرة القدم: "لقد عانى أطفال الشوارع كثيرًا، وهذا الفريق يمثل تحديًا كبيرًا. فالمدربون كان عليهم أن يعالجوا بعض التصرفات والسلوكيات غير المعتادة، لكن باعتقادى لا يوجد عامل أقوى من لعبة كرة القدم الجماعية لتقويم السلوك." يقوم الفريق بالتدريب مرتين أسبوعيًا وذلك فى عدد كبير من الملاعب الموجودة بالقاهرة، إلا أن حسنى بدأ فى التعاون منذ الفصل الدراسى السابق معAUC Enactus وذلك لكى يتمكن الفريق من التدريب بملاعب الجامعة الأمريكية بالقاهرة. ويقول حسني: "كان أول تدريب لنا على أرض الجامعة يمثل إنجازًا كبيرًا فى حد ذاته لأنه كان بمثابة نقلة نوعية كبيرة، فالفريق كان يشعر بفرحة شديدة لوجوده فى ملعب كبير ومجهز كملعب الجامعة ولأنه كان يشبه إلى حد كبير الملاعب التى سيجدون مثلها عند اللعب فى البرازيل. أما بالنسبة لنا كمدربين للفريق، كنا نشعر بألفة شديدة وأننا فى بيوتنا." يقيم الفريق تدريباته على ملعب خلف أحمد الحبتور ومضمار الجري، وخاض اللاعبون على أرض تلك الملاعب الكثير من المباريات ضد فرق أخرى، وتمكنوا من مقابلة لاعب كرة القدم المشهور محمد أبو تريكة الذى انضم لأحد تدريبات الفريق فى يناير. قام بتدريب الفريق أيضًا خريج آخر، مراد حكيم، وذلك بالإضافة إلى حسنى وبيضون وأبو حسين. كان حضور الجامعة طاغيًا ليس عن طريق توفير الملاعب المجهزة وفريق التدريب فحسب، بل أيضًا عن طريق توفير متطوعين آخرين يعملون لخدمة الفريق وإنجاحه. فقد اشترك كلٍ من إنجى حسنى وملك العيوطي، خريجو الجامعة 2013، فى العمل ضمن فريق العلاقات العامة الخاص بدعم المبادرة. وقد قررت العيوطى المشاركة وذلك لولعها الشديد بالرياضة ومساعدة الأطفال. وبعد قضاء أربعة شهور مع فريق العلاقات العامة، كانت مندهشة لحجم الأثر الإيجابى المنعكس على الأطفال. فتقول العيوطي: "لقد تغيروا كثيرًا خلال الأشهر القليلة الماضية، فقد أصبحوا أكثر انفتاحًا على الناس لأن الرياضة تعمل دائمًا على نزع الأحقاد ومحو السلبيات." لم يكن فريق العلاقات العامة قادرًا على إحداث تغيير فى رؤية اللاعبين لأنفسهم فحسب، بل كان قادرًا أيضًا على إحداث تغيير كبير فى نظرة البشر لأطفال الشوارع. يقول حسني، " بدأ الناس فى النظر إليهم بصورة مختلفة ورؤيتهم على أنهم قادرين على فعل الكثير من الأشياء الإيجابية المدهشة وأنهم يستطيعون ببعض الدعم فعل الكثير. فهؤلاء الأطفال يملكون من الذكاء الفطرى والمواهب التى تمكنهم من فعل الكثير، وإذا نجحنا فى توظيف تلك المواهب والملكات على النحو الصحيح فإنهم بالتأكيد سوف يتمكنون من فعل الكثير من الأشياء الإيجابية المفيدة. وأرى أنهم مجموعة من الجواهر غير المصقولة." يخوض الفريق المصرى مسابقة كأس العالم لأطفال الشوارع والتى تٌقام فى البرازيل فى خلال شهر من الآن. وخاض الفريق العديد من المباريات استعدادًا للمشاركة فى الحدث الأكبر، وهو كأس العالم لأطفال الشوارع: وتتعاون مصر استعدادًا لبطولة كأس العالم لأطفال الشوارع مع مجموعات الطلاب بالجامعة مثل التدريب من أجل الأمل وAUC Enactus للترتيب لدورة رياضية تُقام فى حرم الجامعة بالقاهرة الجديدة فى 1 مارس 2014. تأكيدًا لأهمية منح مثل تلك الفرصة لأطفال الشوارع، يقول حسني: "لقد تقدم الفريق كله بشكل كبير، وتصلنا أخبار عظيمة من المنظمات غير الحكومية التى تتولى رعاية الفريق عن مدى التحسن فى سلوك الأطفال ومدى الثقة بالنفس التى بدأوا فى الشعور بها. فإذا أعطيت شخصًا ما الثقة والأمل، فثق أنه قادر على فعل أى شيء."