بعد أكثر من 600 يوم من الحصار، تبدأ اليوم المساعدات الإنسانية بالدخول إلى مدينة حمص، بحسب ما أكدته وزارة الخارجية الأمريكية في أول تعقيب لها على الاتفاق الذي تم إبرامه بين نظام الأسد والأممالمتحدة. رحبت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكيةجنيفر بساكي بهذا الاتفاق، قائلة إنه سيشكل هدنة إنسانية، يتم خلالها إخلاء المدنيين وتوزيع مواد غذائية ومساعدات إنسانية أخرى، ما سيسمح بتقديم مساعدة حيوية لحوالي 2500 مدني محاصرين بسبب المعارك. وأضافت الخارجية الأمريكية أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الأممالمتحدة والنظام السوري بشأن حمص يدخل حيز التنفيذ صباح اليوم الجمعة. ورحبت الأممالمتحدة بالاتفاق الذي يقضي بإدخال المساعدات الإنسانية إلى الأحياء القديمة في حمص وإخراج المحاصرين الراغبين في المغادرة. إلى ذلك، أوضحت الأممالمتحدة أنها ليست طرفًا في الاتفاق وأنها جاهزة لتوصيل المساعدات، إلا أنها لم تحصل بعد على موافقة على التحرك من قبل الحكومة والمعارضة في الحرب السورية بناء على الاتفاق المذكور. وقال المتحدث فرحان حق في بيان "الأممالمتحدة ووكالات الإغاثة المشاركة أعدت أغذية وأدوية ومواد أساسية أخرى على مشارف حمص استعدادًا لتوصيلها فورًا عقب إعطاء طرفي الصراع الضوء الاأخضر لتوفير ممر آمن". من جهته، أعلن النظام السوري في وقت سابق أمس الخميس أنه توصل لاتفاق يسمح للمدنيين "الأبرياء" بمغادرة المدينة القديمة المحاصرة في حمص والخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في خطوة من المحتمل أن تكون أول نتيجة إيجابية بعد محادثات السلام التي اختتمت في جنيف الأسبوع الماضي دون إحراز تقدم. وفي المقابل، شككت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سامانثا باور في إخلاص نوايا الحكومة السورية. وقالت من نيويورك: "نظرًا لأن النظام السوري حتى هذه اللحظة وصف كل من يعيش في أراضي المعارضة بأنه إرهابي وهاجمهم على هذا الأساس فلدينا لذلك ما يدعونا للتشكك الشديد". يُذكر أن الحصار المفروض على الحي القديم في مدينة حمص استمر لأكثر من عام. ويقول نشطاء إن نحو 2500 شخص محاصرون داخل المنطقة يعانون من الجوع وسوء التغذية. وهؤلاء شريحة صغيرة فقط من السوريين المحاصرين في أنحاء البلاد والذين هم في حاجة ماسة للمساعدات.