تعانى محافظة الشرقية انفلاتاً أمنياً ملحوظاً، وهو ما تؤكده الاغتيالات التى وقعت خلال الشهور الثمانية الأخيرة، حيث حصدت أرواح عدد كبير من أفراد الجيش والشرطة، العدوى كانت بدايتها حيث استهدفت مجموعة مسلحة أمام القرية سيارة تابعة للقوات المسلحة بطريق الإسماعيلية الصالحية الجديدة وراح ضحيتها العديد وانتهت عصر السبت الماضى، باستهداف ضابط برتبة «مقدم» بجهاز الأمن الوطنى أمام محل سكنه بطريقة واحدة والرصاصة تعرف طريقها مباشرة تخترق الأماكن القاتلة إما بالرأس أو منطقة البطن، والمسئول قناص محترف حر طليق ربما فى طريقه لتنفيذ عمليات جديدة والإيقاع بالمزيد من رجال الشرطة والجيش، خاصة أن اختياره لكثير من ضحاياه عشوائى بسبب ارتدائهم الزى الرسمى الميرى عدا الحادثة الأخيرة التى تم فيها استهداف ضابط الأمن الوطنى بطريقة انتقائية مع سبق الإصرار والترصد. يشكل موقع محافظة الشرقية مركزاً مهماً ومحورياً اتخذته العناصر الإرهابية لتنفيذ عملياتها الإرهابية، إلى جانب استقدام عناصر أخرى من سيناء وذلك بسبب اتساع الظهير الصحراوى بين الشرقية ومحافظات الإسماعيلية وبورسعيد والدقهلية والقليوبية، ولكى نستطيع تصور وفهم حجم ما وصل إليه الشارع الشرقاوى من استهداف رجال الجيش والشرطة، لابد لنا أن نتذكر عدداً من الوقائع والصور التى اجتاحت الشارع الشرقاوى أخيراً، حيث بلغت محاولات الاغتيالات 10 فى أقل من 20 يوماً استهدفت 16 من ضباط وأمناء وأفراد الشرطة والقوات المسلحة بالشرقية نجا أحدهم بأعجوبة فيما استشهد 8 ومازال 8 آخرون يصارعون الموت. وقع أول تنظيم إرهابى فى 17 سبتمبر الماضى 2013 عندما اعترض 4 مجهولين مسلحين سيرة تابعة للجيش ماركة «نيفا» بالطريق الصحراوى «القنطرة الصالحية»، على مقربة من مدينة الصالحية الجديدة ب4 كيلومترات، وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية تجاه مستقبلها وهو ما نتج عنه استشهاد ضابطين برتبة نقيب وملازم ومساعد قوات مسلحة وإصابة مجند وتحرر عن ذلك محضر عن ذلك المحضر رقم 2310 عسكرية، وتم تنفيذ الواقعة الثانية فى أقل من شهر من الواقعة الأولى وبالتحديد فى 17 أكتوبر الماضى عام 2013، حيث تكرر عملية استهداف سيارة للجيش تابعة لقوات الدفاع الجوى بطريق 36 الحربى الصالحية القصاصين وهو ما نتج عنها استشهاد 5 وإصابة آخر من رجال الجيش ضابط برتبة ملازم أول وعريف و3 مجندين فى واقعة هى الأكثر فى عدد الخسائر البشرية جراء استهداف أهداف عسكرية وشرطية حتى الآن. وقع حادث إرهابى بعد خمسة أيام من الواقعة الثانية فجر السبت الموافق 12 أكتوبر 2013، عندما قامت قوات الأمن والجيش بحملة تمشيطية لملاحقة المجرمين المتورطين فى هجمات على سيارتين للجيش بطريق الصالحية القصاصين وهو ما أسفر عن إصابة 3 عساكر. الحادث الرابع فى 28 ديسمبر 2013، وعندما استهدف مجهولون مبنى المخابرات الحربية بإنشاص الرمل التابعة لمركز بلبيس بسيارة مفخخة وهو ما نتج عنه إصابة 6 مجندين، وانهيار جزء من المبنى والسور المحيط به وإحداث حفرة بعمق 2 متر وقطرها 4 أمتار، فضلاً عن بعض التلفيات بالعقارات الموجودة بالمنطقة. فى 29 يناير الماضى من هذا العام تكرر السيناريو نفسه، حيث الواقعة الخامسة من خلال إطلاق اثنين من المسلحين مستقلين دراجة بخارية الأعيرة النارية على أمين الشرطة هانى محمد النعمانى «27 سنة» من قوة مركز شرطة ههيا عقب مغادرته مركز الشرطة متوجهاً لمسكنه بقرية كفر أبوحطب مستقلاً دراجته البخارية ومرتدياً الزى الرسمى الميرى وهو ما أدى إلى استشهاده. وقت الواقعة السادسة مساء الاثنين 13 فبراير الجارى، حيث استهدف مجهولون يستقلون دراجة بخارية وبالطريقة السابقة نفسها تم استهداف حسن السيد البندارى «42 سنة» مساعد أول بالقوات المسلحة أثناء عودته من عمله مرتدياً الزى الرسمى الميرى متوجهاً لمسكنه بقرية الولجا التابعة لمركز منيا القمح، حيث أطلقوا عليه عدداً من الأعيرة النارية نفذت إحداها من رقبته وهو ما أدى إلى إصابته بإصابات بالغة نقل على إثرها لمستشفى عسكرى بالقاهرة. فيما تمت الواقعة