أكدت صحيفة "السياسة" الكويتية أن "خريطة المستقبل" ستنقل مصر ليس إلى مرحلة جديدة إنما إلى عصر جديد، لأن مصر حجر الزاوية فى العالم العربى. وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها، إن ما يجرى فيها يؤثر بالمنطقة ككل، وعندما اندحر فيها حكم الإخوان، سقط مشروع هيمنتهم على الحكم فى العالم العربى كله، وكذلك منها أيضًا يمكن أن يبدأ عصر النهضة العربية الجديد". وأوضحت أن مصر اليوم على أبواب مرحلة جديدة والانتخابات الرئاسية فى جوهرها هى اختيار زعامة أكثر منها انتخابات عادية وهناك غالبية شعبية عرفت مسبقًا من تريد. وأشارت إلى أن ذلك لايمنع من أن تعبر عن تنوعها وخياراتها الديمقراطية التى سعت إليها من خلال ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وتكرست فى النتائج التى انتهت إليها الثورة الثانية. وأضاف: أن تعدد المرشحين للرئاسة دليل عافية فى الحراك السياسى المصرى ومؤشرًا على مدى قدرة هذا الشعب العظيم على اجتراح المعجزات، وإحباط مخططات التخريب التى تسعى إليها جماعات لم تعد خافية على أحد وذلك من خلال جعل الصراع ديمقراطيا بامتياز وليس صراع دم وتفحيرات وقنابل. وأشار إلى أن الدلائل كافة تشير الى أن المشير عبد الفتاح السيسى هو الأوفر حظا إذا أعلن خوضه الانتخابات، وهو لا شك سيعلن ذلك فى الوقت المناسب. وأوضح أن هذا لا يعنى أن تقتصر الانتخابات على مرشح وحيد فالشعب الذى خرج بالملايين الى الشوارع خاصة فى 30 يونيو كان مطلبه الأول منع السيطرة الأحادية على المشهد السياسى وعدم احتكار جماعة الإخوان السلطة. وتابع: "هذه العصابة وصلت الى الحكم بالسطو والتدليس ما أثار مخاوف ملايين المصريين من انتكاسة تصيب الثورة وتوظف نتائجها لتحول مصر الى ديكتاتورية متخفية بالدين". واعتبر إعلان حمدين صباحى ترشحه للانتخابات الرئاسية خطوة جيدة، وأن تعدد المرشحين تعبير عن موقف وطنى يعزز فرص الحوار ويمنع تزوير إرادة الناس من خلال الأكاذيب التى عمد "الإخوان" إلى ترويجها حين أسقطتهم الملايين، ولاسيما كذبتهم عن أن ماجرى هو "انقلاب". واستطرد: أن التنافس على الرئاسة لا يمنع من الاعتراف أن المشير السيسى وقد خبره شعبه قبل أن تعرفه الدول العربية بخاصة "دول مجلس التعاون" هو الأوفر حظًا، وهو الذى كشف فى العديد من المحطات عن برنامج عمله خاصة أنه جعل مصر كلها ورشة عمل من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها.