ستظل أسواق الشرق الأوسط والمنطقة العربية محط أنظار الشركات العالمية المنتجة للغذاء نظراً للارتفاع المتنامى فى أعداد السكان، ومعدلات الاستهلاك المذهلة فى الاستهلاك والاستيراد. كشفت المشاركة المصرية الفعالة فى معرض «جلفود» للأغذية والذى يقام حالياً فى مركز التجارة العالمى بدبى بمشاركة 103 شركات مصرية تعمل فى مجال الأغذية والحاصلات الزراعية عن توجه الشركات العالمية إلى ضخ مليارات الدولارات خلال السنوات القادمة فى صناعات الحلال للسيطرة على اسواق الشرق الأوسط. وأكد منتجون يعملون فى قطاع الأغذية أن المسلمين وحدهم يستهلكون بأكثر من تريليون دولار غذاء سنويا، وأن هناك أكثر من 26 مليار دولار يتم إنفاقها فى مجال مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة وهما القطاعان اللذان تشير التقديرات إلى ارتفاعهما بنسبة 50 % خلال الأعوام الخمسة المقبلة ليصل إلى تريليون و600 مليون دولار و39 مليار دولار على التوالى. وأرجع منتجون للغذاء مشاركون فى معرض «جلفود» دبى للأغذية أن مصر ومنطقة الشرق الأوسط مرشحة بقوة لتصبح أهم الأسواق المستهلكة للمنتجات الحلال بفعل الزيادة السكانية الكبيرة، وارتفاع حجم سوق الغذاء فى المنطقة دول مجلس التعاون الخليجى إلى 85 مليار دولار أمريكى، و237 مليار دولار فيما تبقى من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتحتل دولة الإمارات المرتبة الرابعة عشرة فى قائمة أضخم الأسواق العالمية فى قطاع الأغذية بنحو 20 مليار دولار، بينما تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة السابعة بسوق يبلغ حجمه 44 مليار دولار أمريكى، وتصنف دولة الإمارات فى المرتبة الثانية كأضخم سوق فى مجال مستحضرات التجميل على مستوى العالم بنحو 4.3 مليار دولار، بينما تأتى السعودية فى المرتبة 11 بسوق يبلغ حجمها 800 مليون دولار. وكانت مجموعة تيكوم الإماراتية للاستثمارات قد أعلنت على هامش فعاليات معرض دبى للأغذية عن إقامة أول مدينة صناعية لصناعات الحلال فى منطقة الشرق الأوسط وتقام على مساحة 55 كيلو متراً مربعاً وتركز على قطاعات الصناعات الخفيفة والمتوسطة مع التركيز على قطاع الآلات والمعدات الميكانيكية والأغذية والمشروبات والمنتجات المعدنية والمواد الكيماوية. وصرح عبد الله خليفة بالهول، الرئيس التنفيذى لمدينة دبى الصناعية، بأن مدينة دبى الصناعية لصناعة الحلال تعد من أكبر المشروعات الصناعية التى تقام فى دبى وتمتاز بموقع استراتيجى بالقرب من مطار آل مكتوم الدولى والمنطقة الحرة فى جبل على، مشيرا إلى أن المنطقة ستستثمر فى حلول التخزين والدعم اللوجستى، ومساحات التخزين المفتوحة ومشروعات الأغذية والمشروبات وغيرها. وأشار الرئيس التنفيذى لمدينة دبى الصناعية إلى أن إنشاء المدينة يأتى فى إطار التوجه العام للدولة لتنفيذ مبادرة «دبى عاصمة للاقتصاد الإسلامى والتى تعزز توجهات الشركات التى تعمل فى هذا المجال فى منطقة الشرق الأوسط مستغلين فى ذلك الكثافة السكانية المتزايدة فى الدول العربية. وعلى صعيد المشاركة المصرية فى معرض «جلفود» دبى والذى يعد من أكبر معارض الأغذية فى العالم. كان السفير المصرى إيهاب حمودة فى دبى يرافقه الوزير المفوض التجارى ماهر الشريف قد قاما بتفقد الجناح المصرى واستمعا إلى آراء ومشاكل الصناع والمنتجين المصريين المشاركون فى المعرض. وطلب السفير من الشركات المصرية المشاركة فى المعارض التى تقام فى أبو ظبى ولا تقتصر المشاركات على دبى. وشدد السفير خلال لقائه مع الوفد الإعلامى المصرى والذى يقوم بتغطية فعاليات المعرض على متانة العلاقات بين مصر والإمارات، مشيرا إلى أن