السابقة فى صباح 14 فبراير مع استهداف إسماعيل محمد عبدالحميد التلاوى «32 سنة» أمين شرطة بإدارة النجدة بالشروق من قبل مجهولين مستقلين دراجة بخارية أثناء تواجده أسفل كوبرى بردين العلوى تجاه مدينة بلبيس حال اعتزامه الذهاب لمحل عمله بإدارة شرطة النجدة بمدينة الشروق، حيث أطلقوا عليه الأعيرة النارية بقصد قتله، وهو ما أدى إلى استشهاده بعد وضعه على جهاز التنفس الصناعى أكثر من 5 أيام فى غرفة العناية المركزة بمستشفى الأحرار بمدينة الزقازيق. فيما وقعت الحادثة الثامنة، مساء يوم 14 فبراير باستهداف مجهولون يستقلون دراجة بخارية شعبان حسين سليم «46 سنة» أمين شرطة من قوة مركز شرطة أبوكبير، أثناء توجهه من منزله بقرية كفر أبوحطب لمحل عمله بمركز شرطة أبوكبير مستقلاً دراجته البخارية، وهو ما أدى إلى استشهاده متأثراً بإصابته بطلق نارى فى الرأس. ووقعت الحادثة التاسعة فى صباح اليوم التالى 15 فبراير واستشهد شريف حسن بيومى «32 سنة» مقيم بأم الزين من قوة ترحيلات مديرية أمن الشرقية، والطبلاوى فتحى موسى «35 سنة» خفير من قوة قسم شرطة القنايات، متأثرين بإصاباتهما بطلقات نارية فى الرأس، وذلك بعد استهدافهما من قبل مجهولين أيضاً. وبالطريقة نفسها تكررت الواقعة رقم 10 وجاءت أحداثها على مقربة من ديوان مركز شرطة كفر صقر بنحو 100 متر فى مساء 6 فبراير الجارى فى اليوم التالى للواقعة التاسعة، حيث أطلق مجهولون ملثمون مستقلون دراجة بخارية الأعيرة النارية صوب محمود على عبدالمقصود «36 سنة» أمين شرطة بمركز شرطة كفر صقر وأثناء انصرافه من مركز شرطة متوجهاً لمنزله بقرية الشرقاية التابعة للمركز، وهو ما أدى إلى استشهاده متأثراً بإصابته بطلق نارى بالرأس، حيث لفظ أنفاسه لدى وصوله للمستشفى. وقعت الحادثة رقم 11 فى 17 فبراير الجارى، حيث أطلق مجهولون يستقلون دراجة بخارية الأعيرة النارية تجاه علاء خليفة «45 سنة» ضابط برتبة مقدم بالقوات المسلحة، أثناء توجهه لمنزله بمنطقة الساحة الشعبية بمدينة بلبيس وهو ما أدى إلى إصابته بطلق نارى فى الكتف وتجمع دموى بالرقبة نقل على إثرها للمركز الطبى العالمى لتلقى العلاج اللازم. ووقعت الحادثة رقم 12 صباح الخميس الماضى 18 فبراير فى صباح اليوم التالى للحادثة 11، حيث أطلق 4 مجهولين ملثمين طلقات الخرطوش حال استقلالهم دراجتين بخاريتين على كل من «السباعى. أ» «48 سنة» ضابط برتبة ملازم أول بالقوات المسلحة و«رضا. م.ع» «20 سنة» مجند بالقوات المسلحة، أثناء استقلالهما مركبة لنقل القمامة «جرار» إلى أحد المقالب الموجودة بنهاية شارع فاروق بجوار منطقة التجنيد محل عملهما وهو ما أدى إلى إصابتهما فى الأذرع. ووقعت الحادثة رقم 13 بعد ثلاث ساعات من الحادثة السابقة، حيث استهدف مسلحون مجهولون وبالطريقة نفسها وكأن الفاعل واحد، قوة أفراد سيارة مكلفة بتأمين سيارة نقل أموال تابعة لهيئة البريد أثناء توجهها من إدارة البريد بالزقازيق إلى مكتب بريد فرعى بطريق تل حوين، نتج عنها وفاة سعيد مرسى إبراهيم «51 سنة» رقيب شرطة من قوة مركز شرطة الزقازيق، فيما أصيب 3 من أفراد وأمناء الشرطة ورابع موظف بالبريد يصارع اثنان منهما الموت داخل غرف العناية المركزة. فيما وقع العمل الإرهابى رقم 14 وكانت فاجعة كبرى هزت وزارة الداخلية والجمهورية بشكل عام ومحافظة الشرقية بشكل خاص، حيث لفظ المقدم محمد عيد عبدالسلام، مدير الشئون الإدارية بجهاز الأمن الوطنى بالشرقية، أنفاسه الأخيرة بمستشفى التيسير التخصصى متأثراً بإصابته بخمس طلقات بمنطقة البطن والصدر، أطلقها مجهولون ملثمون يستقلون دراجة بخارية حال نزول الضابط من سيارته بالقرب من المنزل بمنطقة القومية بمدينة الزقازيق بعدما أنهى عمله واستقل سيارته متوجهاً لمسكنه، فضلاً عن إنقاذ العناية الإلهية للمحافظة من سلسلة تفجيرات كادت أن تقع بعد اكتشاف مخزن للذخيرة الحية والصواريخ بإحدى المزارع الخاصة بصحراء مدينة بلبيس. فيما طالب أهالى المحافظة وزير الداخلية ووزير الدفاع بتكثيف الحملات الأمنية والكشف عن المجرمين وسرعة ضبطهم للقضاء على الإرهاب.