ولأن المرأة كما وصفها بعض الفلاسفة لغز كبير، فستبقى أمراً محيراً فهي في بعض الأحيان تكون مفرطة في بعض حقوقها، فمثلاً نندهش حينما نعلم أن الزعيمة النسائية المصرية ورائدة تعليم المرأة في مصر نبوية موسى شنت هجوماً عنيفاً في 17 يناير عام 1949 على مشاعر وعواطف الحب! وقالت في حديث صحفي أجرته معها مجلة "الإثنين والدنيا" إن الحب المتعارف بين الناس هو "نوبات عصبية جنونية"! وأغرب وأطرف من ذلك قولها "أؤكد أن مجنون ليلى ما كان مجنوناً بها ولو أنه تزوجها لظل مجنوناً وكما هو ،لكنه رجل أصابه الخبل والجنون وهيأ له خبله وجنوه أن يتغزل في ليلى فصرف ذكاءه في ذلك الغزل وأصبح لا يعقل شيئاً سواه، ولو صور له خبله أن يتغزل في نبوية موسى لفعل!!".. كما شنت موسى أيضاً هجوماً على ملكات جمال العالم ووصفتهن بالمجنونات وقالت إن جمال المرأة شيء ثانوي بحت ويكفي أن تكون المرأة مقبولة ولا يشترط أن تكون جميلة لكي تغزو القلوب. وصرحت أيضاً بأن الزواج ليس ضرورياً للفتاة، وهذا التصريح الخطير نشرته مجلة "الإثنين والدنيا" في 23 سبتمبر 1947 حينما قالت "يزول العجب إذا علم الناس أن التجارب دلت على أن المرأة كالرجل في العلوم والفنون، وأنها تستطيع أن تحل محله في أي وظيفة وتؤدي واجبها مثله بكل جدارة ونجاح. ولا يصبح هذا الكلام غريباً حينما نعرف أن الفنانة الراحلة سامية جمال قالت إن الرجل الغامض هو أحب الرجال إلى قلوب النساء، وأنها تحب في الرجل التقتير والبخل في حبه لها، مشيرة إلى أن المرأة بطبعها تهوى الألغاز وكشف الستار عن الغموض!. بنات محرر المرأة لم يذهبن للمدارس أما حينما نعلم أن زوجة أول من نادى بتحرير المرأة تتهم البنات بالسفور.. فهذا يؤكد أيضاً أن المرأة بحق لغز كبير وأن إرضاءها أمر صعب التحقيق، وخصوصاً أن زوجة قاسم أمين هاجمت في 26 أكتوبر عام 1941 المرأة المصرية واتهمت البنات بالسفور، وقالت في تصريحات صحفية أدلت بها لأول مرة أن بعض السيدات والفتيات لا يفهمن معنى الحرية ولا يقدرن الاحتشام، وهاجمت الاختلاط بين المستويات الاجتماعية المختلفة حين قالت "لا أعتقد أن التعليم والسفور هما المسئولان عن نتائج الاختلاط السيئة ولكن سبب ذلك يرجع إلى اختلاط فتيات الأسر الشريفة بمن هم أقل شأناً وتربية في المدارس، لذلك حرص زوجي قاسم أمين على أن تتلقى بناتنا دروسهن في المنزل على أيدي أساتذة ومربيات وألا يذهبن إلى المدارس قط.. واستمراراً لسيناريو الغرابة والدهشة نجد أن الزعيمة المصرية النسائية درية شفيق قالت ذات يوم عام 1947 "من الخطأ الظن أن المرأة تتزين لكي تجذب الرجل فقط، بل هي كثيراً ما تتزين لنفسها"!. رجال يتحولون لنساء! ويبدو أن عالم المرأة قد أصاب بعض الرجال بهوس عشق "الجنس الناعم، فقرر بعضهم التحول إلى عالم الأنوثة والنعومة وكانت قصة سيد الذي تحول إلى "سالي" واحدة من أشهر هذه القصص التي رفض فيها الرجل البقاء في بني جنسه والتحول إلى فتاة، وقد اشتهرت في مصر والعالم العربي قصة طالب طب الأزهر سيد محمد عبد الله مرسي، وأثارت ضجة كبرى. وقد قام الدكتور أحمد محمود سعد ،الأستاذ بالقانون المدني في جامعة القاهرة، فرع بني سويف، بوضع كتاب حافل في 800 صفحة حول هذه القضية بعنوان "تغيير الجنس بين الحظر والإباحة". وذكر فيه تفاصيل وقائع هذه الحادثة، حيث إن الطالب سيد محمد عبد الله مرسي (في السنة الخامسة كلية طب أزهر بنين) أجرى عملية جراحية لتغيير جنسه وإزالة مظاهر الذكورة في مستشفى الزمالك بتاريخ 29/1/1988 وقد قام بالجراحة الدكتور عزت عشم الله مستشار جراحة التجميل وكان الدكتور رمزي هو الذي قام بالتخدير في هذه العملية التي تكللت بالنجاح. وقد قامت المستشفى بإصدار شهادات بذلك للطالب المذكور وأنه سدَّد الرسوم المقررة ودفع جميع أتعاب العملية نقداً. وقد قامت نقابة الأطباء بالجيزة في ذلك الوقت باستدعاء الطالب والجراح والطبيب المخدر، وقامت بمناقشتهم ومعرفة التفاصيل، مع دراسة حالة الطالب النفسية، وفحصه بدنياً ونفسياً من قبل المختصين. وقد أصدرت النقابة قراراً تأديبياً بتاريخ 8/11/1988 بمعاقبة الطبيب الجراح بشطب اسمه من سجل الأطباء وإسقاط عضويته من النقابة ومنعه من مزاولة المهنة في أي صورة. وعوقب الثاني (طبيب التخدير) بنفس العقوبة. وقد أعتبر المجلس أن هذه العملية تشكل اعتداء على القيم والأخلاق ولم يكن لها أي مبرر طبي. حقوق الرجل وبعد أن حققت المرأة الكثير من الإنجازات المهمة في عصر الرئيس مبارك الذي يولى اهتماماً خاصاً بالمرأة وقضاياها وحقوقها في مجالات التعليم والسياسة والجوانب الاجتماعية وعلى مستوى دخولها مجال العمل الاقتصادي بقوة.. بعد كل ذلك كان طبيعياً أن يشعر الرجل بقيمة حواء في مجمل حياته الاجتماعية والعملية، إلا أن بعض الرجال استكثروا ما وصلت إليه المرأة وما حققته من مكاسب حتى أن جمعيات خرجت لتدعو إلى النظر من جديد إلى حقوق الرجل التي سلبت في وقت ارتقت فيه مرتبة النساء!. د. فاروق لطيف (أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس) هو أحد هؤلاء الرجال حيث أنشأ جمعية للدفاع عن حقوق الرجل تحت عنوان "المستضعفون في الأرض"، ويرى أن رجل هذا الزمان سُلبت حقوقه بفعل تغير الثقافة السائدة والقوانين التي كبلت وقيدت حقوق الرجل في قيادة شئون أسرته وتراجع دوره أمام تعاظم دور المرأة. وحول فكرة الجمعية يقول د. لطيف: الفكرة بدأت عام 2004 للتصدي لأفكار الجمعيات النسائية المعادية للرجل ووقف نزيف المطالبة بحقوق المرأة التي حصلت عليها بالفعل، لذا فكرت في تاسيس الجمعية لتكون في صالح وخدمة الرجل والمرأة معاً والمساواة بينهما في الحقوق والواجبات.