الزيارات التى يقوم بها الوزراء المصريون إلى الإمارات يتم متابعتها جيدا للاستفادة منها وإحراز نتائج إيجابية للموضوعات التى تطرح خلال هذه الزيارات. ومن جانبه صرح الوزير المفوض التجارى ماهر الشريف بأن المشاركة المصرية التى ينظمها هيئة المعارض العام الحالى إيجابيه للغاية وأن أعداد الشركات المصرية المشاركة فى ارتفاع مستمر، وأن المجلس التصديرى للصناعات الغذائية وكذا التصديرى للحاصلات الزراعية يقومان بعرض منتجات الشركات التابعة لهما وتعمل فى مجالات متنوعة من الأغذية ومنها المربات والعصائر والمقرمشات والفواكه الطازجة والألبان والحبوب والتمور والحلويات وصلصات الطماطم والعسل وغيرها من المنتجات المصرية التى تتمتع بميزات تنافسية كبيرة فى المنطقة العربية وبعض الأسواق العالمية. وأكد الوزير المفوض ماهر الشريف أن مصر تعتبر من الدول الرئيسية المصدرة للأغذية المصنعة ومنتجات الحاصلات الزراعية للأسواق الرئيسية فى العالم مثل الولاياتالمتحدةالامريكية وعدد من دول الاتحاد الأوروبى والدول العربية. وأضاف ماهر الشريف مؤكدا احتلال صادرات الأغذية المصنعة فى مصر المرتبة الثانية فى هيكل الصادرات المصرية الصناعية بمعدل نمو يصل إلى 16%، وأن الصادرات المصرية ارتفعت من الصناعات الغذائية خلال السنوات الست الماضية بنسبة 331% كما بلغت الصادرات المصرية من الحاصلات الزراعية خلال عامى 2011- 2012 ما قيمته 1.5 مليار دولار، بالإضافة إلى ذلك تتواجد الصناعات المصرية فى قائمة أهم 5 موردين على مستوى العالم للسوق الإماراتى للعديد من المنتجات الغذائية والحاصلات الزراعية مثل الطماطم والموز والبصل والحمضيات والأجبان والخضراوات المجمدة وصلصة الطماطم والمربات والأرز.وأشار إلى قيام المكتب التجارى بالتعاون مع سلاسل محلات الهيبر ماركت «اللولو» والتى تعد من كبريات سلاسل السوبر ماركت بالمنطقة بتنظيم مهرجان «فريدا» للترويج للمنتجات المصرية والأغذية المصرية عبر فروعه المنتشرة فى جميع أنحاء الإمارات. وأضاف الوزير المفوض التجارى أن الأغذية المستوردة تشكل ما يقارب من 80 إلى 90% من الأغذية المتداولة بالسوق الإماراتى والتى يتم استيرادها من نحو 160 دولة، ووفقاً للتقديرات فمن المتوقع أن تصل الواردات الإمارتية من الأغذية إلى نحو 8.4 مليار دولار بحلول 2020 بزيادة نسبتها 133% مقارنة بعام 2010 والذى بلغ نحو 3.6 مليار دولار وذلك مع توقع نمو استهلاك الأغذية فى الإمارات إلى بنسبة 5.4 %. كما تتم إعادة تصدير منتجات غذائية من دولة الإمارات إلى حوالى 140 سوقاً حول العالم وحازت كل من إيران وأفغانستان والصومال والهند والسعودية وقطر وعمان والكويت على نسبة 73.2 من إجمالى البضائع المعاد تصديرها من الحبوب والفواكه والمكسرات والحمضيات والبطيخ والسكر والخضار والمحاصيل والتى شكلت نحو 80,7 % من إجمالى المنتجات الغذائية المعاد تصديرها. وتستحوذ الخضراوات والفواكه المحفوظة على النصيب الأكبر من اهم الصادرات المصرية من المنتجات الغذائية للسوق الإماراتى يليها الأجبان والشيكولاتة والمحضرات الغذائية والكاكاو وصلصة الطماطم. بلغ إجمالى صادرات مصر من الأجبان خلال 2011 نحو 7.4 مليون دولار بانخفاض قدره 11 مليون دولار عن عام 2010 ورغم ذلك تحتل مصر المرتبة الرابعة فى قائمة أهم الدول المصدرة للاجبان إلى السوق الإماراتى بعد دول السعودية وفرنسا والبحرين. كما بلغت الصادرات المصرية من الخضراوات المجمدة إلى السوق الإماراتى نحو 5.349 مليون دولار خلال عام 2011 لتحتل المرتبة الثانية فى قائمة أهم الدول الموردة لهذا البند للسوق الإماراتى على مستوى العالم بعد دولة بلجيكا.